اظهر استطلاع للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ان ربع الفلسطينيين يفكرون في الهجرة من وطنهم. لأسباب واضحة تتعلق بالأوضاع الاقتصادية والسياسية والامنية. بحسب الاستطلاع فإن الطلب على الهجرة أعلى في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية (31٪ و21٪ على التوالي).
عشية السابع من أكتوبر، قال حوالي الثلث في قطاع غزة والخمس في الضفة الغربية إنهم يفكرون في الهجرة من فلسطين. تبدو الدوافع الرئيسية اقتصادية وسياسية وتعليمية وأمنية ومخاوف بشأن الفساد. الوجهة الأكثر تفضيلا للهجرة هي تركيا، تليها ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وقطر.
التفكير في الهجرة من فلسطين:
يقول ربع الفلسطينيين إنهم يفكرون في الهجرة من وطنهم. لأسباب واضحة تتعلق بالأوضاع الاقتصادية والسياسية فإن الطلب على الهجرة أعلى في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية (31٪ و21٪ على التوالي). تتطابق النتائج الإجمالية مع تلك التي حصلنا عليها في الدورة السابعة للباروميتر في عام 2021 بالرغم من الاختلافات الطفيفة عند النظر إلى الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل منفصل، كما هو موضح في الشكل أدناه.
كما وجدنا في الدورات السابقة ، فإن الطلب على الهجرة هو الأعلى بين الرجال والشباب. من الجدير بالذكر أيضا أنه في حين أن الفرق بين هذا الطلب في الضفة الغربية مقابل قطاع غزة يبلغ 10 نقاط مئوية فقط، فإنها تزداد بشكل كبير عند النظر إلى مجموعات محددة في المنطقتين:
الجندر: كما يوضح الجدول أدناه ، فإن الرجال في قطاع غزة أكثر طلبا للهجرة من الرجال في الضفة الغربية، 38٪ و 21٪ على التوالي، أي بفارق 17 نقطة مئوية.
العمر: كذلك، فإن الشباب في قطاع غزة أكثر ميلا لطلب الهجرة مقارنة بالشباب في الضفة الغربية، حيث تبلغ نسبتهم 44٪ مقابل 28٪ على التوالي، أي بفارق 16 نقطة.
التعليم: من المثير للدهشة أنه في حين أن التعليم يلعب دورا كبيرا في التأثير على طلب الهجرة في الضفة الغربية، إلا أنه أقل أهمية بكثير في قطاع غزة، فكلما ارتفع التعليم بين سكان الضفة الغربية ارتفع الطلب على الهجرة (29٪ بين الحاصلين على مستوى تعليمي فوق التوجيهي و17٪ بين الحاصلين على مستوى تعليمي حتى التوجيهي). أما في قطاع غزة فالأقل تعليما هم المهتمون بالهجرة أكثر من الأكثر تعليما، 33٪ و28٪ على التوالي.
التصويت في الانتخابات:
تجدر الإشارة أيضا إلى أن أولئك الذين ينوون التصويت لأطراف ثالثة هم أكثر عرضة من غيرهم للسعي للهجرة. وعلاوة على ذلك، في الضفة الغربية، فإن أولئك الذين يعتزمون التصويت لحماس هم أكثر احتمالا بقليل من أولئك الذين يعتزمون التصويت لحركة فتح للسعي إلى الهجرة. العكس صحيح في قطاع غزة حيث أن الذين سيصوتون لفتح هم الأكثر ميلا للهجرة مقارنة بالذين سيصوتون لحماس، 31٪ و14٪ على التوالي. أخيرا، فإن سكان غزة الذين يقولون إنهم لن يصوتوا لأي قائمة انتخابية وأولئك الذين يقولون إنهم لن يشاركوا في الانتخابات، هم أكثر طلبا للهجرة من أولئك الذين ينوون التصويت لحماس أو فتح.
