ويبدو من مسمى هذا الفصيل المسلح أنه بتدريب وتمويل وتسليح إيراني، إذ يخطط نظام الملالي
لملء الفراغ الناجم عن الانسحاب الأمريكي المتسرع من أفغانستان، كما أنه يذكر بالفصائل الموالية لطهران في العراق وأبرزها «الحشد الشعبي». وترى الحكومة الأفغانية أن وجود مسلحي «فاطميون» سيدفع البلاد نحو حرب طائفية لتحقيق مصالح إيران. وطالبت كابول عدة مرات طهران بحل هذه الجماعة بوصفها جماعة طائفية.
والتنظيم الجديد الذي ظهر تحت مسمى «الحشد الشيعي» سينخرط مع فصيل آخر أفغاني تدعمه إيران، وهو لواء «فاطميون»، الذي دخل مرحلة التعبئة العامة ضد طالبان ويتمتع بدعم مالي وعسكري كبير من فيلق القدس، ويقدر عددهم بنحو 30 ألفا، وشارك على وجه الخصوص في الحرب السورية.
وأول من قاد مليشيات «فاطميون» القائد العسكري الأفغاني علي رضا توسلي، وتم قتله في معارك بمدينة درعا عام 2015، وهو مقرب من قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني الذي قتل في العراق مطلع العام الحالي بطائرة أمريكية مسيرة.
وقاد قائد هذا التنظيم الجديد حسن الحيدري عدة جماعات مسلحة طائفية في العراق.
وتؤكد المؤشرات أن النظام الإيراني قد أعد العدة لمواجهة التمدد الطالباني.. ومن الواضح أنه تموضع في الساحة الأفغانية بعد الانسحاب الأمريكي في مرحلة جديدة لتمديد نفوذها، زاعمةً أنها تملك القوة والقدرة على إيجاد التوازن ضد حركة طالبان المتطرفة، وبالتالي الادعاء بفرض الاستقرار في البلاد.
ومنذ سنوات مضت من الحرب في سورية، ارتبط اسم «فاطميون» بالمليشيات الأفغانية التي تدعمها إيران للقتال إلى جانب نظام الأسد، لكن هذا المسمى يبدو أنه بات يطلق أيضا على فئة من المقاتلين السوريين، الذين رغم ارتباطهم بقوات الأسد إلا أن المغريات المالية قد غيّرت من عقيدتهم، وقلبت ولاءهم أيضا. التمدد الإيراني والتغلغل في المناطق ذات الأكثرية في أفغانستان ليس وليد اليوم، ومن خلاله تحاول إيران إحداث ثغرات تصب في صالحها، لكن بطرق غير مباشرة أو علنية، ويسعى النظام الإيراني إلى تجنيد الأكثر فقرا وجهلا من أبناء المناطق ذات الأغلبية الشيعية في أفغانستان لتنفيذ مخططاتها، في محاولة لاستنساخ تجربة الحشد، واستخدام أبناء المنطقة لتحقيق سيطرتها عليها من دون تكاليف بشرية.