في الدراسة، قيّم الباحثون العمر البيولوجي من خلال تحليل البيانات الخاصة بـ 168 علامة دم لما يقرب من 111000 شخص في البنك الحيوي في المملكة المتحدة.
بعد ذلك، قارن الباحثون المعلومات بين الأفراد الذين يعانون من حالات صحية عقلية ونفسية أو لا يعانون منها، مثل اضطرابات المزاج واضطرابات القلق.
وجد الباحثون أن الأفراد الذين لديهم تاريخ من الاضطرابات النفسية لديهم ملف علامات دم مماثل لتلك الخاصة بالأشخاص الأكبر سنًا منهم. بعبارة أخرى، بدا أن عمرهم البيولوجي في المتوسط أكبر من عمرهم الزمني، كما أوضح الباحث الرئيسي جوليان موتز وهو باحث مشارك في مرحلة ما بعد الدكتوراه في مركز الطب النفسي الاجتماعي والوراثي والتنموي في “King’s College London” في إنجلترا.
قال الدكتور موتز خلال عرضه التقديمي في المؤتمر الأوروبي للطب النفسي: “على سبيل المثال، كان لدى الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب علامات دموية تشير إلى أنهم أكبر بنحو عامين من عمرهم الزمني”.
تظهر الأبحاث السابقة أن الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية نفسية غالبا ما يكون لديهم حياة أقصر.
على الرغم من أن معظم الدراسات السابقة كانت صغيرة وكانت لها نتائج مختلطة، إلا أن هناك بالفعل بعض الأبحاث التي تشير إلى أن المرض العقلي والنفسي مرتبط بتسارع الشيخوخة.
على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت على 811 شخصا تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب أن تغيرات الحمض النووي تتسق مع العمر البيولوجي الأكبر سنا عند مقارنتها بالأشخاص الذين لا يعانون من الاضطراب الاكتئابي الرئيسي. نُشرت النتائج في أبريل/نيسان 2018 في المجلة الأمريكية للطب النفسي.
أسفرت الأبحاث عن نتائج مماثلة للاضطراب ثنائي القطب، كما فعلت الأبحاث الأخرى لاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
ومع ذلك، فمن المعروف أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية عقلية ونفسية هم أكثر عرضة للإصابة بصدمات في مرحلة الطفولة المبكرة، والانخراط في عادات نمط الحياة الضارة بالصحة (مثل عدم الحركة، التدخين، واتباع نظام غذائي منخفض الجودة).
لكن العلماء حتى الآن، لم يعرفوا ما إذا كانت الشيخوخة المتسارعة ناتجة عن الاضطرابات النفسية نفسها أو ما إذا كانت نتيجة ثانوية لأعراض غالبا ما تأتي مع وجود أحد هذه الاضطرابات، بما في ذلك الإصابة بالسمنة ومرض السكري.
الخلاصة الرئيسية لكل هذا البحث هي أن تأثير الاضطرابات النفسية لا يقتصر على العقل أو الدماغ، بل يشمل الجسم كله. على هذا النحو، يجب أن يشمل علاج حالات الصحة العقلية الاهتمام بالصحة الجسدية أيضا.