وخاطب السديس الحجاج قائلاً: لقد جاء الدين بأعظم القِيَم الإنسانية المُنِيفَة، والأخلاق الوَرِيفَة، مُرشِدًا العالم إلى القِيَم المُزْهرة، والمكارم الوضيئة المبهرة، أهمها وأعلاها باتفاق؛ توحيد رب العالمين، وتعظيم سُنة رسول الله ومعرفة مكانة الصحابة خِيَار هذه الأمة، ولزوم منهج السلف الصالح والعلماء الربانيين، وحفظ مقامهم، واحترام اجتهاداتهم، وعفة الألسنة عن الوقوع في أعراضهم، والتجافي عن منهج التكفير والتفسيق والتبديع، وكذلك العناية بالعبادات وتعزيز منهج الوسطية والاعتدال والحفاظ على الأمن والاستقرار، والوِئَام والسلام، والبُعد عن الحروب والخطوب، والنزاعات والكروب، وتجنيب المنطقة والعالم آثارها المدمرة.
وأكد أن من عظيم وبديع القيم الإسلامية الاعتصام بالوحدة الدِّينيَّة والوطنية، فلزوم الجماعة والإمامة ومحبة الأوطان فِطْرَة الديَّان، وهنا يأتي دَوْرُ وَسَائِلِ الإعلام، ومواقِعِ التواصُل الاجتماعي في تَعزِيزِ هذه اللُّحْمة المُتَمَاسِكة. والعِنَاية بالمُحْتَوَى الإعلامي القِيَمِي، واستثمار وَسَائل التواصل في خِدْمَةِ الدِّين، وجَمْع الكلمة وَوَحْدَة الصَّفْ، وتجديد الخِطَاب الدِّيني، ومكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا، والرد على شُبُهاتِ أهل الإلحاد والزَّيغِ والضَّلال.
وقال: تَنْعمون في هذا اليوم السعيد في نفحات الابتهاج والسّرور، ولكن لا يَحْمِلُنا ذلك على تناسي مَآسي إخواننا المستضعفين، وأحِبَّتنا المكلومين، في فلسطين، وأكناف المسجد الأقصى؛ حَيْث يُعَانون الحِصَار والدَّمَار، والتشريد والتقتيل، والطغيان والتنكيل. ولا نشكو إلا لله أوصابنا. وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن موسم الحج اختص بمزيد من الطَّاعات والقربات.