كما تم الإعلان عن اختيار رابطة العالم الإسلامي للمشاركة في تأسيس واستضافة قمة الأديان لمجموعة العشرين R20، التي جرى اعتمادها لأول مرة كمجموعة عمل تشاركية تنعقد قمتها الدينية قبل القمة الرئاسية G20، يومي 2 و3 نوفمبر القادمين، في بالي بإندونيسيا، بمشاركة الرواد الفاعلين في الحوار الديني والفكري.
ويتولى الشيخ الدكتور العيسى قيادة رابطة العالَم الإسلامي، التي يقع مقرها في مكة المكرمة التي يتوجه إليها المسلمون في صلواتهم وهي منظمةٌ جامعةٌ، توحِّد كل الطوائف ومدارس الفكر الإسلامية.
وسيشارك العيسى في رئاسة قمّة الأديان لمجموعة العشرين R20، التي تضم قادةً دينيين من الدول الأعضاء بمجموعة العشرين وغيرهم، مع الشيخ يحيى خليل ثقوف، رئيس المجلس المركزي لـ«نهضة العلماء».
وسيلقي الدكتور العيسى الكلمة الافتتاحية للقمّة الدينية، وذلك عقِب خطابٍ يُلقيه الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بقمة G20 في بالي.
بناء الجُسور بين الشرق والغرب
ووَفْقاً لتصريح رئاسة القمة، ستشهد أعمال الـR20 إطلاق منتدى بناء الجُسور بين الشرق والغرب «من أجل عالمٍ أكثرَ تفاهماً وسلامًا.. ومجتمعاتٍ أكثرَ تعايشًا ووئامًا»، الذي يركِّز على استعراض مختلف الجدليات الدينية والفكرية والثقافية و(السياسية ذات العلاقة)، وطرح مختلف قضايا الاندماج واللاجئين، وذلك بحضور كبار المتخصصين في هذا الشأن، سواء في المجال الديني أو الفكري أو الثقافي أو المجتمعي أو السياسي، ولا سيما الأحزاب السياسية واللجان البرلمانية ذات العلاقة.
وستُناقش من خلال هذا الحضور «النوعي والمؤثر» كلُّ القضايا ذات الصلة ببناء الجسور بين الشرق والغرب، ولا سيما استعراض تحدياتها وفرصها، وبخاصةٍ مشتركاتها الحضارية، إضافةً إلى المبادرات والتجارب المقدمة بشأنها ومناقشتها من قِبَل عددٍ من الشخصيات الدولية المتخصصة في الاستطلاع والدراسة؛ باعتبار أن السِّجال الطويل في هذا الشأن ترتبط به عدّة مفاهيم وتجاذبات، ولا تتوقف على المفاهيم الدينية وحدها، ومن ثَمَّ يسعى المنتدى لإيجاد حلولٍ أكثر ضمانًا واستدامةً.
إنشاء كراسي علمية في الجامعات
ويُتوقع أن يصدر عن قمة R20 في سياق فكرة هذا المنتدى، قرارات بإنشاء كراسيَّ علميةٍ في جامعاتٍ شرقيةٍ وأخرى غربيةٍ، مع إيجادِ حَوْكَمَةٍ لها تضمن تواصلها الإيجابي بعضها مع بعضٍ في إطار فكرة المنتدى. كما سيشارك في هذه الفعالية المهمة (ببحوثٍ ودراساتٍ وتقارير) عددٌ من الشخصيات والمؤسسات الأكاديمية، ومراكز الأبحاث والاستشراف، إضافةً إلى عدد من المستشرقين، وتحديدًا سيشارك بعض كبار الأكاديميين ذوي الصلة من جامعة هارفارد؛ ومنهم زملاء البروفيسور في الجامعة الدكتور الراحل صموئيل هنتنغتون، صاحب أطروحة صدام الحضارات عبر كتابه الشهير في هذا الصدد، وهي الأطروحة التي أثارت جدلًا فكريًّا واسعًا.
العيسى: منصّة فاعلة لتعزيز الحوار
وأكَّد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ورئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور العيسى، دعمه المطلق لمهمة قمّة R20 للأديان، قائلاً إن «رابطة العالم الإسلامي تعمل بلا كللٍ على مدِّ جسور الحوار والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات؛ لتعزيز الوعي الديني والفكري في الداخل الإسلامي، والوعي الفكري حول العالم؛ تعزيزًا لقيم الاعتدال في مواجهة كافة أشكال التطرف».
وأضاف: «في هذا الإطار، يأتي هذا التعاون الأخوي والمثمر مع هيئة نهضة العلماء، التي يتبعها أكثر من 120 مليون مسلم تقريبًا، وتتبنى المُثُل العليا التي تدعمها الرابطة، وسيعزز التعاون مع نهضة العلماء بوزنها وتأثيرها الكبير من مهمتنا ورسالتنا».
وأردف: «سيمثِّل هذا التعاون مع نهضة العلماء لرئاسة قمة الأديان لمجموعة العشرين، منصّةً فاعلةً لتعزيز الحوار، ومن شأنها أن تُبرز مهام رسالتنا النبيلة».
شراكة 3 سنوات بين الرابطة ونهضة العلماء
وقال رئيس نهضة العلماء، كياي حاج يحيى خليل ثقوف: «من خلال هذا التعاون مع رابطة العالم الإسلامي، نأمل في تسهيل انبثاق حركةٍ عالَمِيَّةٍ تدعو قمّة الأديان R20 من ذوي النيات الحسنة من كل دينٍ وأمَّةٍ للمساعدة في تحقيق توافُق بُنى القوة الجيوسياسية والاقتصادية مع أسمى القيم الأخلاقية والروحية، من أجل الإنسانية جمعاء».
ومن المقرر أن تستمر الشراكة بين رابطة العالم الإسلامي ونهضة العلماء، إلى ما بعد قمة G20 القادمة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، وستعمل المنظمتان على التعريف بالقيم المشتركة التي قد تكون بمثابة القاعدة الأساسية للتعايش والوئام بين المجتمعات ذات التنوع. كما سينضمُّ ممثِّلٌ رفيعُ المستوى لرابطة العالم الإسلامي، إلى مجلس المستشارين التابع لمركز القيم الحضارية المشتركة في إندونيسيا، الذي أسَّسه قادةُ نهضة العلماء ويمثِّل الأمانةَ الدائمةَ لقمة الأديان R20.