على وقع استمرار تشديد إجراءات الحصار المحكم على قطاع غزة، ومنع وصول الدواء والطعام للسكان الذين يعانون من ويلات الحرب، واصلت قوات الاحتلال شن الغارات الدامية، واستهدفت من جديد المنازل وخيام النازحين، لتسقط عشرات الضحايا الجدد.
وأفادت مصادر طبية، مساء اليوم، باستشهاد 32 مواطنا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر اليوم.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 28 شهيدا و120 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت الوزارة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 43,764 شهيدا و103,490 إصابة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي.
ومع استمرار العملية البرية شمال قطاع غزة، والتي وصلت يومها الـ 42، نفذت قوات الاحتلال عدة هجمات عنيفة، ضمن المساعي الرامية لتهجير من تبقى من السكان هناك.
واستشهد 7 مواطنين على الأقل، وأصيب آخرون، اليوم الجمعة، في قصف الاحتلال الإسرائيلي خيمة للنازحين في المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفاد مصادر محلية”، باستشهاد 7 مواطنين، وإصابة آخرين في استهداف الاحتلال لخيمة تؤوي نازحين بالقرب من مسجد عثمان بن عفان جنوب مواصي خان يونس، وجرى نقل جثامين الشهداء، والجرحى، إلى مجمع ناصر الطبي في المدينة، والمستشفى الميداني التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر.
والمواصي منطقة رملية تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية، يعيش فيها نحو 1.7 مليون مواطن أجبرهم الاحتلال الإسرائيلي على النزوح باتجاهها قسرا تحت ضغط القصف والنيران، إذ وصل إليها معظمهم إبان الاجتياح البري لمدينة رفح جنوب القطاع خلال أيار/مايو الماضي، وزعم الاحتلال أنه “منطقة آمنة”، في الوقت الذي ارتكب فيه العديد من المجازر باستهدافه للخيام التي تؤوي النازحين في المنطقة.
وفي وقت سابق، استشهد مواطن من عائلة ضهير وأصيب آخر، بقصف الاحتلال مجموعة من المواطنين بالقرب من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خربة العدس شمال رفح جنوب القطاع.
كما استشهدت الشابة حنان أبو تيلخ (18 عاما) في قصف الاحتلال منزلا لعائلة أبو الحصين شمال شرق رفح.
وأصيب مواطنون بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي تجمعا للمواطنين في حي التفاح شرق مدينة غزة، كما شنت طائرات الاحتلال غارة على بلدة جباليا شمال القطاع.
وحسب مصادر محلية، فقد نفذ الطيران الحربي سلسلة غارات على منطقتي الفاخورة والتوبة غرب مخيم جباليا، فيما قامت طائرة مسيرة من نوع “كواد كوبتر” بإطلاق النار على بلدة بيت لاهيا، ما تسبب في وقوع إصابات، في وقت قامت فيه بشن غارة جوية على مناطق قريبة من مستشفى كمال عدوان.
وتمنع قوات الاحتلال طواقم الإنقاذ منذ 24 يوما من العمل في شمالي القطاع، رغم وجود مناشدات لمواطنين محاصرين، وآخرين أصيبوا وأغلق حطام المنازل المدمرة طرق خروجهم من تحت الركام، كما لا تزال عربات الإسعاف متوقفة هناك عن العمل، بسبب الاستهدافات الإسرائيلية، وهو ما أدى إلى وفاة عدد من المصابين قبل وصولهم المشافي، التي تعاني بالأصل من نقص حاد في الأدوية.
هذا ولم يكن الوضع أفضل بكثير في مدينة غزة، خاصة في المناطق الشمالية الغربية، والتي هدد جيش الاحتلال سكانها بالنزوح القسري قبل عدة أيام.
وترافق ذلك مع استمرار تقدم قوات الاحتلال في محيط منطقة الصفطاوي شمال المدينة، وقيامها بقصف مدفعي استهدف المنطقة، ومناطق أخرى تقع ما بين مدينة غزة وبلدات شمال القطاع.
إلى ذلك فقد نالت المناطق الجنوبية الشرقية لمدينة غزة نصيبا من القصف العنيف، وتعرضت أطراف حي الزيتون لقصف مدفعي وعمليات إطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة، أطلقتها القوات الإسرائيلية المتوغلة على الأطراف، كذلك تعرضت مناطق أخرى تقع جنوب حي الصبرة لهجمات مماثلة.
وفي وسط القطاع، صعدت قوات الاحتلال من هجماتها التي طالت مناطق سكنية يكثر فيها النازحون.
كما تعرضت عدة أحياء في مخيم النصيرات لقصف مدفعي عنيف، أثار حالة من الخوف في صفوف المواطنين، خشية من أن يكون مقدمة لتوغل جديد، على غرار ذلك الهجوم الذي وقع منتصف الأسبوع.
وتعرضت كذلك أطراف المخيم الشمالية والغربية لقصف مدفعي عنيف، فيما قامت آليات الاحتلال المتوغلة على الأطراف بإطلاق النار أكثر من مرة.
في الموازاة، استمرت هجمات جيش الاحتلال على الأحياء الغربية والشرقية لمدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وفي مدينة رفح التي لا تزال تتعرض لهجوم بري عنيف جاء على معظم المنازل خاصة في المنطقة الغربية ومعالم المدينة، فقد جددت قوات الاحتلال القصف الجوي على المناطق الواقعة شرق رفح، فيما تعرضت أحياء تل السلطان والسعودي لقصف مدفعي وعمليات إطلاق نار.
وفي سياق قريب، أطلقت قوات الاحتلال “الإسرائيلي سراح 20 أسيرًا من قطاع غزة، عقب اعتقالهم لعدة أشهر وأسابيع.
من جانب آخر، أفرجت سلطات الاحتلال عن 20 معتقلا عبر حاجز كرم أبو سالم، وجرى نقلهم إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس، علما أن معظمهم جرى اعتقاله من مستشفيات ومناطق شمال القطاع، وعرف منهم كل من: عبد الرحمن أحمد، أشرف عبد الله محمد أبو مهادي، غسان سعيد زكي الدحنون، أدهم محمد عبد الكريم أبو شكيان، بلال رائد حسين أبو جرادة، محمود يوسف محمد النجار، علاء أحمد علي جهاد، رفيق عبد الكريم إبراهيم أبو شهدة، عبدالرحمن خالد خليل الشلتاوي، خالد سلمان جمعة شاهين، عبد الحليم يوسف محمد عبد الله، عمر حسني محمد صالحة، أحمد محمود عبد الرحمن جهاد، عبد المجيد حسن عبد المجيد يوسف، جعفر رفيق أحمد أبو المعزة، عطا فؤاد عطا شرافي، إياد غازي عبد الله فرج الله، ونصر محمد محمود العجرمي.