الباحث الخطي: علاقة «الإخوان» مع الملالي تاريخية.. وإيران مهووسة بالنفوذ

كشف الكاتب والباحث السعودي كامل الخطي، أن علاقة «جماعة الإخوان» مع النظام الإيراني تاريخية منذ خمسينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن مشروعهما في ما يعرف بـ «الربيع العربي» فشل، مبينا أن تحالف طهران مع الحركات الإسلامية ليس مستغربا مطلقا باعتمادها على الفوضى في مد نفوذها.

وأكد الخطي الذي حل ضيفاً على برنامج «الموقف» مع الزميل الإعلامي طارق الحميّد (الأربعاء)، أن الإخوان المسلمين كانوا يعتبرون مشروع الإسلام الحركي الذي يحكم نيابة عن الأنظمة العلمانية أو اللادينية هو عابر للمذاهب، موضحا أن الحديث عن الاستحقاقات الفرعية يتم لاحقا خاصة بعد تحقيق المكاسب.

وبين أن الإسلاميين الحركيين يتوسلون العنف كوسيلة ناجعة وفعالة للوصول إلى هدفهم، مشيرا إلى وجود علاقة متميزة بين الإخوان المسلمين وفدائيي الإسلام.

ولفت إلى أن نواف صفوي حضر مؤتمر القدس الأول الذي نظمته حركة الإخوان المسلمين وكان الشيخ علي طنطاوي يصفه بأنه لم يتخلص من طائفيته، وحين ألقي القبض عليه وحُكم بالإعدام كان الإخوان في اجتماع ببغداد يفكرون في إخراج صفوي من السجن أو إسقاط حكم الإعدام عنه بالضغط على شاه إيران عبر حملة دولية أو علاقاتهم ببعض الحكام العرب المتواصلين مع إيران وتم التفكير بتكوين خلية فدائية وإرسالها إلى إيران.

وبين الخطي أن الأب الروحي للإسلام الحركي هو جمال الدين الأفغاني «شيعي المذهب»، تلميذه الأبرز والذي جمع أفكاره المهمة ونقلها إلى العالم الشيخ محمد عبده، ومن تلامذة الأخير شيخ سلفي محمد رشيد رضا الذي دافع باستماتة من 1922 إلى 1924 عن الخلافة وبقائها حين أعلنت الجمهورية التركية الحديثة عن إلغاء السلطنة وتداعي العالم الإسلامي على أساس إبقاء الخلافة كرسم لوحدة المسلمين.

ولفت إلى أن تدخل إيران في العراق بعد أن قدمتها الولايات المتحدة على «طبق من فضة» تسبب في حرب أهلية لا تزال مستمرة، مستدركا أن إيران مهووسة بالنفوذ أكثر من التنمية.

وأكد أن علاقة الإسلام السياسي في النظام الإيراني أقدم من الثورة الخمينية، وأنها لم تستثمر فقط في الشيعة العرب أو بعضهم ولكن استثمرت في الإسلام السني الحركي مثل الإخوان المسلمين.

وعن الفرق بين إيران الشاه وآية الله الخميني بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، قال: النظام الإيراني يعتمد على استغلال أبناء الطائفة الشيعية في دول الخليج وخاصة في العراق. والحديث يعود للهوايات العابرة للحدود أي أن إيران الشاه كان لها المصالح القومية التي حاولت أن تفرضها على الإقليم بالقوة.

وبيّن الخطي أن نظام الخميني وحلافاءه اعتمد على أشد العصب المذهبي من خلال الأقليات الشيعية المتواجدة في الدول المجاورة الخليج على وجه التحديد والعراق.

وأكد أن الدفع بإبراهيم رئيسي إلى الرئاسة الإيرانية جاء على حساب استبعاد منافسين لتمهيد الطريق أمامه لإقبال طهران على معركة مصيرية لإعادة التفاوض مع الغرب في ظل تجميد الاتفاق النووي مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، خاصة أن المنطقة متضررة من المليشيات المدعومة إيرانيا والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة لذا يجب وضع حد لإيران ويكون هناك قابلية لمراقبتها على دعم المليشيات.

وأشار إلى أن مصالح إيران النووية ثابتة، وأن الإيرانيين يحاولون دائما وأبدا بذل جهدهم في أن بلادهم ليست عدوا.

وألمح إلى أن الغرب الليبرالي هو من عزز فكرة المظلومية الإيرانية، لاسيما أن حيلة النظام الإيراني بإرسال الأكاديميين إلى الغرب للحديث معهم لا تنطلي عليهم.

وحول انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة للتعامل مع الصين، أفاد الخطي أنها نتيجة لأعمال سابقة فترة تولي ترمب الرئاسة الأمريكية.

وأكد أن مصدر التغلغل الإيراني هو ما عانى منه الشيعة العرب من التوتير والقلق منذ 1979، وإيران هي المساهم الأكبر في هذا القلق وإقلاق أبناء الطائفة.

وكشف أن إيران عينها على العراق دائما وأبدا أولاً للوزن الديمغرافي للشيعة، ثانيا أن مدينة النجف هي العاصمة المرجعية للفكر الشيعي في العالم.

وشدد على تقوية مفهوم الهوية الوطنية لمواجهة تمدد النظام الإيراني في المنطقة، وأعمالها الاستخباراتية إذ تحاول تجنيد أبناء الشيعة في مختلف الدول التي تجد لها مصالح معها ونفوذا عبرها.