ويعد فرض الولايات المتحدة لعقوبات على وحدة داخل الجيش الإسرائيلي المرة الأولى أيضا، وسيؤدي إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين الحليفين، الذي تزايد خلال الحرب الإسرائيلية في غزة.
ومن جهة أخرى، دعا رئيس منظمة الصحة العالمية إلى توفير ممر آمن لبعثات المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة، بعد فشل فريق الإغاثة في إكمال رحلته الأخيرة إلى شمال غزة المتضرر.
توقيت الاستقالات
يمهد قرار استقالة الميجور جنرال أهارون هاليفا الطريق لمزيد من الاستقالات بين كبار ضباط الأمن الإسرائيليين بسبب هجوم حماس. وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يستقيل هاليفا، بالإضافة إلى قادة عسكريين وأمنيين آخرين، ردًا على الإخفاقات الصارخة التي أدت إلى 7 أكتوبر، وحجم شراسة ذلك الهجوم.
لكن توقيت الاستقالات لم يكن واضحا، لأن إسرائيل لا تزال تقاتل حماس في غزة. وقال بعض الخبراء العسكريين إن الاستقالات في وقت تنخرط فيه إسرائيل في القتال على جبهات متعددة، وهي أمر غير مسؤول، ويمكن تفسيره على أنه علامة ضعف.
وبعد وقت قصير من الهجوم، قال هاليفا علنًا إنه يتحمل اللوم، لعدم منع الهجوم باعتباره رئيس الإدارة العسكرية المسؤولة عن تزويد الحكومة والجيش بالتحذيرات الاستخباراتية والتنبيهات اليومية.
وبينما قبَل هاليفا وآخرون اللوم لفشلهم في وقف الهجوم، توقف آخرون عن ذلك، وأبرزهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي لم يعترف صراحة بالمسؤولية المباشرة عن السماح للهجوم بالوقوع. ولم يشر أيضًا إلى أنه سيتنحى، على الرغم من أن حركة الاحتجاج المتنامية تطالب بإجراء انتخابات قريبًا.
انتهاك الشروط
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه اتخذ قرارا بشأن مراجعة الادعاءات القائلة بأن وحدات عسكرية إسرائيلية عدة انتهكت شروط تلقي المساعدات الأمريكية المنصوص عليها فيما يسمى «قانون ليهي»، وإنه سيتم نشرها قريبا.
وأوضح بيني غانتس، القائد العسكري السابق وزير الدفاع العضو الحالي في مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي، في بيان، أنه تحدث مساء الأحد مع بلينكن، وأخبره بأن القرار المتوقع هو «خطأ»، لأنه سيضر بشرعية إسرائيل الدولية في أثناء الحرب.
ولفت وزير الدفاع يوآف غالانت، وهو عضو آخر في مجلس الوزراء الحربي، إلى أنه سلم رسالة مماثلة إلى السفير الأمريكي لدى إسرائيل، جاك ليو، ويعتزم التحدث إلى بلينكن أيضًا على أمل عرقلة القرار المتوقع. وقال إن معاقبة الوحدة يمكن أن تلقي بظلالها على الجيش الإسرائيلي بأكمله. وأضاف: «هذه ليست طريقة التصرف مع الشركاء والأصدقاء».
ويمنع «قانون ليهي»، الذي سمي على اسم السيناتور السابق باتريك ليهي، المساعدات الأمريكية من الذهاب إلى الوحدات العسكرية الأجنبية التي ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان.
القيود العسكرية
تقول وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إن الأعمال العدائية المستمرة والقيود العسكرية الإسرائيلية على البضائع وانهيار النظام داخل غزة تجعل من الصعب بشكل متزايد تقديم المساعدات الحيوية إلى جزء كبير من القطاع الساحلي.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في بيان، إن مهمة منظمة الصحة العالمية وشركائها في مستشفيي كمال عدوان والعودة في شمال غزة اكتملت جزئيا فقط «بسبب التأخير الشديد عند نقاط التفتيش والأعمال القتالية المستمرة».
وأضاف: «نتيجة ذلك، لم يصل الوقود والإمدادات الطبية إلى كمال عدوان للمرة الثانية خلال الأيام السبعة الماضية، ولم يتمكن الشركاء أيضًا من تقييم الاحتياجات في العودة، لدعم استعادة الخدمات».
وقال إن الفريق تمكن من إخلاء أربعة مرضى مع القائمين على رعايتهم، بينهم طفل يبلغ من العمر 9 سنوات يعاني ورما في الرأس.
وتابع «غيبريسوس»: «إننا ندعو مرة أخرى إلى الامتثال للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك الوصول إلى الرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية للمدنيين الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة». كما دعا إلى وقف إطلاق النار.
الشمال المعزول
عزلت إسرائيل شمال غزة منذ الأيام الأولى للهجوم البري في أواخر أكتوبر، بعد أن أمرت سكانه بالفرار إلى الجنوب. وظل عشرات الآلاف من الأشخاص هناك على الرغم من تسوية أحياء بأكملها بالأرض، والنقص الحاد في الغذاء والمياه.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن جثث 54 شخصا قتلوا بالغارات الإسرائيلية، وتم نقلها إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية. ولفتت إلى أنه في يوم الاثنين جرى استقبال 104 مصابين.
وبذلك ارتفع إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل وحماس إلى 34151 على الأقل، بينما أصيب 77084.
أسباب الاستقالات
– الإخفاقات المحيطة بهجوم 7 أكتوبر.
– أزمة داخلية رافقتها خصومات جنرالات وكولونيلات.
– حجم هائل من تسرب معلومات وتسريبات مضادة.
– الخوف من نتائج التحقيق في ظروف هجوم حماس.