فيما تزايدت المواقف الدولية الداعمة للانتفاضة الشعبية في إيران التي تدخل أسبوعها الخامس، صعد المحتجون، اليوم (الثلاثاء)، من المظاهرات لتشمل الأحياء وأمام المنازل في طهران.
وتجمع سكان حي أكباتان في العاصمة أمام منازلهم مرددين هتافات «الموت للديكتاتور» في إشارة إلى المرشد علي خامنئي، واحتشد آخرون في شوارع مدينة آبدانان بمحافظة إيلام وأضرموا النار في تمثال للباسيج في ساحة المدينة.
وفي مشهد آخر أجبر محتجون ملاك المطاعم التجارية في المدينة على إغلاق محلاتهم مرددين أغاني وأهازيج حماسية أبرزها أغنية «براي (من أجل)…» للمغني شروين حاجي بور.
وبحسب ما أورد موقع «إيران إنترناشيونال» اليوم، أفادت وسائل إعلام إيرانية أن طلاب كلية طب الأسنان اشبتكوا مع حراسة الجامعة وطردوهم، فيما نظم طلاب جامعة هرمزغان مسيرة داخل حرم الجامعة مرددين: «من كردستان إلى سيستان ومن بندر إلى طهران فداء لكل إيران»، ونددوا بإحراق سجن إيفين.
في غضون ذلك، قوبل قرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على 11 فرداً و4 كيانات إيرانية، ومعاقبة بريطانيا لـ«شرطة الإرشاد» ورئيس قوات الباسيج في الحرس الثوري غلام رضا سليماني، وقائد القوات الخاصة بالشرطة حسن كرمي، والقائد العام للشرطة حسين أشتري باهتمام الصحافة الإيرانية، واعتبرت صحيفة «جهان» أن العقوبات بمثابة نهاية للاتفاق النووي، مؤكدة أن قضايا حقوق الإنسان في الداخل الإيراني، ومواقف الدول الغربية من الأحداث الجارية ألقت بظلالها الكثيفة على الاتفاق، وجعلت مستقبله غامضاً.
وتوقعت صحيفة «وطن امروز» المقربة من الحرس الثوري تبعات اقتصادية سيئة للانتفاضة، مؤكدة أن الاحتجاجات والاضطرابات الراهنة ستخلف آثاراً سيئة على صعيد الأمن والاستثمار خصوصاً في ظل العقوبات الجديدة.
وانتقدت صحيفة «جمهوري إسلامي» التي أنشأها المرشد، محاولات النظام الهروب من جوهر المشكلة المتصلة بالاحتجاجات والعمل على حلول فاشلة وغير عملية، مؤكدة أن محاولة النظام استبدال الإنترنت الدولي بإنترنت محلي للسيطرة على المستخدمين ومراقبة نشاطاتهم، مصيرها الفشل، وأن هكذا مشروع مهزوم سلفاً.
وقالت الصحيفة: إن المشكلة الأساسية هي أن المسؤولين وبدل إصلاح السياسات وتغيير الأساليب يعملون على نسب هذه الاحتجاجات إلى الخارج، متجاهلين كل الأخطاء والممارسات التي حفلت بها السنوات الماضية، وأدت إلى هذا الحال؛ لذا يرون أن السبيل للخروج من الأزمة هو إنشاء وسائل اتصال محلية يطلقون عليها عناوين خادعة مثل: الإنترنت الوطنية أو شبكة المعلومات الوطنية، معتبرة كل تلك الحلول ما هي إلا حصار جماعي يفرض على الشعب الإيراني.
وأضافت: على هذه الأطراف أن تعلم جيداً بأن الشعب الإيراني المطالب بالحرية لن يقبل بالحصار حتى لو كانت العناوين وراء هذه المشاريع خداعة مثل «الوطنية وما شابه».