اسرائيل: الموساد فشل برصد نوايا بوتين وسنصوت ضد روسيا بالجمعية العامة والدُب الروسي سينتقم

أصدرت السفارة الأوكرانية في إسرائيل بيانًا في ساعةٍ متأخرةٍ من أمس السبت دعت فيه المهتمين بالمشاركة في الدفاع عن أوكرانيا للدفاع عن سيادة البلاد، وقال البيان “إذا كنتم على استعداد للدفاع عن سيادة أوكرانيا، رجاءً إرسال رسالةً إلينا”، على حدّ تعبيرها.
وجاء في المنشور الذي نشر على صفحة السفارة على فيسبوك وأيضًا على حسابها في موقع التواصل (تويتر) جاء: “رسالة عاجلة للراغبين في المشاركة في الدفاع عن أوكرانيا من العدوان الروسي: كل أبناء وطننا والمواطنين الإسرائيليين المهتمين ومواطني الدول الأخرى الموجودين الآن في إسرائيل، لقد بدأت السفارة بتجميع قائمة المتطوعين المهتمين بالمشاركة في مكافحة العدوان الروسي، إذا كنتم على استعداد للدفاع عن السيادة الأوكرانية من فضلك ابعث لنا برسالة”، كما قالت الرسالة.
من ناحيتها امتنعت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن التعليق على هذا المنشور، ولكن صباح اليوم الأحد كشفت صحيفة (هآرتس) العبريّة النقاب عن أنّ سفارة أوكرانيا في كيان الاحتلال الإسرائيليّ قامت بشطب الإعلان من الفيسبوك وتويتر، دون أنْ تشرح الأسباب التي دفعت السفارة إلى القيام بذلك.
إلى ذلك، رفضت إسرائيل الاستجابة لطلبٍ أمريكيٍّ بالانضمام إلى قائمة الدول التي دعمت مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي، صاغته الولايات المتحدة وألبانيا، يستنكر بأشدّ العبارات العدوان الروسي على أوكرانيا ويدعوها إلى سحب قواتها من هذا البلد فورًا.
ولا تحظى إسرائيل بحق التصويت في مجلس الأمن الدولي، وأفادت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيليّة، بحسب صحيفة (هآرتس) العبريّة، بأنّ الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل الانضمام كـ”ضيفة” للمجلس بهدف دعم مشروع القرار.
وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ عدم اتخاذ إسرائيل قرارًا واضِحًا ضدّ روسيا ينبع فيما ينبع لخشيتها من ردّ الفعل الروسيّ، وعلى نحوٍ خاصٍّ من وقف التنسيق بين موسكو وتل أبيب حول سوريّة، ولكنّ محافل سياسيّة رفيعة المُستوى، أكّدت اليوم الأحد للصحيفة أنّ إسرائيل ستؤيِّد مشروع القرار المذكور عندما يتّم عرضه على الهيئة العامّة للأمم المُتحدّة، وبذلك ستحسِم موقفها الضبابيّ والمُتخبِّط من الأزمة الروسيّة-الأوكرانيّة، وامتناع المُستوى السياسيّ في الكيان عن اتخاذ موقفٍ حازِمٍ وصارِمٍ ضدّ الـ”غزو” الروسيّ لأوكرانيا.
المصادر عينها شدّدّت في سيساق حديثها على أنّ تصويت إسرائيل في الأمم المُتحدّة ضدّ روسيا سيُشعِل غضب “الدب الروسيّ”، وأنّ الصدام بين موسكو وتل أبيب سينفجِر وستكون له تبعات وتداعيات سلبيّةً جدًا على كيان الاحتلال، كما أكّدت.
عُلاوة على ذلك، كشفت المصادر ذاتها أنّ الاستخبارات الإسرائيليّة فشِلت في استشراف النوايا الروسيّة بالنسبة لأوكرانيا، لافتةً إلى أنّ خلال الأسابيع التي سبقت الـ”غزو” قدّرت الأجهزة الأمنيّة بأنّ بوتن لن يقوم بعمليةٍ عسكريّةٍ، وأنّ الإدارة الأمريكيّة تُبالِغ في رصد خططه، كما أنّ محافل واسعة الاطلاع في تل أبيب، أضافت الصحيفة، ذهبت إلى أبعد من ذلك، عندما أوضحت أنّ واشنطن تقود المُواجهة نحو التطرّف لأنّها وجدت مناسبةً ذهبيّةً لتحسين وضع الرئيس الأمريكيّ بايدن الضعيف جدًا في الحلبة الدوليّة، على حدّ تعبيرها.
إلى ذلك تظاهر ليلة أمس السبت آلاف الإسرائيليين في تل أبيب ضدّ روسيا وتأييدًا لأوكرانيا، وأطلقوا هتافاتٍ منها على سبيل الذكر لا الحصر: “بوتن هو هتلر”، “الحريّة لأوكرانيا”، “لا للعدوان”، وطالبوا المجتمع الدوليّ بالتدّخل السريع من أجل إنقاذ أوكرانيا من العدوان الروسيّ، على حدّ تعبيرهم.