الأزمة تتفاقم.. والقلق يتزايد

أضحت سلالة أوميكرون، المتحورة وراثياً من فايروس كورونا الجديد، القادرة على اختراق فعالية اللقاحات المضادة لكوفيد19، مصدر قلق عظيم في غالبية بلدان العالم، التي تسجل منذ أيام أرقاماً قياسية من الإصابات الجديدة، وحالات التنويم. وذكرت السلطات الصحية في مدينة نيويورك أمس أن عدد الأطفال المنومين بالفايروس زاد خمسة أضعاف خلال الشهر الجاري. وقالت شبكة «سي إن إن» أمس إن حالات تنويم الأطفال المصابين بالفايروس ارتفع في بقية الولايات خلال الأسبوع الماضي وحده بنسبة 35%. ولم تسلم بلدان أوروبا غرباً وشرقاً من تبعات تفاقم الأزمة الصحية العالمية. فقد أعلنت اليونان أمس أنها سجلت 21657 إصابة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية، بعدد يماثل ضعف ما تم تسجيله من إصابات جديدة اليوم السابق. وكانت اليونان سجلت الإثنين 9284 حالة جديدة، وهو نفسه يبلغ ضعف ما تم تسجيله من إصابات الأحد، وهو 4038 إصابة جديدة. وذكرت الحكومة اليونانية أن 9882 من إصابات الثلاثاء هي في منطقة أتيكا، التي تقع العاصمة أثينا ضمنها. أما بقية الإصابات فهي في محافظة ثيسالونيكي.

وتفاقمت الأزمة بشدة في فرنسا، التي أعلنت أمس أنها رصدت 179807 إصابات جديدة الثلاثاء، وهو العدد الأكبر منذ اندلاع نازلة كورونا. وأكبر عدد سجلته فرنسا قبل ذلك هو 104611 إصابة جديدة تم تأكيدها السبت الماضي.

وفي البرتغال، أعلنت السلطات الصحية الأربعاء تسجيل 17172 إصابة جديدة، لتكسر الرقم القياسي السابق وهو 16432 إصابة سجلت نهاية يناير 2021. وتقول الحكومة البرتغالية إن سلالة أوميكرون غدت تهيمن على 61.5% من الإصابات الجديدة في البلاد. وفي أسكتلندا، خاطبت الوزيرة الأولى نيكلا ستيرغن البرلمان الأسكتلندي أمس (الأربعاء). وأبلغت النواب بأن الارتفاع في الإصابات بسلالة أوميكرون سيستمر حتى نهاية ينيار، أو مطلع فبراير 2022. وقالت إنها تدرس إمكان اتخاذ مزيد من الإجراءات الصحية المشددة.

أما في بولندا فتم تسجيل 15571 إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. لكن الأكثر إثارة للقلق أن بولندا أعلنت 794 وفاة إضافية الثلاثاء بكوفيد19، وهو أكبر عدد من الوفيات منذ اندلاع الموجة الرابعة من هجمة فايروس كورونا الجديد على بولندا. وقالت تايلند أمس إنها سجلت 2575 إصابة جديدة، منها 116 إصابة لقادمين من الخارج. إضافة إلى قيد 17 وفاة إضافية. وفي الصين، دخلت مدينة تشيان أمس اليوم السابع من الإغلاق، حيث لا يستطيع 13 مليون نسمة مغادرة منازلهم، معتمدين على خدمات توصيل طلباتهم الضرورية إليهم. وفي سياق ذي صلة؛ أعلنت شركة ساينوفاك بيوتك الدوائية الصينية أمس أن المرحلة الثالثة من تجارب سريرية تجريها على منح لقاحها المضاد لكوفيد19 في جنوب أفريقيا، تشير إلى أنه فعال وآمن بالنسبة إلى الأطفال من سن ستة أشهر إلى 17 عاماً. وأضافت الشركة أن التجربة أثبتت نجاعة لقاحها لدى الحوامل. وتشمل تجارب المرحلة الثالثة متطوعين في تشيلي، وماليزيا.

في الأرجنتين، تواصل هذه الدولة الأمريكية اللاتينية مكافحة موجة ثالثة من هجمة فايروس كورونا الجديد. وقالت الحكومة في بيونس آيريس أمس إنها سجلت الثلاثاء 33902 إصابة جديدة، وهو العدد الأكبر منذ 18 يونيو الماضي. وفي الولايات المتحدة، ذكرت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها الليل قبل الماضي إن دراساتها أكدت أن فترة حضانة سلالة أوميكرون قصيرة جداً، مقارنة بنظيرتها لدى سلالة دلتا. وأوضحت أن الدراسة أتت عن متابعة أسرة بولاية نبراسكا، مكونة من ستة أشخاص، أصيب أحدهم على رغم تحصينه الكامل بلقاح كوفيد19؛ فيما تعافى أربعة منهم من إصابة سابقة. وجاءت نتيجة فحص الشخص السادس إيجابية للمرة الأولى في حياته. وأشارت المراكز الأمريكية إلى أن متوسط فترة الحضانة الفايروسية من انتقال العدوى إلى حين ظهور الأعراض هو نحو ثلاثة أيام. وتقول الدراسات إن متوسط فترة حضانة بقية السلالات السابقة هو أقل من 5 أيام.

وفي شأن آخر، أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية الليل قبل الماضي أن الفحوصات التي تُظهر نتيجتها خلال دقائق لا تستطيع أحياناً التعرف إلى سلالة أوميكرون لدى الشخص الخاضع للفحص. وأشارت إلى أن البيانات السابقة أكدت قدرة تلك الفحوص على اكتشاف وجود أوميكرون. لكن بعضها تتضاءل حساسيته للكشف عن أوميكرون. وأوضحت أن هذه الخلاصة تأتت من قيام المعاهد القومية الأمريكية للصحة باختبار تلك الفحوص على عينات حية من الفايروس، وهي أفضل وسيلة لاختبار الأداء الحقيقي للفحوص.

************

كادر

************

الهند تغلق المدارس ودور السينما

أعلنت ولاية نيودلهي الهندية أنها قررت إغلاق المدارس، ودور السينما، وأندية اللياقة الصحية، وفرض قيود على عدد الأشخاص المسموح لهم بالتجمهر، في مسعى إلى كبح تسارع تفشي سلالة أوميكرون. وتشمل التدابير في العاصمة الهندية حظر التجوال بين العاشرة مساء والخامسة صباحاً. وقالت حكومة الولاية إن على المطاعم والحانات ووسائل النقل العام خفض طاقاتها الاستيعابية بنسبة 50%. كما أن المتاجر غير الأساسية ستفتح يوماً، وتغلق أبوابها في اليوم التالي. كما أن على جميع المدارس العودة إلى التعلم عن بُعد. وأعلنت الولاية أنها سجلت 496 إصابة جديدة في نيودلهي الثلاثاء. وبلغ عدد الحالات الجديدة في عموم الهند الثلاثاء 6358 إصابة. وقال علماء هنود أمس إن البلاد قد تواجه هجمة فايروسية شرسة خلال أيام، لكنها لن تعمر طويلاً. وأضافوا أن عدد الولايات الهندية المهددة بالموجة الجديدة ارتفع من 5 ولايات في 24 ديسمبر إلى 11 ولاية في 26 الجاري.