تنطلق اليوم الجمعة في جدة، القمة العربية العادية في دورتها الثانية والثلاثين، وسط أجواء تفاؤلية وتوافقية وتعويل على أن تنعكس نتائجها إيجابًا على معظم الملفات الساخنة
ومن المقرر أن تركز أجندة القمة على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، بالإضافة إلى العلاقات العربية مع دول الجوار، وكذلك الوضع المتفجر في السودان والقضية الفلسطينية.
ووصل بالأمس، زعماء الدول العربية، تباعًا إلى المملكة العربية السعودية التي تستضيف القمة الجديدة.
وركزت وسائل الإعلام العربية والدولية، على مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد، بعد غيا دام 13 عامًا.
ووصل الأسد إلى مدينة جدة الساحلية على البحر الأحمر مساء الخميس لحضور القمة السنوية لجامعة الدول العربية، في أول مشاركة له منذ عُلّقت عضوية دمشق في 2011 ردًا على قمعها الاحتجاجات الشعبية التي خرجت إلى الشارع قبل أن تتحوّل إلى نزاع دام أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص.
وقال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بعد وصوله إلى جدة قبل أيام “نعبر عن سعادتنا بوجودنا في السعودية، هذه القمة مهمة جدا، مضيفا “نتمنى لهذه القمة كل النجاح”.
وكانت قمة سرت في ليبيا في آذار/مارس 2010 آخر قمة حضرها الأسد.
إلا أنّ جهود إعادة إدماج الأسد في الحاضنة العربية لا تلقى الترحيب نفسه في الصعيدين الإقليمي والدولي.
فقد أعلنت قطر المعارضة صراحةً للأسد، أنها لن تطبّع العلاقات مع حكومة دمشق لكنّها أشارت إلى أنها لن تكون “عائقا” أمام الخطوة التي اتخذتها الجامعة العربية. والخميس، أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في بيان أنه سيترأس وفد بلاده إلى القمة العربية.
من جانبها، جدّدت واشنطن الأربعاء تأكيدها على موقفها أنها “لا تعتقد أنّ سوريا تستحقّ إعادتها إلى الجامعة العربيّة”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل “لن نعمل على تطبيع العلاقات مع نظام الأسد كما لا ندعم بالتأكيد الآخرين على فعل أيضا”.
إضافة إلى تطبيع العلاقات مع دمشق، من المتوقّع أن تتصدّر جدول أعمال القمة أزمتان رئيسيتان: النزاع المستمر منذ شهر في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمّد حمدان دقلو، والنزاع المتواصل في اليمن منذ أكثر من ثماني سنوات.
وتأتي استضافة السعودية للقمة العربية فيما تستعرض الرياض نفوذها الدبلوماسي في الشرق الأوسط وخارجه، بعد عدد من المبادرات الدبلوماسية التي أطلق شرارتها الإعلان المفاجئ عن تطبيع العلاقات مع إيران بوساطة صينية في آذار/مارس.
ومذاك، استعادت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وكثّفت جهودها الدبلوماسية للدفع نحو السلام في اليمن، حيث تقود تحالفا عسكريا ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
ولعبت الرياض أيضا دورا مركزيا في عمليات إجلاء المدنيين من السودان حين اندلع القتال في شكل مفاجئ الشهر الماضي، وتستضيف حاليا ممثلين عن طرفي النزاع من أجل التوصل لهدنة.