أعلن رئيس الوزراء محمد اشتية، عن جملة من المشاريع في كافة القطاعات الصحية والتعليمية والاتصالات، والعمل وغيرها من المشاريع والخطط التي تعزز صمود المواطنين وتمكنهم من مواجهة الاحتلال والاستيطان.
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر “الصمود والتحدي” الذي أقيم اليوم الأحد، برعاية الرئيس محمود عباس، في خربة المجاز بمسافر يطا جنوب الخليل، بحضور عدد من الوزراء، وأعضاء من اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح، وممثلين عن المؤسسات الرسمية والاهلية، ووجوه العشائر، وقيادة الأجهزة الأمنية، ورؤساء البلديات، وأمناء سر أقاليم حركة فتح بمحافظة الخليل.
وقال اشتية، إنه لا سلام ولا استقرار بالمنطقة من دون تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني، ووقف الاحتلال عن سياسة الاستيطان والتهجير التي تمارس في مسافر يطا وغيرها من الأراضي الفلسطينية، مؤكدا دعم القيادة والحكومة الفلسطينية لصمود المواطنين في ظل الهجمة التي تشنها حكومة الاحتلال في ظل غياب المشهد السياسي الإسرائيلي، ومواصلة عمليات القمع والقتل والتهجير والاستيطان، ضمن أجندة الحملات الانتخابية التي تنتهجها حكومة الاحتلال لتحقيق مكاسب حزبية بالداخل الإسرائيلي.
ونقل اشتية تحيات القيادة الفلسطينية ممثلة بالسيد الرئيس الذي يولي مسافر يطا اهتماما واضحا من خلال رؤيته في تقديم الدعم للمواطنين بالمسافر، وتمكينهم من العيش والصمود، وتعزيز المقاومة السلمية.
وأكد أن الشعب الفلسطيني ومؤسساته ومجالسه القروية موجودة على هذه الأرض قبل الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا، داعيا لتعزيز الجهود والوحدة الوطنية لمقاومة كافة المخططات التهويدية الرامية للاستيلاء على أراضي المسافر لصالح الاستيطان.
وأشار إلى أن الحكومة الفلسطينية، ضمن خطتها في تعزيز صمود المواطنين بالمسافر، عملت على إعداد مخطط هيكلي بمساحة 36 ألف دونم، وجددت مخططات هيكلية لترسيخ صمود المواطنين على الأرض. كما قدمت الحكومة 462 تأمينا صحيا لأهالي المسافر، وتعمل على توفير التأمين الصحي للعاطلين عن العمل، وقدمت 350 مساعدة نقدية وطرودا غذائية لـ400 عائلة من الأسر المحتاجة.
كما عملت الحكومة، بحسب اشتية، على تعبيد طرق لخدمة هذه التجمعات بقيمة 130 ألف دولار، وتأهيل طرق زراعية بقيمة 160 ألف دولار، وقدمت البذار لـ 460 مزارعا، بالإضافة الى ترميم الآبار وتوزيع الاعلاف والأدوات الزراعية والأدوية البيطرية والطعومات، بتكلفة 35 ألف دولار.
وقال رئيس الوزراء، إن أربع مدارس وروضة اطفال سيتم افتتاحها قريبا في سياق دعم القطاع التعليمي. وفي قطاع الطاقة سيتم تزويد تجمع الدقيقه بشبكة كهرباء بتكلفة 700 ألف شيقل، وتزويد تجمعات أخرى بالطاقة الشمسية. كما سيتم إيصال خدمة شبكة الإنترنت لكافة المدارس في المسافر.
وفي قطاع التدريب المهني سيتم توسيع مركز يطا المهني بتكلفة 1.4 مليون شيقل، وغيرها من المشاريع التي بدورها ستعمل على تعزيز صمود المواطنين في أراضيهم في ظل هجمة الاحتلال على أراضي المسافر لاستغلالها لصالح الاستيطان وترحيل المواطنين منها.
وأبدى اشتية استعداد الحكومة لترميم 300 كهف يستخدمها المزارعون لأغراض السكن في ظل ملاحقة الاحتلال ومواصلة عمليات الهدم للبيوت ومساكن الصفيح.
وقال اشتية، إن العجز المالي السلطة الوطنية وعجزها عن دفع الرواتب، يأتي نتيجة لسياسة الاحتلال ومواصلتها احتجاز أموال السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي قدم منحة للسلطة الفلسطينية بقيمة 244 مليون يورو، منها 55 مليونا لخدمة المشاريع الحيوية ودعم المواطنين وصمودهم.
من ناحيته، قال نائب رئيس حركة “فتح” محمود العالول، في كلمته خلال المؤتمر، إن هذا المؤتمر في مسافر يطا يؤكد اهتمام القيادة والحكومة الفلسطينية بالمناطق المهددة بالمصادرة، وردا على سياسة حكومة الاحتلال الاستيطانية الرامية لتهجير المواطنين عن تجمعاتهم وقراهم، لتنفيذ المزيد من المخططات الاستيطانية، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية تعمل ضمن سياسة وخطة لتعزيز صمود المواطنين في أراضيهم.
واعتبر العالول، أن هذا المؤتمر رسالة تؤكد التمسك بالأرض التي قدم من أجلها الشيخ سليمان الهذالين دمه من أجل الحفاظ عليها، وكذلك الأسرى في سجون الاحتلال، والجرحى ومن بينهم هارون أبو عرام، مشددا على أن شعبنا سيبقى مدافعا عن أرضه ومقدساته بكافة الوسائل المشروعة، وسيعزز المقاومة الشعبية.
من جانبه، ثمن محافظ الخليل جبرين البكري هذه الزيارة وانعقاد المؤتمر في المسافر بحضور لافت من قبل وزراء الحكومة الفلسطينية ومؤسساتها، داعيا الحكومة إلى المزيد من المشاريع في كافة القطاعات لتعزيز صمود المواطنين، وإفشال المخططات الاستيطانية ومطامع الاحتلال في المسافر.
من ناحيته، دعا رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان إلى تعزيز الوحدة الوطنية والعمل بشكل جماعي بمشاركة كافة الأطر والفصائل والمؤسسات الرسمية والأهلية ولجان مقاومة الاستيطان، لكسر خطة الاحتلال الاستيطانية. وثمن دور المرأة الفلسطينية ومشاركتها في الدفاع عن الأرض، وشكر المتضامنين الأجانب لوقوفهم لجانب الشعب الفلسطيني.
وقال ممثل منظمة التحرير واصل أبو يوسف إن الاحتلال يمارس جرائمه بكافة أشكالها من أجل كسر إرادة المواطن الفلسطيني وصموده على أرضه.
وطالب المجتمع الدولي بمعاقبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، والعمل على وقف سياسة الاستيطان والتهجير التي تتعارض مع كافة المواثيق والأعراف الدولية.
وشكر أمين سر إقليم يطا وضواحيها نبيل أبو قبيطة، القيادة الفلسطينية على اهتمامها بالتجمعات السكانية في مسافر يطا، مؤكدا أن حركة “فتح” بمشاركة القوى الوطنية والفعاليات وهيئات ولجان مقاومة الجدار والاستيطان ستبقى تدافع عن المسافر وأراضيها، وستمنع الاحتلال من تنفيذ مخططاته الاستيطانية.