وكانت البداية في تطوير اللقاح لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ميرس (MERS) من خلال تعاون بحثي لفريق كيمارك مع جامعة أكسفورد في عام 2015م، وجرى اختبار اللقاح في المعمل ومن ثم اختباره على فئران التجارب التي أثبتت مناعية وفعالية اللقاح، بعد ذلك نُقل اللقاح لاختباره في المملكة التي تعد بلدا يستوطن بها الفيروس منذ اكتشافه عام 2012م.
وفي عام 2017م قاد “كيمارك” مشروعا بحثيا مشتركا مدعوما من “كيمارك” ووكالة الثروة الحيوانية بوزارة البيئة والمياه والزراعة، وضم المشروع شراكات بحثية انضمت للفريق البحثي من جامعة أكسفورد وجامعة الملك عبدالعزيز ومركز اللقاحات الدولي في كوريا وجامعة ماربرق في ألمانيا وجامعة كنت في بريطانيا، وقام الفريق البحثي المشترك بتحليل واختبار سلامة ومناعية وفاعلية اللقاح (المسمى شادوكس1 – ميرس) كلقاح موجه لتحصين الإبل ضد فيروس ميرس في دراسة استمرت قرابة السنتين.
وفي نهاية عام 2019م أعلن “كيمارك” وجامعة أكسفورد في بريطانيا عن انطلاق دراسة سريرية – ذات المرحلة الأولى – يقودها الدكتور نايف الحربي والباحث الإكلينيكي الرئيسي لهذه الدراسة الدكتور محمد بوسعيد وبفريق متكامل من مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية بالشؤون الصحية بالحرس الوطني، وتهدف هذه الدراسة -الأولى من نوعها في المملكة- لفحص مأمونية ومناعية لقاح لمرض فيروس ميرس في متطوعين أصحاء.
وفي بداية 2021م جرى الانتهاء من الدراسة السريرية على المتطوعين الأصحاء وتم نشر نتائج اللقاح في نوفمبر 2021م في المجلة العالمية العلمية “لانست” حيث أظهرت النتائج أن اللقاح آمن ويعطي مناعة قوية.
من جانبه أكد المدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية الدكتور أحمد العسكر جاهزية المركز للقيام بجميع البحوث والدراسات السريرية اللازمة، التي بدورها ستساعد البشرية والعالم في السيطرة على تفشي هذا النوع من الوباء والقضاء عليه، مشيراً إلى أن وباء فيروس “ميرس” لم ينته بعد ويظل من أكثر الوبائيات خطورة، حيث يتجاوز معدل الوفاة 30% من المصابين، منوهاً بدور الكفاءات الطبية الوطنية التي جعلت من “كيمارك” أحد المراكز الرائدة عالمياً في تسجيل براءات الاختراع ومواكبة المستجدات البحثية والعلمية.