استئناف المفاوضات.. «الناتو» يشكك في الانسحاب الروسي

في اليوم الـ39 للحرب الروسية الأوكرانية، أعلن مفاوض روسي، أمس (الأحد)، أن محادثات السلام مع أوكرانيا ستستأنف اليوم (الإثنين)، إلا أنه نفى وجود مسودة اتفاق سلام جاهزة لعقد أي اجتماع على مستوى كبير. ولفت إلى أن موقف موسكو من مسألتي شبه جزيرة القرم ودونباس لم يتغير. فيما شكك حلف شمالي الأطلسي (الناتو) في حقيقة الانسحاب الروسي من محيط العاصمة الأوكرانية كييف. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»: إن سحب روسيا للقوات من كييف ليس انسحابا حقيقيا وإنما إعادة نشر للقوات يمكن أن يتبعها مزيد من الهجمات. وأضاف أنه «ليس متفائلًا جدًا» بشأن ما تقوله روسيا عن سحب قواتها من محيط العاصمة الأوكرانية كييف.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 3 مخازن وقود ومصفاة نفط في أوديسا بصواريخ عالية الدقة أمس (الأحد)، وأكدت أن المنشآت النفطية كانت تمد القوات الأوكرانية بالقرب من ميكولايف بالوقود.وأفاد شهود عيان بأن انفجارين سمع دويهما في مدينة بيلغورود الروسية القريبة من الحدود مع أوكرانيا بعد أيام من اتهام السلطات الروسية قوات أوكرانيا بقصف مستودع وقود هناك. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن البحرية الروسية تمنع الإمدادات عن أوكرانيا من البحر الأسود وبحر آزوف.

وتحتفظ روسيا بالقدرة على محاولة تنفيذ إنزال برمائي، لكن من المرجح أن تنطوي مثل هذه العملية على مخاطر عالية بسبب الوقت المتاح للقوات الأوكرانية للاستعداد، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع ، مضيفة: «الألغام في البحر الأسود تشكل خطرا جسيما على النشاط البحري».

تزامن ذلك مع إعلان وزارة الدفاع الأوكرانية استعادة السيطرة على كامل منطقة كييف من القوات الروسية. وأكدت أن منطقة العاصمة أصبحت محرّرة بشكل كامل، إلا أنها طالبت السكان بتوخّي الحذر، موضحة أن روسيا واصلت سحب وحداتها عبر شمال أوكرانيا وأنها تعمل على زرع الألغام على الطرق في بعض البلدان.

ونقلت «سي إن إن» عن مسؤولين أمريكيين قولهم: إن روسيا تركز على تحقيق النصر في شرقي أوكرانيا مع بداية مايو القادم، وإنها تعدل إستراتيجيتها الحربية للتركيز على السيطرة على إقليم دونباس ومناطق أخرى في الشرق.

وأكد المسؤولون الأمريكيون أنهم اطلعوا على أحدث تقارير الاستخبارات التي تبين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يضع نصب عينيه 9 مايو (ذكرى عيد النصر في روسيا) للاحتفال بانتصار من نوع ما في هذه الحرب، مؤكدين أن بوتين يستعد لحرب طويلة الأمد كما جرى في الشيشان.

من جهته، طالب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا مجموعة السبع بفرض عقوبات جديدة على روسيا، معتبرا أن مذبحة بوتشا كانت متعمدة. بالمقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها فتحت (الأحد) ممرا إنسانيا في مدينة ماريوبول الأوكرانية لإجلاء المدنيين، بناء على طلب تركي.