الأردن: “الجنائية الدولية” أنشأت من أجل العدالة ويجب احترام قراراتها

قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، الثلاثاء، إن المحكمة الجنائية الدولية وُجدت “لتأخذ العدالة مجراها”، مشددا على وجوب أن “يحترم الجميع قراراتها”.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السويدي توبياس بيلستروم، في العاصمة عمان، في إطار زيارة رسمية غير معلنة المدة، يجريها الأخير إلى المملكة.

وتأتي تصريحات الصفدي غداة طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، الاثنين، إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب “جرائم حرب” في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وشدد الصفدي خلال المؤتمر على أن “القانون الدولي وجد ليطبق ولا أحد فوق القانون”، لافتا إلى أن “المحكمة الجنائية الدولية وجدت لتأخذ العدالة مجراها وعلى الجميع أن يحترم قراراتها”.

 

 

 

فيما دعا نظيره السويدي، إسرائيل، إلى “الالتزام بالقوانين الدولية”.

جدير بالذكر أن إسرائيل تصر على أنها ليست طرفا في المحكمة الجنائية الدولية- مقرها في لاهاي- وأنها لن تمثل لقراراتها.

وفي وقت سابق الثلاثاء، دعا غالانت إلى “رفض محاولة المدعي العام للجنائية الدولية حرمان دولة إسرائيل من حق الدفاع عن نفسها وإطلاق سراح المختطفين لديها، وفق زعمه، مدعيا أن “إسرائيل ليست طرفا في المحكمة، ولا تعترف بسلطتها”.

والاثنين، أعلن المدعي العام للجنائية الدولية في بيان أنه يسعى لإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت وثلاثة من قيادات حركة حماس، بتهم ارتكاب “جرائم حرب”.

وتضمنت الجرائم ضد نتنياهو وغالانت “تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب باعتباره جريمة حرب والتسبب عمدًا في معاناة شديدة أو إلحاق أضرار جسيمة بالجسم أو الصحة، والقتل العمد، وتوجيه الهجمات عمدًا ضد السكان المدنيين باعتبارها جريمة حرب، والإبادة و/أو القتل”.

من جهة أخرى، أكد الصفدي أن الأردن مستمر بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني و”لن تثنيه الهجمات الإرهابية (في إشارة لاعتداءات المستوطنين والقوات الإسرائيلية) من إيصال المساعدات لغزة والضفة الغربية”.

 

 

 

ووصف الصفدي الوضع في قطاع غزة بـ”الكارثي”، فيما أكد الوزير السويدي على أن بلاده والاتحاد الأوروبي “ملتزمان بالعمل لإحلال السلام ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل حربا على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 115 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

وفي سياق متصل، أدان وزير خارجية الأردن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية مدينة جنين ومخيمها، صباح الثلاثاء، لافتا إلى أن “الضفة الغربية تعاني من إجراءات لا شرعية من قبل الاحتلال الاسرائيلي”.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن “عدوانا إسرائيليا أسفر عن 7 شهداء و9 إصابات برصاص الاحتلال في جنين، بينها إصابتان بحالة خطيرة”.

وبموازاة الحرب المدمرة على غزة، صعد المستوطنون اعتداءاتهم كما وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في الضفة، ما أدى إجمالا إلى استشهاد 513 فلسطينيا (بينهم شهداء جنين الثلاثاء) منذ 7 أكتوبر وإصابة نحو 5 آلاف واعتقال 8 آلاف و800 آخرين، وفق معطيات رسمية.