كما غادر المرضى والموظفون والنازحون أكبر مستشفى في غزة، حسبما قال مسؤولو الصحة، تاركين وراءهم طاقمًا صغيرًا فقط، لرعاية المرضى الذين لا يستطيعون الحركة، في ظل سيطرة القوات الإسرائيلية على المنشأة.
وجاء الخروج الجماعي من مستشفى الشفاء بمدينة غزة في اليوم نفسه الذي أعيدت فيه خدمة الإنترنت والهاتف إلى القطاع المحاصر.
في حين سيّر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من ميناء جدة الإسلامي أولى طلائع الجسر البحري الإغاثي السعودي باتجاه ميناء بورسعيد في مصر، التي يحمل على متنها مساعدات غذائية وطبية وإيوائية تزن 1050 طنا، تمهيدا لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة.
جنوب غزة
واستمرت الهجمات أيضًا في جنوب قطاع غزة، حيث أصابت غارة جوية إسرائيلية مبنى سكنيًا على مشارف بلدة خان يونس، مما أسفر عن مقتل 26 فلسطينيًا على الأقل، وفقًا لطبيب في المستشفى الذي نقلت إليه الجثث.
بينما يفتش جيش الاحتلال مستشفى الشفاء، بحثا عن آثار لمركز قيادة تابع لحماس، يزعم أنه يقع تحت المبنى – وهو ادعاء تنفيه حماس وموظفو المستشفى – ويحث عدة آلاف من الأشخاص الذين ما زالوا هناك على المغادرة.
وقال الجيش إن مدير المستشفى طلب منه مساعدة أولئك الذين يرغبون في المغادرة عبر طريق آمن،مشيرا إلى أنه لم يأمر بأي إخلاء، وأنه سمح للعاملين الطبيين بالبقاء في المستشفى، لدعم المرضى الذين لا يمكن نقلهم. لكن مدحت عباس، المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أكد أن الجيش أمر بإخلاء المنشأة، ومنح المستشفى ساعة لإخراج الناس.
وبعد أن بدا أن عملية الإخلاء اكتملت في الغالب، قال الدكتور أحمد مخللاتي، طبيب الشفاء، على وسائل التواصل الاجتماعي، إن هناك نحو 120 مريضًا متبقون في المستشفى، حيث إنهم غير قادرين على المغادرة، بما في ذلك بعض المرضى في العناية المركزة والأطفال المبتسرون، لافتا إلى أنه وخمسة آخرين من الأطباء بقوا، لرعايتهم.
ولم يتضح على الفور أين ذهب أولئك الذين غادروا المستشفى، حيث توقفت 25 مستشفى في غزة عن العمل بسبب نقص الوقود والأضرار ومشاكل أخرى، بينما تعمل 11 مستشفى أخرى بشكل جزئي فقط، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. مستشفيات الشمال
وقالت إسرائيل إن المستشفيات في شمال غزة كانت هدفا رئيسيا لهجومها البري الذي يهدف إلى سحق حماس، زاعمة أنها استخدمت مراكز قيادة للمسلحين ومستودعات للأسلحة، وهو ما تنفيه حماس والطواقم الطبية.
وقد حاصرت القوات الإسرائيلية مستشفيات عدة أو دخلتها، في حين توقفت مستشفيات أخرى عن العمل بسبب تضاؤل الإمدادات وانقطاع الكهرباء.
واندلعت الحرب، التي دخلت الآن أسبوعها السابع، بسبب الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل.
بينما قتل أكثر من 11500 فلسطيني في الحرب، بحسب السلطات الصحية الفلسطينية. وتم الإبلاغ عن 2700 آخرين في عداد المفقودين، ويعتقد أنهم مدفونون تحت الأنقاض.
نقص حاد
وأغلقت محطة الكهرباء الرئيسية بغزة أبوابها في وقت مبكر من الحرب، بينما قطعت إسرائيل الكهرباء عن القطاع، وهذا يجعل الوقود ضروريا لتشغيل المولدات اللازمة ليس فقط شبكة الاتصالات، بل أيضا محطات معالجة المياه ومرافق الصرف الصحي والمستشفيات، وغيرها من البنية التحتية الحيوية.
وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة اللاجئين الفلسطينيين، المعروفة باسم «أونروا»، إن 120 ألف لتر (31700 جالون) من الوقود وصلت القطاع السبت، ومن المفترض أن تستمر في تغذية المولدات يومين، بعد أن وافقت إسرائيل، الجمعة، على السماح بدخول هذه الكمية، لاستخدامات الأمم المتحدة. كما أنها سمحت بـ10000 لتر أخرى (2642 جالونا)، للحفاظ على تشغيل أنظمة الاتصالات.
في حين حذرت الأمم المتحدة من أن سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يعانون نقصا حادا في الغذاء والماء. وقالت إن كمية الوقود التي يتم توفيرها لا تتجاوز نصف الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية، بينما تتلقى غزة 10% فقط من الإمدادات الغذائية التي تحتاجها كل يوم على شكل شحنات من مصر، وفقًا للأمم المتحدة. وقد أدى إغلاق شبكة المياه إلى شرب معظم السكان مياهًا ملوثة، مما تسبب في تفشي الأمراض.
ويتزايد الجفاف وسوء التغذية، حيث يحتاج جميع السكان تقريبًا إلى الغذاء، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
من جهه أخرى، وصلت إلى مطار العريش الدولي في مصر الطائرة الإغاثية السعودية الحادية عشرة، التي يسيرها مركز الملك سلمان للإغاثة، وتحمل على متنها مساعدات إغاثية متنوعة، شملت مواد غذائية وإيوائية وطبية بوزن إجمالي يبلغ 35 طنا، تمهيدا لنقلها إلى المتضررين داخل قطاع غزة، وذلك ضمن الحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
فلسطين تشهد تزايدا في:
العمليات الهجومية من الاحتلال الإسرائيلي
أعداد الشهداء والمفقودين
الجفاف وسوء التغذية
المياة الملوثة وتفشي الأمراض
نقص حاد في الوقود
إغلاق وانقطاع الخدمات عن مستشفياتها