حذّر برنامج الأغذية العالمي من أنّ الجوع يتفشّى في كلّ بقعة من قطاع غزة، وذلك وسط الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على أهل القطاع والحرب المتواصلة عليهم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2024. ولا يُعَدّ هذا التحذير معزولاً، إذ سبق للبرنامج أن سلّط الضوء على ذلك، تماماً كما فعلت وكالات عدّة تتبع الأمم المتحدة ومنظمات دولية حقوقية وإغاثية وغير ذلك، على مدى نحو 15 شهراً من العدوان المستمرّ على الفلسطينيين المحاصرين في القطاع.
وبيّن برنامج الأغذية العالمي، في تدوينة نشرها على موقع إكس اليوم الجمعة، أنّه لم يتمكّن من إدخال إلا ثلث إمدادات الأغذية التي يحتاج إليها لدعم أهل غزة. وجدّد تأكيده الدعوة إلى “توفير إمكانية وصول آمنة ومستدامة” للإمدادات المطلوبة، إلى جانب “استعادة القانون والنظام”، مشدّداً على أنّ “وقف إطلاق النار ضروري أكثر من أيّ وقت مضى”.
وتعرقل إسرائيل، مذ شدّدت حصارها على قطاع غزة، مع إطلاق عدوانها على الفلسطينيين فيه، إدخال مختلف الإمدادات إلى القطاع، من بينها تلك المنقذة للحياة، لا سيّما الأغذية والأدوية. وقد دفع ذلك وكالات أممية ومنظمات دولية إلى التحذير مرّات عديدة من تبعات الجوع في مختلف مناطق القطاع، بالإضافة إلى التحذير من “مجاعة محتّمة” في الشمال المعزول على الوسط والجنوب. ومنطقة شمال قطاع غزة التي عزلتها قوات الاحتلال عن جنوب القطاع ووسطه تضمّ محافظتَي غزة وشمال غزة، والاحتلال يتحكّم بمداخل المنطقة ومخارجها ويفصلها عن تلك الواقعة إلى جنوبي وادي غزة. وهكذا فإنّ الفلسطينيين، الذين ما زالوا عالقين في الشمال لسبب أو آخر، مهدّدون بالمجاعة أكثر من سواهم، لا سيّما أنّ الجوع ينتشر بينهم نتيجة النقص الهائل في الغذاء.
في سياق متصل، كان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني قد رجّح، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، “حدوث مجاعة” في محافظة شمال غزة الواقع في شمال قطاع غزة الذي عُزل عن الوسط والجنوب، خاصة أنّ المحافظة “تشهد إبادة وتطهيراً عرقياً على يد إسرائيل” منذ أوائل أكتوبر 2024. وأشار لازاريني، في بيان حينها، إلى أنّ هذا الأمر “ليس مفاجئاً، للأسف”، مؤكداً أنّ إسرائيل “استخدمت الجوع سلاحاً” خلال حربها المتواصلة على قطاع غزة. وأوضح المسؤول الأممي أنّ “الناس في قطاع غزة يُحرَمون من الأساسيات، بما في ذلك الغذاء للبقاء على قيد الحياة”، شارحاً أنّ المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة ليست كافية، وهي بمتوسّط يزيد قليلاً عن 30 شاحنة يومياً، وهو ما يمثّل نحو 6% فقط من احتياجات الفلسطينيين اليومية.