تحدثت العديد من وسائل الإعلام العبرية، اليوم السبت، عن ظاهرة رفع الأعلام الفلسطينية خلال المباريات التي جرت حتى اللحظة في مباريات كأس العالم 2022، معربةً عن امتعاضها واستيائها الشديديْن من أنّ السلطات المسؤولة عن تنظيم ألعاب كأس العالم بالدولة الخليجيّة تغاضوا كليًّا عن رفع العلم الفلسطينيّ من قبل الجمهور وحتى من اللاعبين بعددٍ من المنتخبات العربيّة المُشاركة.
وقال مراسل صحيفة (هآرتس) العبرية عوزي دان:”في الوقت عينه فالمسؤولين عن تنظيم المباريات منعوا منعًا باتًا رفع الأعلام واليافطات التي تحمل رسائل سياسيّة، ولكنّهم في الوقت ذاته سمحوا وبشكلٍ واضحٍ ودون تستّرٍ للمُشجعين واللاعبين على حدٍّ سواء برفع العلم الفلسطينيّ بحريّةٍ تامّةٍ رغم أنّ فلسطين ليست مشاركة في مونديال قطر، ورغم أنّ رفع العلم يُعتبر رسالةً سياسيّةً”، على حدّ قوله.
وأضاف دان في تقرير له من الدوحة:” إنّ السلطات المسؤولة في قطر لم تكتفِ بالسماح للمشجعين واللاعبين برفع العلم الفلسطينيّ، بل “تجاهلت” عن سبق الإصرار والترصّد اليافطات الكبيرة التي رُفِعَت بالمدرجات وكُتِب عليها بالبنط العريض وباللغة الإنجليزيّة (فلسطين حُرّة) (FREE PALESTINE)، لا بلْ أكثر من ذلك، فإنّ اليافطة المذكورة استُقبِلَت بحفاوةٍ بالغةٍ من قبل المسؤولين عن تنظيم مونديال قطر”.
أشار المحلل إلى أنّه على الرغم من أنّ القوانين التي وضعتها (الفيفا) تمنع رفع اليافطات التي تحمل رسائل سياسيّة على أرض الملعب، فقد سمحت السلطات ذات الصلة للاعبي المنتخب العربيّ-المغربيّ أنْ يحتفلوا بانتصارهم وانتقالهم إلى المرحلة المُقبِلة في كأس العالم وهم يرفعون بالمعلب العلم الفلسطينيّ، كما أنّ قائد المنتخب القطريّ نزل إل أرض الملعب وهو يُعلّق شارة فلسطين على يدّه، رغم أنّ (الفيفا) تمنع ذلك.
وتابع المحلل، قائلاً:” إنّ العلم الفلسطينيّ بارزٌ في كلّ مكانٍ بالدوحة، وهو يُرفَع من قبل المؤيّدين بكبرياءٍ وعنفوانٍ، ولذا لا أجافي الحقيقة إذا قلتُ وجزمتُ إنّه في مونديال قطر يُشارِك 32 منتخبًا، ويرفعون 32 علمًا للدول المُشارِكة في المقاهي والمطاعم والحوانيت واليافطات بالشوارع وعلى الحافلات، فإنّه في قطر يُخيَّل لكَ بأنّ عدد المُنتخبات المُشارِكة في المونديال يصل إلى 33 منتخبًا، إذْ أنّ العالم الفلسطينيّ يتواجد في كلّ مكانٍ في الدولة الخليجيّة وبشكلٍ واضحٍ، وفي العديد من الأماكن فإنّ علميْ قطر وفلسطين يُسيطران على الوضع”.
وأردف دان :”أنّ كلّ مطعمٍ أوْ قهوةٍ أوْ حانوتٍ بالأسواق ترفع علم فلسطين أكثر حتى من أعلام قطر، لافتًا إلى أنّ رفع العلم الفلسطينيّ في قطر بات أمرًا يجلِب العنفوان العربيّ، ويُدلل على الاحترام والتأييد اللذين تتمتّع بهما فلسطين في الوطن العربيّ، ورفع العلم الفلسطينيّ كان مُسيطرًا بشكلٍ تامٍ حتى عندما كانت المنتخبات العربيّة ما زالت في المونديال والآن بعد عودتها إلى أوطانها”.
وذكر المحلل أنّ جميع الحوانيت في قطر تبيع للزائرين أعلام المنتخبات المُشاركة، ولكن أيضًا تبيع بفخرٍ واعتزازٍ علم المنتخب الفلسطينيّ، على الرغم من عدم مشاركته ببطولة العالم.
أمّا الصرعة التي اكتسحت مونديال قطر، أضاف الموفد الإسرائيليّ فكانت بيع ملابس فريق (باليستينو)، وهو فريقٌ معروفٌ وله تاريخه، والتي تمّ تأسيسها في دولة تشيلي بأمريكا اللاتينيّة قبل أكثر من مائة عامٍ من قبل مُهاجرين عرب من فلسطين (المحلل يُسميها أرض إسرائيل !!!)، مُوضحًا أنّ الراعيّ الرسميّ للفريق هو (بنك فلسطين).
و“تباكى” مُوفد صحيفة (هآرتس) العبريّة على عدم وجود العلم “الإسرائيليّ”، مُشدّدًا على أنّ هذا الأمر “يصرخ للسماء، لأنّ عدم رفع علم الكيان هو ظاهرة جديدة لم تشهدها أيّ بطولة كرة قدمٍ في الماضي”، على حدّ قوله.
وأضاف الموفد دان: “لقد تعوّدنا على وجود علم “إسرائيل” في كلّ مونديال أوْ بطولة أوروبا بكرة القدم، أوْ في أيّ مباراةٍ مهمّةٍ، إنْ كان على صعيد المنتخبات أوْ الفرق، مثل دوري الأبطال و(الكلاسيكو)، أيْ المباراة التي تجمع فريقيْ برشلونة وريال مدريد في الدوريّ الإسبانيّ بكرة القدم، ولكن في هذه المرّة، أيْ في مونديال قطر، تمّ افتقاد وفقدان العلم الإسرائيليّ”، على حدّ قوله.
وخلُص المراسل إلى القول:” إنّ عدم رفع علم الكيان في قطر جاء بسبب فهم “الإسرائيليين” الذين حضروا لمشاهدة ألعاب كأس العالم في قطر أنّ هذا ليس هو المكان لرفع العلم “الإسرائيليّ”، كما أنّه لم تكُنْ أيّ مُحاولةٍ من “إسرائيل” الرسميّة لفعل ذلك، الأمر الذي يؤكّد على صواب القرار وفهم الواقع بشكلٍ صحيحٍ”.