استبق المفوض الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل المفاوضات الروسية الأمريكية المرتقبة، مؤكدا أن مطالب موسكو بضمانات أمنية ووقف توسع «الناتو» شرقا بأنها «غير مقبولة تماما». وقال بوريل، في مقابلة مع صحيفة «Welt» أمس (الأربعاء)، إن المطالبة بضمانات أمنية وإنهاء توسع الاتحاد الأوروبي والناتو شرقا هي أجندة روسية بحتة بشروط غير مقبولة على الإطلاق، خصوصا في ما يتعلق بأوكرانيا. وأضاف أن موسكو قدمت أجندتها بطريقة مكتوبة (ورقيا) للمرة الأولى، وهو ما لم يحدث من قبل. واعتبر أن الفائزين فقط هم من يفعلون ذلك: يقولون إن هذا وذاك هي شروطي. ولفت بوريل إلى أن المفاوضات يجب ألا تتعلق فقط بأوكرانيا وتوسع الناتو باتجاه الشرق، ولكن جميع انتهاكات المعاهدة منذ اعتماد قانون هلسنكي النهائي في عام 1975. واتهم موسكو بالرغبة في التفاوض على هيكل أمني أوروبي دون مشاركة الاتحاد الأوروبي. ونشرت وزارة الخارجية الروسية منتصف أكتوبر مسودات معاهدة مع الولايات المتحدة واتفاقية مع الناتو، تم بالفعل تسليم الوثائق إلى واشنطن وحلفائها، وتقترح موسكو أن تقدم دول الناتو ضمانات من شأنها استبعاد المزيد من التحرك في الاتجاه الشرقي. وهدد الرئيس فلاديمير بوتين مرارا بأن توسع الناتو باتجاه الشرق ونشر الأسلحة الهجومية في أوكرانيا يمثلان خطوطا حمراء لموسكو.
واتفقت الولايات المتحدة وروسيا على إجراء محادثات تتناول أمن أوروبا والأزمة الأوكرانية في العاشر من يناير القادم في جنيف. فيما استبعدت موسكو «أي تنازل» عن مطالبها الهادفة إلى الحد من النفوذ الغربي عند حدودها، وعلى رأس المطالب التي جاءت ضمن مشاريع اتفاقات سلمتها للولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي منع توسع الحلف مستقبلا في ما تعتبره موسكو منطقة نفوذها.
وفي مؤشر إلى أن المحادثات ستكون شاقة، استبعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أي تنازل، مؤكدا أن موسكو تتخذ موقفا حازما في ما يتعلق بالدفاع عن مصالحها.