اكتشف كبار الضباط في جيش الاحتلال خلال زيارة قاموا بها لمقرات الألوية، أن لقطات كاميرات المراقبة على طول الحدود مع قطاع غزة، والتي يعود تاريخها إلى 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قد اختفت “بشكل غامض”.
بحسب ما نشرته صحيفة Jerusalem Post الإسرائيلية، الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2023، فقد حُذِفَت التسجيلات المهمة لهجوم الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول، من قاعدة البيانات المركزية، وهو ما أثار شكوكاً تؤكد أن الجميع يبحثون في المقام الأول عن مصالحهم الخاصة وأعينهم على ما سيأتي بعد ذلك.
واستعداداً لاحتمال التوغل البري في قطاع غزة، تشكَّلت فِرَقٌ خاصة لتحليل الدروس المستفادة من الحرب ودراسة الاستراتيجيات العملياتية لحركة حماس. وكان هدفهم هو نشر هذه المعرفة بين الوحدات القتالية التابعة لمختلف الفرق. وفي الوقت نفسه، تشكَّلَت فِرَق تحقيق ركزت على المساعدة في تخطيط المنطقة الحدودية والإجراءات الأمنية المصممة لحماية البلديات.
ولكن خلال زيارة ضابط كبير من هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، أعرب ضباط الاحتياط عن مخاوفهم بشأن اختفاء مقاطع فيديو مهمة التُقِطَت من كاميرات مراقبة مختلفة تابعة للجيش الإسرائيلي على طول حدود غزة، وهي جزء من الشبكة العسكرية المعروفة باسم “ZiTube”.
يعود تاريخ المقاطع المفقودة إلى 7 أكتوبر/تشرين الأول، ويبدو أنها حُذِفَت عمداً لعرقلة أي تحقيقات معمقة في الأحداث التي وقعت في الأراضي الفلسطينية، وخروقات الحدود، والوضع العام.
روى أحد كبار ضباط الاحتياط من إحدى الكتائب الموقف قائلاً: “كنا نخطط لنعرض على أحد الشخصيات الرئيسية مقطع فيديو لحادث معين من الأسبوع الماضي، لنكتشف أن شخصاً ما قد حذف مقاطع الفيديو. لقد كان موقفاً محرجاً للغاية”.
وأضاف: “أدى ذلك لاحقاً إلى الشكوك حول الدوافع وراء هذه الأعمال. وفي نهاية المطاف، مُنِحَت أذونات خاصة لمن طلبها. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يحتاج الضباط على مستوانا إلى مثل هذه الأذونات؟ يبدو كما لو أن هناك صراعاً على السلطة بين كبار المسؤولين وأولئك الذين يتولون أدواراً محددة، مع شعور عام بأن الجميع الآن يمنحون الأولوية لمصالحهم في ما ينتظرنا”.
وكشفت مصادر داخل فرقة غزة عن “خلل” في تسجيلات الاتصالات منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. ووفقاً لهذه المصادر، فإن “بعض التسجيلات إما اختفت أو أنه تم تنزيلها من الشبكة ونقلها بناء على توجيهات الضباط القياديين. وبالتالي، لا يمكن الوصول إليها. عادةً ما تُحذَف تسجيلات الاتصالات بعد فترة محددة، إلا إذا قام شخص ما بحفظها عمداً داخل النظام. ويبدو أن أحد الأشخاص قد اتخذ قراراً متعمداً بنقل هذه التسجيلات أو حذفها لضمان عدم تمكن أي شخص من الاطلاع عليها. تعتبر هذه التسجيلات حيوية لأنها توفر وصفاً شاملاً لما حدث، وتكشف الإجراءات التي يتعيَّن اتخاذها، مع التركيز بشكل خاص على الساعات الثماني الأولى الحاسمة، بما في ذلك اللحظات التي كان فيها نقص في قنوات الاتصال.