تقوم خوارزمية الكمبيوتر بعد ذلك بقياس هذه المسافة الدلالية (مدى علاقة الكلمتين ببعضهما البعض) بين الأسماء التي توصل إليها الشخص، واستنادًا إلى تحليل استجابات 8,914 متطوعًا، فإن “مهمة الارتباط المتباعد” على الأقل جيدة مثل الأساليب الحالية للتنبؤ بالإبداع لدى الشخص.
وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية التي نشرت على موقع “sciencealert”: ” تفترض العديد من النظريات أن الأشخاص المبدعين قادرون على توليد أفكار أكثر تباينًا”، وأضاف الباحثون: “إذا كان هذا صحيحًا، فإن مجرد تسمية الكلمات غير ذات الصلة ثم قياس المسافة الدلالية بينها يمكن أن يكون بمثابة مقياس موضوعي للتفكير التباعدي”.
إن مهمة الاستخدامات البديلة (حيث تفكر في أكبر عدد ممكن من الاستخدامات لكائن ما) ومهمة جسر الفجوة الترابطية (حيث تحاول ربط كلمتين بكلمة ثالثة) هما المقياسان الحاليان للإبداع الذي اتبعته “مهمة الارتباط المتباعد”، وارتبطت درجات الإبداع من “مهمة الارتباط المتباعد” أيضًا بالدرجات الأخرى، كما فعلت مع بعضها البعض، مما يعني أنها مفيدة في تقييم الإبداع مثل الأدوات الأكثر تعقيدًا. علاوة على ذلك، تظهر البيانات أن فعاليتها تنطبق على ما يبدو على مختلف الفئات السكانية، مما يجعلها مناسبة للاستطلاعات واسعة النطاق، وتتمثل الفوائد الرئيسية لاختبار “مهمة الارتباط المتباعد” الجديد في أنه بسيط وسريع الإنجاز، ولا يتطلب أي نوع من التقييم البشري، مما قد يؤدي إلى التحيز.
لا يقيس كل جوانب الإبداع
يحرص الباحثون على الإشارة إلى أنه الاختبار لا يقيس كل جانب من جوانب الإبداع، يقول عالم النفس جاي أولسون، من جامعة هارفارد: “مهمتنا لا تقيس سوى جزء صغير من نوع واحد من الإبداع”، وأضاف: “لكن هذه النتائج تمكننا من تقييم الإبداع عبر عينات أكبر وأكثر تنوعًا مع قدر أقل من التحيز، مما سيساعدنا في النهاية على فهم هذه القدرة البشرية الأساسية بشكل أفضل”.
ويعتقد علماء النفس أن الأشخاص الأكثر إبداعًا قادرون على ربط العناصر البعيدة معًا في عقولهم بسهولة أكبر، وهو ما يتم اختباره هنا. وينبغي للتدبير الأكثر شمولا أن يأخذ في الاعتبار أيضا الإنجازات في المجالات الإبداعية، مثل التأليف الموسيقي والاختراعات.