دخلت «الانتفاضة الشعبية» في إيران مرحلة جديدة من التصعيد تمثلت في إغلاق الأسواق والشركات، وتعطيل الدراسة. ونشرت الصحف المحلية والحكومية تقارير عن إغلاق الأسواق والشركات في مختلف المدن، محذرة من استمرارها، فيما ارتفع عدد القتلى في صفوف المتظاهرين ورجال الشرطة مع اتساع رقعة الاحتجاجات.
وشهد أول يوم عمل أمس (السبت)، إضافة إلى مظاهرات الشوارع، إغلاق الأسواق في العاصمة طهران وعدة مدن أخرى منها سنندج وشيراز، بعد مطالبات من النشطاء من التجار بدعم المحتجين من خلال إغلاق متاجرهم. وأغلقت الحكومة مدارس محافظة كردستان (الأحد)، وزعمت أن سبب إغلاق المدارس يعود إلى احتفال ديني.
وصعدت صحيفة «كيهان» التابعة للمرشد علي خامنئي، اليوم (الأحد)، من لهجتها ضد المتظاهرين وزعمت أنهم «أعداء»، وكتبت أنهم «يكافحون من أجل إغلاق دورة الاقتصاد والتعليم في البلاد». وادعت أنهم «دواعش» و«إرهابيين مأجورين».
ودفع المنتفضون التجار إلى إغلاق سوق طهران، وخرجت مساء أمس احتجاجات واسعة النطاق في محيطه رافقتها شعارات قاسية ضد حكومة وقيادة النظام. وأكدت تقارير إغلاق أسواق العاصمة، وانطلقت الاحتجاجات بشكل رئيسي في أسواق مدن كردستان غرب إيران، فيما زعم مسؤولون حكوميون أن سبب الاحتجاجات كان «تحريض عملاء أجانب» على «زعزعة استقرار» هذا البلد.
وأقرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) بالتأثير السلبي للاحتجاجات على سوق الأوراق المالية (البورصة)، وكتبت أن المساهمين «شعروا بعدم الأمان وتركوا السوق».
وحذرت صحيفة إيران من أن الاحتجاجات الأخيرة وضعت سوق السيارات في مأزق، مؤكدة أن سعر السيارة إما «ظل ثابتًا» أو «انخفض».
وكشف قائد الشرطة الإيرانية العميد حسين أشتري، اليوم، مقتل 3 من عناصر قوات الأمن. وأعلنت وكالة أنباء «تسنيم» التابعة للحرس الثوري مقتل أحد عناصر قوات الباسيج في مدينة سنندج عاصمة محافظة كردستان.
وعاشت مناطق مختلفة من طهران ليلة مضطربة مساء السبت، وخرجت مظاهرة كبيرة في نازي آباد جنوب المدينة، وهتف المواطنون «الموت للديكتاتور». وتشير تقارير واردة من طهران إلى أن السوق الرئيسية للعاصمة جنوب المدينة مسرح لاحتجاجات المواطنين وإضرابات بعض الشركات.
وتظهر مقاطع الفيديو أن المتظاهرين أغلقوا شارع فردوسي في طهران مع شعارات مناهضة للنظام الإيراني، فيما أفادت التقارير بوجود أعداد كبيرة من القوات العسكرية في العاصمة. وهاجم المتظاهرون أحد أكشاك الشرطة في شارع خرداد وأضرموا فيه النيران.
وفي مدينة مشهد شمال شرق إيران وثاني أكبر المدن بعد طهران، خرج عدد كبير من المواطنين المحتجين إلى الشوارع، وانتشرت أنباء عن اشتباكات عنيفة في هذه المدينة.
وتظهر الصور الواردة من المدينة أن المتظاهرين أغلقوا الشارع وحراس مكافحة الشغب يهاجمونهم ويرشقونهم بالحجارة، كما سمع دوي إطلاق نار.