توصّل الملياردير الأميركيّ، إيلون ماسك، الإثنين، إلى اتفاق لشراء “تويتر”، مقابل 44 مليار دولار في صفقة ستحوّل السيطرة على منصة التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الملايين وزعماء عالميون، إلى أغنى شخص في العالم، في حين ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، إن ماسك “يعتزم إجراء تغييرات جوهرية في تويتر”. كما ذكر البيت الأبيض، أن الرئيس جو بايدن “قلق بشأن قوة منصات التواصل الاجتماعي بغض النظر عمن يمتلك تويتر أو يديرها”.
واتّفق ماسك مع مجلس إدارة ويتر على شراء المنصة الاجتماعية بسعر 54,20 دولارا للسهم، ما يجعل قيمتها الإجمالية نحو 44 مليار دولار، وفق ما أعلنت تويتر، قبيل انتصاف ليل الإثنين في بيان.
وبذلك، أصبح مالك مجموعة “تيسلا”، مالكا للمنصة، التي يعتبرها “الساحة الرقمية العامة حيث تناقش موضوعات حيوية بالنسبة إلى مستقبل الإنسانية”، بحسب ما ورد في البيان.
وقال ماسك في بيان إن “حرية التعبير هي القاعدة الصلبة لعمل الديمقراطية، وتويتر هي الساحة الرقمية المفتوحة لمناقشة المسائل الحيوية لمستقبل الإنسانية.”
وصعدت أسهم تويتر نحو ستة بالمئة عقب الاتفاق.
وقالت وكالة “بلومبيرغ” إن “سعر السهم في صفقة إيلون ماسك مع تويتر، أصبح أعلى بنسبة 38% مما كان عليه مطلع الشهر الجاري”.
وفي وقت سابق الإثنين، قفز سهم تويتر في بورصة وول ستريت، إثر تقارير أوردتها وسائل إعلام أميركية عدّة مفادها أنّ الشركة على وشك الموافقة على العرض الذي قدّمه ماسك لشرائها.
وقرابة الساعة 15:40 ت غ، كان سعر سهم تويتر يتأرجح حول 50.77 دولاراً بارتفاع نسبته 3.75% عن سعر الافتتاح.
ونقلت وسائل إعلام أميركية، ولا سيّما “وول ستريت جورنال” و”نيويورك تايمز” و”سي أن بي سي” عن مصادر عدّة قولها إنّ مجموعة تويتر قد تعلن اعتبارا من الإثنين موافقتها على العرض الذي قدّمه ماسك لشرائها، وهو ما حدث.
وكان مالك مجموعة تيسلا للسيارات الكهربائية، قد عرض في منتصف آذار/ مارس الاستحواذ على ملكية تويتر بالكامل، مقابل 54.20 دولارا للسهم الواحد وسحب المجموعة من بورصة نيويورك.
وكان الملياردير أعلن الخميس الماضي أنّه أمّن التمويل اللازم لإتمام هذه الصفقة.
وقال الرئيس التنفيذي لـ”تيسلا” إنّه أمّن حوالى 46,5 مليار دولار لتمويل الصفقة، مشيرا إلى أنّ هذه الأموال مصدرها قرضان مصرفيان من بنك مورغان ستانلي بالإضافة إلى ثروته الشخصية. كما أعلن يومها أنّه يفكّر بتقديم “عرض شراء مباشر” لمساهمي تويتر لشراء أسهمهم مباشرة وبصورة عدائية أي من دون المرور بمجلس الإدارة الذي واجه عرض الملياردير بالرفض.
ولمنع ماسك من الاستحواذ على تويتر، لوّح مجلس الإدارة بتفعيل إجراء يدعى “الحبّة السامة” من شأنه أن يصعّب على الملياردير الاستحواذ على أكثر من 15 في المئة من الشركة عبر السوق، علما بأنّه يملك حاليا 9.2% من أسهمها.
وقال دان آيفز، المحلّل في “ويدبوش سيكيوريتيز”، لشبكة “سي إن بي سي” التلفزيونية إنّه “بمجرد أن يتأمّن التمويل مع التهديد بعرض شراء مباشر عدائي، لا يعود بإمكان مجلس الإدارة اللجوء إلى مُنقذ أو مقدّم عرض ثانٍ”.
وأضاف أنّ “هذا الأمر كبّل أيدي مجلس الإدارة وأجبره على الذهاب إلى طاولة المفاوضات”.
وبحسب وسائل الإعلام الأميركية فقد اجتمع مجلس إدارة تويتر صباح الأحد لإعادة النظر بعرض ماسك.
وأتى هذا الاجتماع بعد يومين على لقاءات عبر الفيديو عقدها مع العديد من مساهمي تويتر الملياردير المتحدّر من جنوب إفريقيا، وذلك في مسعى منه لإقناعهم بالموافقة على عرضه.
وإيلون ماسك هو أغنى رجل في العالم، إذ تقدّر مجلة فوربس ثروته بـ296 مليار دولار، ولديه على تويتر 83 مليون متابع.