الأسباب الدافعة للهجرة:
عند السؤال عن أسباب الهجرة، قالت النسبة الأكبر (45٪) أنها أسباب اقتصادية حيث أجابت بذلك أغلبية من سكان القطاع بلغت 54٪ مقابل 37٪ فقط بين سكان الضفة الغربية. وحصل السببان الثاني والثالث، وهما أسباب “سياسية” أو فرص تعليمية، على نفس النسبة (13٪ لكل منهما). بالنسبة لسكان الضفة جاءت الاسباب السياسية في المرتبة الثانية، حيث أشارت لذلك نسبة من 19٪ بينما أشارت لذلك نسبة من 5٪ فقط من سكان قطاع غزة. كان البحث عن فرص التعليم هو السبب الثاني لسكان القطاع، حيث ذكرته نسبة بلغت ضعف نسبة من ذكروه من سكان الضفة الغربية (18٪ و9٪ على التوالي). كان السبب الرابع الذي ذكره المستطلعون هو الأمن، حيث أشارت نسبة من 12٪ من مجمل الفلسطينيين، ولكن مع نسبة أعلى في الضفة الغربية مقارنة بقطاع غزة، 16٪ و7٪ على التوالي. كان سكان الضفة الغربية وقت إجراء الاستطلاع يعانون من عنف المستوطنين الإسرائيليين وهو العنف الذي اكتسب زخما كبيرا في عام 2023 بعد تشكيل واحدة من أكثر الحكومات اليمينية تطرفا دينيا وقوميا في تاريخ إسرائيل بأكمله. أما السبب الخامس الذي أشار إليه 10٪ من المستطلعين فهو الفساد، حيث أشارت لذلك نسبة أكبر من سكان الضفة الغربية مقارنة بسكان قطاع غزة، 12٪ و7٪ على التوالي.
تجدر الإشارة إلى أنه في الدورة السابعة للباروميتر، في نوفمبر 2021، ذكرت أغلبية بلغت 56٪ أنها تفكر في الهجرة لأسباب اقتصادية تلتها أسباب “سياسية” أشارت لها نسبة من 14٪. أما الأسباب التعليمية فقد ذكرتها نسبة من 9٪، وذكرت نسبة من 8٪ أسبابا أمنية، وأشارت نسبة من 4٪ إلى مخاوف بشأن الفساد.
أفضل خمس وجهات للهجرة:
عند السؤال عن الوجهة الأكثر تفضيلا للهجرة، كانت الدولة الأولى التي تم اختيارها، في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، هي تركيا، كما كان الحال في الدورة السابعة، تلتها ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وقطر. قبل ذلك بعامين، في الدورة السابعة، جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية تلتها كندا والإمارات العربية المتحدة وقطر. وشملت الدول الأخرى التي تم اختيارها في الدورة الحالية الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وأستراليا والعديد من دول أوروبا الغربية. من الجدير بالذكر، كما هو مبين في الشكل أدناه، أن سكان قطاع غزة كانوا أكثر ميلا من سكان الضفة الغربية لاختيار ألمانيا ثانيا، في حين جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية في الضفة الغربية.
) التحويلات المالية من أفراد الأسرة الذين يعيشون في الخارج:
عندما سئلوا عما إذا كانت أسرهم تتلقى تحويلات من أي فرد من أفراد الأسرة المباشرة أو الممتدة الذين يعيشون في الخارج، أفادت الغالبية العظمى من الفلسطينيين، 88٪، تماما كما كان الحال في عام 2021، أنهم لا يتلقون أي تحويلات. جاءت جميع النتائج الأخرى لعام 2023 متطابقة تقريبا مع تلك التي تم الإبلاغ عنها في عام 2021 حيث أفاد 3٪ أنهم يتلقون تحويلات على أساس شهري، و5٪ يتلقون التحويلات عدة مرات في السنة، و 4٪ مرة واحدة في السنة. تشير النتائج إلى أن سكان القطاع هم الأكثر تلقيا للتحويلات المالية مقارنة بسكان الضفة الغربية (20٪ و6٪ على التوالي).
دعم حقوق العمالة المنزلية الأجنبية في فلسطين:
سألنا المشاركين في الاستطلاع عن حقوق العمالة المنزلية الأجنبية في فلسطين. وجد الاستطلاع أن أكثر من ثلاثة أرباع الفلسطينيين يؤيدون بشدة أو يؤيدون إلى حد ما قانونا يضمن حق العمالة المنزلية الأجنبية في فلسطين في حيازة جوازات سفرهم دائما، ووجدنا 20٪ يعارضون ذلك أو يعارضونه بشدة. ترتفع نسبة التأييد لهذا القانون قليلا في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية (80٪ مقابل 74٪ على التوالي).
كذلك، فإن 90٪ يؤيدون أو يؤيدون بشدة قانونا يضمن حق العمالة المنزلية الأجنبية في فلسطين في الحصول على يوم عطلة في الأسبوع، ويعارض ذلك 8٪. سكان الضفة الغربية أكثر ميلا من سكان قطاع غزة لتأييد هذا القانون بشدة (64٪ و45٪ على التوالي).
تؤيد إلى حد ما أو بشدة نسبة مماثلة (88٪) قانونا يضمن حق هؤلاء العمال في الحصول على حساب بنكي يتقاضون فيه رواتبهم، وتعارض ذلك نسبة من 9٪. هنا أيضا يميل سكان الضفة الغربية أكثر من سكان القطاع لتأييد هذا القانون بشدة (61٪ و47٪ على التوالي).