اعلان الجزائر لتحقيق الفلسطينية.. قوة أوهام أم أوهام قوة !!

في الوقت الذي تعيش فيه دول العالم صراع البدائل، وكل دولة لاتدري إلى أين تجنح لتنجح، وأي حلف عليها أن تلتحف، وفي الوقت الذي يتبارى المطبعون على التزلف الى بني صهيون، ويتحسسون الكراسي التي عليها يتربعون، بقيت الجزائر في تربة القضايا العادلة راسخة الأقدام، وكلها إقدام لأجل نصرة أم القضايا لديها وهي القضية الفلسطينية.
فرغم أن الجغرافيا قد نأت بالجزائر عن فلسطين، إلا أن الحق قد جمع الدولتين،فلا تكاد ترفع يد راية الجزائر حتى تجد اليد الأخرى قد لوحّت براية فلسطين، وها هي الجزائر تجمع الفصائل الفلسطينية في لحظة تاريخية، وفي المكان نفسه الذي أعلنت فيه قيام الدولة الفلسطينية منذ أحقاب، وكأن الأحقاب لاتمر إلا كي تتعمق الذاكرة التاريخية الجزائرية الفلسطينية كما تتعمق الجذور في التراب، ولأن هناك من لم تسرّهم هذه المبادرة الجزائرية فأسرّوا في أنفسهم الأسف والحسرة، أو راحوا ينتقصون من صنيع النظام الجزائري بأنه يتاجر بالقضية الفلسطينية، وكأن الجزائر حديثة عهد بهذه المواقف التاريخية، متناسين أنها الجزائر التي إذا أُطلقت رصاصة في فلسطين سمعتها كل آذان الجزائريين، وأنها الجزائر التي زعزعت كيان الكيان الصهيوني،فهزم جنودها جيش شارون الدموي.
وأنها الجزائر التي قال فيها زعيم الحزب الأفريقي لتحرير غينيا وجزر الرأس الأخضر أملكار كابرال: “المسلمون يحجون إلى مكة والمسيحيون إلى الفاتيكان والحركات التحررية إلى الجزائر”
إن الحرية عند الجزائريين عقيدتهم تمامًا كما أنها عند العبيد عقدتهم، فليكف كل من أطلق لسانه حيث لايطيق بيانه، فمن صدق مع القضية الفلسطينية صدّقناه وإن كان كذوب، ومن كذب كذّبناه وإن كان صدوق، وان كانت قد سبقت مبادرات كثيرة الجزائر، وجميعها دعت للجمع بين الفصائل الفلسطينية وتوحيد كلمتها، فإن الجزائر قد كانت السباقة في أن كانت لها كلمتها، أن لاسبيل للحق غير طريق الحق، وأنها في التطبيع لن تتبع أبدًا القطيع، ولن تركن للمذلة وإن كان  في المذلة ركنها الشديد، وأنها ستبقى دومًا على العهد التليد “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”.

ad

وإننا نرى متفائلين أنه سيكون لإعلان الجزائر للم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وقعه المختلف في الواقع عن سابق المبادرات العربية، ذاك أن المبادرة قد سبقت القمة العربية بأيام، والتي تهدف إلى توحيد الكلمة العربية، وكذا لأنها أرادت إعادة التمسك بما جاء في بيان مبادرة 2002، إضافة إلى مايحيط بالمبادرة من سلسلة تغيرات أعقبت الحرب الروسية الأوكرانية، والتي كان لها تأثيرها وكبير أثرها على كل الأوضاع العالمية السياسية، الإقتصادية والعسكرية، ما جعل الكثير من الدول العربية تخرج من عباءة أمريكا لتنأى بنفسها بعيدًا عن الإصطفاف مع اسرائيل، كالسعودية التي تحدّت أمريكا لتتقرب من الصين، وكذا الإمارات التي تعطّفت بمعطف بوتين, مايجعل بالامكان أن تلعب الجزائر دورًا إقليميًا محوريًا في توحيد ولملمة الشتات العربي، وتطفئ نيران سوريا، اليمن والعراق،خاصة وأن أمريكا بحاجة إلى غاز الجزائر كي تحفظ لها قبضتها على الاتحاد الأوروبي، وأما الصين فهي حليفها القديم،والذي لايمكن أن ترى في قوتها ضعفًا، بل إن أمانها من أمان طريق الحرير، فلا ينبغي النظر القاصر الى كل تلك الايجابيات، التي ستصنع للجزائر مجدها، فكل ماتحقق هو أقرب مايجعل حلمنا بالجزائر الجديدة يتحقق، وإن كنا نستعجل قطف بعض الثمار، ونهيب بأصحاب القرار إطلاق سراح المساجين السياسيين، حتى نرتب البيت الداخلي الجزائري، مع وجوب أخذ تعهد من المساجين بالإلتزام بكل مامن شأنه أن يحفظ الجزائر من الفوضى والإنقسام، فقد آن الأوان أن تتوحد الموالاة والمعارضة لتحقيق ماسلف من غايات، فبوحدة الجزائريين ستتحق الوحدة العربية لنصرة القضية الفلسطينية، وجميع القضايا العربية، فللجزائر مكانتها وإمكاناتها التي تجعلها الرائدة ولقطار التنمية العربية قائدة.
دام للجزائر عزها ودامت القدس عاصمة فلسطين
كاتبة جزائرية وممثل الجزائر في منظمة اعلاميون
حول العالم الدولية في النمسا