كشفت وسائل إعلام إسرائيلية مزيدًا من التفاصيل حول الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، مع وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، حول قرار الاحتلال بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في عدّة مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب ما أوردت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الأربعاء، كانت المحادثة “حادّة” وتشير إلى أوّل “خلاف جدّي” بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية الجديدتين.
وأبلغ بلينكن غانتس بأنّ قرار التوسّع الاستيطاني “مثير للإحباط، وإشكالي ولم يُنسّق مع معنا، ويصعّب علينا ويقوّض الاتفاقيات بين البلدين.. وإن كان كل هذا لا يكفي، فقد أصدرتم إعلانا آخر عن لتسويق 1300 وحدة استيطانية” في إشارة إلى إعلان وزير الإسكان الإسرائيلي، زئيف إلكين، عن مناقصة لتسويق وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية، يوم الإثنين.
وأجري الاتصال بإنذار قليل قبل أن يتصّل بلينكن بغانتس، وأبلغه فيه بأنّ الإدارة الأميركية ستصدر بيانا حول قرار التوسع الاستيطاني، وهو ما صدر بعد ربع ساعة فقط.
يذكر أن غانتس يتواجد في “زيارة أمنية” خارج إسرائيل، لم يعلن عنها رسميًا، أو عن وجهته، التي يحظر نشرها بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
وذكر المراسل السياسي لصحيفة “هآرتس”، يوناثان ليس، اليوم، الخميس، أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، قدّر أنه يستطيع الانعطاف نحو الشقّ اليميني في حكومته والدفع “ببناء رمزي” في المستوطنات، على أن يشجّع الشقُّ الآخر في الحكومة، أي حزبا “العمل” و”ميرتس”، المجتمع الدولي على احتواء هذا القرار.
ووصفت الصحيفة قرار بينيت بالتوسع الاستيطاني بأنه “مخاطرة محسوبة”، “لم يتوقّع أي شخص ألا يمرّ قرار كهذا بصمت في أوساط قيادات الحزب الديمقراطي. حقيقة أن في الوقت ذاته، وبشكل غير مخطّط، اندلع نقاش علني إضافي بين البلدين حول إعلان إسرائيل ستّة مؤسسات حقوق إنسان فلسطينية على أنها إرهابية، زادت الطين بلّة”.
ووفق الصحيفة، رغم أن الحديث عن “احتكاكات فائض عن الحاجة، يشوّه العلاقات بين البلدين”، بتعبير الصحيفة، إلا أنه “من ناحية بينيت، للانتقادات من واشنطن إيجابيات أيضًا، وإلى درجة كبيرة تصب في صالحه وتزوّده بأرباح سياسية”، فمن جهة تعزّز التصريحات العلنية الحادة من قيمة عدد الوحدات الاستيطانية الذي قرّر بناءها ووصفتها الصحيفة بأنها “مقلّصة نسبيًا”، ومن جهة أخرى “هناك فهم في مكتب رئيس الحكومة بصعوبة الدفع بخطط مشابهة في المسقبل، سواء بسبب الخشية على سلامة الائتلاف الحكومي، ويستطيعون الآن توجيه أصابع الاتهام للإدارة الأميركية والمجتمع الدولي”.