الألغام والقوى المتعددة تعقد عملية توثيق ضحايا سورية

كشف تقرير حديث لشبكة السورية حقوق الإنسان، أن عملية توثيق الضحايا الذين يقتلون في سوريا ازدادت تعقيداً بعد دخول أطراف عدة في النِّزاع السوري، حيث تضمَّن توزيعاً لحصيلة الضحايا تبعاً للجهات الفاعلة، ولكنه لا يُسند الغالبية العظمى من حالات قتل الضحايا بسبب الألغام، نظرا لصعوبة تحديد الجهة التي قامت بزراعة الألغام، وتعدد القوى التي سيطرت على المناطق التي وقعت فيها تلك الانفجارات، ولم تكشف أيٌّ من القوى الفاعلة في النزاع السوري عن خرائط للأماكن التي زرعت فيها الألغام.

واتخذت جريمة القتل نمطاً واسعاً ومنهجياً من قبل قوات النظام السوري والميليشيات المقاتلة معه بشكل أساسي.

84 مدنيا

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها إنَّ القتل خارج نطاق القانون يحصد 84 مدنياً، بينهم 22 طفلاً و4 سيدات، و7 ضحايا بسبب التعذيب في سوريا في 2021، مشيرة إلى أن القتل مستمر في سوريا خلال انعقاد مفاوضات اللجنة الدستورية.

وذكر التقرير أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان منذ عام 2011 قامت ببناء برامج إلكترونية معقدة من أجل أرشفة وتصنيف بيانات الضحايا، ليصبح بالإمكان توزيع الضحايا بحسب الجنس والمكان الذي قتلت فيه الضحية، والمحافظة التي تنتمي إليها، والجهة التي قامت بعملية القتل، وعقد مقارنات بين هذه الجهات، والتَّعرف على المحافظات التي خسرت النسبة الأعظم من أبنائها.

كما وزَّع التقرير حصيلة الضحايا تبعاً للمكان الذي قتلوا فيه وليس تبعاً للمحافظة التي ينتمون إليها.

ويرصد حصيلة الضحايا المدنيين الذين تمَّ توثيق مقتلهم على يد أطراف النِّزاع والقوى المسيطرة في سوريا في أكتوبر، ويُسلِّط الضوء بشكل خاص على الضحايا من الأطفال والنساء، والضحايا الذين قضوا بسبب التعذيب.

قتل خارج نطاق القانون

وبحسب التقرير فإنَّ الإحصائيات التي وردت فيه حصيلة الضحايا الذين قتلوا تشمل عمليات القتل خارج نطاق القانون من قبل القوى المسيطرة، والتي وقعت كانتهاك لكل من القانون الدولي لحقوق الإنسان أو القانون الدولي الإنساني، ولا تشمل حالات الوفيات الطبيعية أو بسبب خلافات بين أفراد المجتمع.

كما اعتمد على عمليات المراقبة المستمرة للحوادث والأخبار وعلى شبكة علاقات واسعة مع عشرات المصادر المتنوِّعة، إضافة إلى تحليل عدد كبير من الصور والمقاطع المصورة.

انخفاض الضحايا

وبين التقرير إن اكتوبر شهدَ انخفاضاً في حصيلة الضحايا المدنيين، وسجل استمرار قوات النظام السوري بعمليات القصف العشوائي والمتعمد، مستهدفة المدنيين، وأشار إلى أن %38 من حصيلة الضحايا الموثقة قد قتلوا على يد قوات النظام السوري معظمهم في محافظة إدلب.

وأضافَ أن 44 مدنياً (%53 من حصيلة الضحايا المسجلة في أكتوبر) قد تم توثيقهم على يد جهات أخرى، وقد شهدَ استمراراً في وقوع ضحايا مدنيين بسبب الألغام في محافظات ومناطق متفرقة في سوريا، حيث وثق التقرير مقتل 7 مدنيين بينهم 6 أطفال لتصبح حصيلة الضحايا الذين قتلوا بسبب الألغام منذ بداية عام 2021، 149 مدنياً بينهم 64 طفلاً، و22 سيدة، كما رصد مقتل ضحايا جراء انفجار مخلفات قصفٍ سابق.

وسجل التقرير مجزرتين اثنتين إحداهما على يد قوات النظام السوري، والثانية إثرَ انفجار لم يتمكن من تحديد مرتكبيه، واعتمد في توصيف لفظ مجزرة على أنه الهجوم الذي تسبَّب في مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص مسالمين دفعة واحدة.

عقلية إجرامية

وبحسب التقرير فإن الأدلة التي جمعها تشير إلى أنَّ بعض الهجمات وُجّهت ضدَّ المدنيين وأعيان مدنية، كما تسبَّبت عمليات القصف العشوائي في تدمير المنشآت والأبنية، مشيراً إلى أن هناك أسباباً معقولة تحمل على الاعتقاد بأنَّه تم ارتكاب جريمة الحرب المتمثلة في الهجوم على المدنيين في كثير من الحالات.

وإنَّ استخدام الأسلحة الناسفة لاستهداف مناطق سكانية مكتظة يُعبِّر عن عقلية إجرامية ونية مُبيَّتة بهدف إيقاع أكبر قدر ممكن من القتلى، وهذا يُخالف بشكل واضح القانون الدولي لحقوق الإنسان، وخرق صارخ لاتفاقية جنيف 4 المواد (27، 31، 32).

مطالب ضرورية

وطالب التَّقرير مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرار رقم 2254، وشدَّد على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم النظام الروسي، بعد أن ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب.

وطالب كل وكالات الأمم المتحدة المختصَّة ببذل مزيد من الجهود على صعيد المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية في المناطق التي توقَّفت فيها المعارك، وفي مخيمات المشردين داخلياً ومتابعة الدول التي تعهدت بالتَّبرعات اللازمة.

ودعا إلى تطبيق مبدأ مسؤولية الحماية (R2P)، خاصة بعد أن تم استنفاد الخطوات السياسية عبر جميع الاتفاقات وبيانات وقف الأعمال العدائية واتفاقات أستانا، مؤكداً ضرورة اللجوء إلى الفصل السابع وتطبيق مبدأ مسؤولية الحماية، الذي أقرَّته الجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما أوصى المجتمع الدولي بالعمل على إعداد مشاريع تهدف لإعداد خرائط تكشف عن مواقع الألغام والذخائر العنقودية في كافة المحافظات السورية؛ مما يسهل عملية إزالتها وتوعية السكان بأماكنها.

أرشفة بيانات الضحايا بحسب:

الجنس والمكان الذي قتلت فيه الضحية.

المحافظة التي تنتمي إليها.

الجهة التي قامت بعملية القتل.

عقد مقارنات بين هذه الجهات.

التَّعرف على المحافظات التي خسرت النسبة الأعظم من أبنائها.

لماذا لا تسجل حالات القتل بالألغام:

صعوبة تحديد الجهة التي قامت بزراعة الألغام.

تعدد القوى التي سيطرت على المناطق التي وقعت فيها تلك الانفجارات.