قال رئيس الوزراء محمد اشتية، إن المجتمع الدولي والولايات المتحدة خاصة مطالبان بالعمل على وقف سياسة الاضطهاد والعنصرية والتطهير العرقي التي يتعرض لها أهلنا في الشيخ جراح وسلوان بهدف إحلال المستوطنين مكانهم.
وأضاف رئيس الوزراء في كلمته بمستهل الجلسة الـ 119 للحكومة، اليوم الإثنين، إن النظام القضائي لسلطات الاحتلال الذي ينظر اليوم في مسألة ترحيل العائلات المقدسية من حي الشيخ جراح، يشكل غطاء للسياسات التي يمارسها الاحتلال بحق أبناء شعبنا في جميع الاراضي المحتلة، وهي السياسات التي تعد انتهاكا للقوانين الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان مرورا بالتقرير الذي نشرته منظمة “هيومن رايتش ووتش” مؤخرا وكشفت فيه ان سلطات الاحتلال ترتكب جرائم الفصل العنصري والاضطهاد ضد الشعب الفلسطيني.
وحذر سلطات الاحتلال من محاولات السيطرة على أملاك المقدسيين عبر فرض ما يسمى بإجراءات التسوية التي تحيل المقدسيين المرابطين على أرضهم والمحافظين على ممتلكاتهم الى ما يسمى بـ “قانون أملاك الغائبين” لتبرير تجريدهم من أراضيهم والاستيلاء على املاكهم وإخلاء منازلهم.
وتابع رئيس الوزراء: إننا نطالب السلطة القائمة بالاحتلال بوقف إجراءات التسوية في مدينة القدس لأنها لا تملك الحق بذلك.
وأشار إلى إنه تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة وتيرة قتل جنود الاحتلال للمواطنين، خاصة الأطفال، واستشهد الطفل محمد العلامي الذي قتله جنود الاحتلال وهو داخل سيارة والده، والشاب شوكت عوض من بيت أمر، وتقدّم من والدي ووالدتي الشهيدين بأحر مشاعر العزاء.
وقال رئيس الوزراء: إن عمليات القتل هذه هي جرائم حرب تتطلب سرعة التحرك لوقفها ومحاسبة مرتكبيها.
وحول الوضع الوبائي في فلسطين، دعا إلى مواصلة التقيد بتدابير الوقاية بارتداء الكمامة ومراعاة التباعد الاجتماعي والإقبال على تلقي اللقاحات التي تخفف من معاناتكم وتحميكم من الدخول إلى غرف العناية المكثفة في حال تعرضكم للإصابة بالفيروس، لافتا إلى أن منظمة الصحة العالمية حذرت من نذر تفشي موجة رابعة لمتحورات الفيروس بعد تسجيل ارتفاع في منحنيات الوفيات في العديد من دول العالم التي تعيش تحت وطأة المتحور دلتا، حتى لا نجد أنفسنا مضطرين لفرض إجراءات جديدة لمواجهة متحورات الفيروس.
وطالب المنظمات الحقوقية الدولية بسرعة التحرك لإنقاذ حياة أسرانا الذين يعانون ظروفا اعتقالية قاسية وخاصة النساء والأطفال والمرضى منهم، وبوقف التنكيل ضد الأسرى الإداريين في المعتقلات الإسرائيلية والذين يخوض نحو سبعة عشر أسيرا منهم إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على استمرار اعتقالهم، وقال: “أضم صوت مجلس الوزراء إلى الأصوات الشعبية في خيمة الاعتصام في دورا للمطالبة بالإفراج عن الأسرى ووقف الاعتقال الإداري”.
وفي موضوع نتائج الثانوية العامة التي تعلن صباح غد، دعا رئيس الوزراء المواطنين إلى حفظ النظام وعدم إطلاق أي شكل من المفرقعات لما يمثله من إزعاج، لأن هذا مخالف للقانون من جهة وحفاظا على أرواح الناس من جهة أخرى.
وتقدم باسم مجلس الوزراء بالتهنئة للطلبة الذين تقدموا للامتحان واجتازوه بنجاح، وأقول للذين لم يجتازوه هذه ليست نهاية الطريق، علينا أن نثابر في مسارات أخرى قد نتفوق بها.
وجدد التأكيد على صون حرية الرأي والتعبير انسجاما مع ما ورد في القانون الأساسي والاتفاقيات الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تنص على أن لكل إنسان الحق في التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غير ذلك من وسائل التعبير مع مراعاة أحكام القانون.
كما تقدم بالتحية لأهلنا في الخليل ولجنة الوفاق وعضوي اللجنة المركزية جبريل الرجوب، والحاج إسماعيل جبر، وقوى الأمن والمحافظ الذين عملوا بتوجيه من سيادة الرئيس على حقن الدماء في الخليل وصولا إلى المصالحة، والاحتكام للعقل والقانون، وأحيّي عائلة الجعبري والعويوي أبو عيشة على احتكامهم لروح العمل المجتمعي الفلسطيني الأصيل، داعيا إلى اجتثاث ثقافة الثأر من مجتمعنا الفلسطيني، وأن يسود القانون كسيّد للأحكام.
وحول وصول المساعدة القطرية للعائلات المستورة، قال اشتية: أبدينا كل استعداد من أجل توزيعها من خلال وزارة التنمية الاجتماعية وحسب كشف الاسماء الذي سيرسل من اللجنة القطرية للوزارة، ونرحب بروح التعاون بيننا وبين دولة قطر الشقيقة للمساعدة في رفع بعض من المعاناة عن الفقراء في قطاع غزة.
ويناقش مجلس الوزراء اليوم: الأوضاع في القدس، والأوضاع الصحية والمالية والأمنية، وأوضاع الكهرباء واسعارها وعددا من القوانين والتشريعات والاتفاقيات الموقعة بين فلسطين وأطراف دولية أخرى.