رأى محللون سياسيون أردنيون أن الأردن بعث برسالة واضحة عبر الاجتماعات رفيعة المستوى المكثفة الأخيرة مع الفلسطينيين والإسرائيليين مفادها أنه ينبغي إعادة القضية الفلسطينية إلى مركز الصدارة في الشرق الأوسط من أجل السلام الدائم.
وزار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يوم الإثنين مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وأجرى محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، جدد فيها دعم الأردن للفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967.
وفي هذا الأسبوع أيضًا، عقد الملك عبدالله الثاني لقائين منفصلين مع كل من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ووزير الدفاع بيني غانتس في العاصمة الأردنية عمان، شدد خلالهما على ضرورة إحياء حل الدولتين والمضي قدمًا في جهود صنع السلام والامتناع عن أي إجراءات أحادية الجانب قد تؤدي لمزيد من التوتر والعنف مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
وقال المحلل السياسي في مؤسسة الصحافة الأردنية صائب الرواشدة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن “الأردن يؤكد للعالم أهمية إعادة القضية الفلسطينية إلى مركز الصدارة حتى لا تطغى عليها أزمات أخرى”.
وأشار إلى أن الأردن يبذل قصارى جهده لضمان استمرار جذب القضية الفلسطينية إلى الاهتمام الدولي حتى في ظل البؤر العالمية الساخنة، مثل الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأكد الرواشدة أن الأردن لا يزال داعما رئيسيا ويلعب دورا محوريا في حل القضية الفلسطينية.
ولم يشارك الأردن في اجتماع لوزراء خارجية إسرائيل والإمارات والبحرين ومصر والمغرب والولايات المتحدة مطلع الأسبوع الحالي في مدينة النقب أقصى جنوب إسرائيل تزامن مع زيارة العاهل الأردني إلى رام الله.
وقال مسؤول أردني كبير لــوكالة الأنباء الصينية (شينخوا) إن الأردن دعي إلى المؤتمر ولكن لم يشارك فيه، مشيرا إلى أن الأردن ثابت في موقفه بأن القضية الفلسطينية هي القضية الرئيسية في الشرق الأوسط.
بدوره، قال كبير محرري الأخبار السياسية في مؤسسة الصحافة الأردنية أمجد جلال، إن للأردن مصلحة مباشرة واستراتيجية في دعم الفلسطينيين والحفاظ على الأماكن المقدسة في القدس.
ورأى أن “زيارة الملك إلى رام الله جاءت في وقتها، وقد سلطت اللقاءات مع الإسرائيليين والفلسطينيين الضوء على دور الأردن الأساسي والفعال في دفع عجلة السلام”.
وأوضح جلال أن “موقف الأردن حازم وثابت على الرغم من كل التحديات والتطورات. وأنه يجب حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين كي يعيش الجميع بأمن وسلام”.
ويرتبط الأردن باتفاقية سلام مع إسرائيل منذ عام 1994، ويتولى بموجبها الإشراف على إدارة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.