اشتهر بأزمته مع إثيوبيا.. الكنيسة تحيي تذكار رحيل البابا قزم


11:50 م


السبت 12 مارس 2022

كتب- مينا غالي:

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم السبت، تذكار نياحة (وفاة) البابا قزما الثالث، البطريرك رقم 58 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذي رحل في يوم 3 برمهات من عام 648 للشهداء، وعام 932 ميلادية.

رسامته بطريركًا

عقب نياحة البطريرك الأنبا غبريال الأول انتخب الأنبا قزمان الثالث حيث كان اسمه قزمان قبل رسامته، ورسم بطريركًا في برمهات 636 ش. الموافق 28 فبراير سنة 920 م، وينطق اسمه (قزمان أو قزما أو قسما).

أزمته مع الكنيسة الإثيوبية

عقب رسامة البابا قزما بطريركًا، كانت هناك خلافات بين الكنيسة القبطية وابنتها الكنيسة الحبشية، وعند جلوس الأنبا قزما على الكرسي المرقسي أرسل ملك الحبشة رسلًا للبابا يطلب منه تعيين مطران قبطي لكنيستهم لكي يجعله وصيًا على ولديه الصغيرين، ورسم البابا الأنبا بطرس مطرانًا لهم وسَام معهم بالحبشة وقوبل بالترحاب.

وعندما حضر الملك طلب المطران وكلفه أن يتولى الوصاية على ولديه، وعند بلوغ الرشد يعين الكفء منهما للحكم دون التقيد بالسن. وبعد مدة اختار المطران الابن الأصغر وتوَّجه ملكًا لأنه رآه ذو عقل راجح ورأى وأسَدَّ رأيا، فاستاء الابن الأكبر ولكنه لم يظهر معارضته.

وذهب من مصر راهبان هما بقطر ومينا، ووصل الأنبا بطرس للحبشة وطلبا منه دراهم المتسولين، فأبى أن يعطيه إياهما وأذرى بهما، فدبرا مكيدة للأنبا بطرس وزوروا ختما باسم الأنبا قزما، وكتبا رسالة إلى كبار مملكة الحبشة مؤداها أن المدعو بطرس مطران غير شرعي ولا حقي، ولذلك يطالب بنفي كل من المطران الأنبا بطرس والابن الأصغر ويرسم مكان المطران الراهب مينا، ويقيم الابن الأكبر ملكا مكان الأصغر.

وذهب الراهب مينا وسلمه الخطاب المزور فأطاع أرباب دولة الحبشة ما جاء بالخطاب المنسوب للبابا قزمان، وقاموا بنفي الأنبا بطرس وحل محله مينا، وتوج الابن الأكبر ملكًا، وصار الراهب بقطر وكيلا للمطران الجديد، ولكن حدث خلاف بين مينا وبقطر، إذ قد طرد المطران المزيف مينا خدم المطرانية ونهب كل ما فيها من النقود والأشياء الثمينة ونقلها إلى مصر.

ووصل الخبر للبابا الأنبا قزمان الثالث فأرسل البابا رسلا للحبشة بخطاب يحرم فيه مينا ويأمر بإعادة المطران الأنبا بطرس، فقام ملك الحبشة المغتصب على مينا وقتله وأرسل يستدعى المطران الأنبا بطرس فوجده قد مات من شدة أنواع العذابات التي عُذِّب بها في منفاه، وكان للأنبا بطرس تلميذا فأخذه الملك وأقامه عنده مطرانًا ولم يرسله للبابا لرسامته خوفا من أن يوصيه بنزع الملك عنه وإعطائه لأخيه.

ولما سمع البابا بهذا الخبر سخط على الحبشة ولم يشاء أن يرسم لهم مطرانًا، وسار على نهجه أربعة بطاركة بعده، واستمرت الحبشة مدة طويلة لم يرسم لهم مطرانا من الكنيسة القبطية.

أيام رئاسته للكنيسة القبطية

كان هذا الأب بارًا، طاهرًا، عفيفًا، كثير الرحمة، ملمًا بما كتب في البيعة ومعانيها، وكانت أيامه كلها سلام وهدوء.

وكان محل إقامته في الريف، وقد عاصر من الحكام الخليفة المقتدر.

وفاته

توفى البابا قسما الثالث في 3 برمهات سنة 648 ش. الموافق 27 فبراير سنة 932م، بعد أن قضى على الكرسي البطريركي 12 سنة، ودُفن بدير الأنبا مقار ببرية شيهيت (وادي النطرون).