وذكر بيان مصري أن الزعيمين بحثا الجهود المبذولة لإنهاء الصراع في السودان بما يحفظ «سيادة وسلامة الدولة السودانية». ولم يقدم البيان سوى عموميات حول الحرب.
وقال البرهان إن القوات المسلحة السودانية لا تسعى للاستمرار في حكم السودان، وأضاف أن الجيش يسعى إلى إنهاء الصراع وإقامة فترة انتقالية حتى «انتخابات نزيهة وحرة».
حالة الفوضى
وانزلق السودان إلى حالة من الفوضى في منتصف أبريل عندما تحولت التوترات المتصاعدة بين الجيش، بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية القوية، بقيادة محمد حمدان دقلو، إلى قتال مفتوح في العاصمة الخرطوم وأماكن أخرى.
وقد حول الصراع العاصمة إلى ساحة معركة حضرية، مع سيطرة قوات الدعم السريع على مساحات واسعة من المدينة. وكانت القيادة العسكرية، التي يُزعم أن البرهان يتمركز فيها منذ أبريل، واحدة من بؤر الصراع.
واتهم البرهان في تصريحات متلفزة لوسائل الإعلام المصرية قوات الدعم السريع ببدء الحرب للاستيلاء على السلطة في البلاد.
وقال: «نحن أمام حرب مدمرة بدأتها الجماعات المتمردة… وارتكبت جرائم بشعة ترقى إلى جرائم حرب».
محاولات السيطرة
ورافق البرهان إلى مصر القائم بأعمال وزير الخارجية علي الصادق واللواء أحمد إبراهيم مفضل رئيس هيئة المخابرات العامة وضباط عسكريون آخرون.
ولم يصدر تعليق فوري من قوات الدعم السريع سواء على رحلة البرهان أو على تعليقاته.
وتمكن البرهان الأسبوع الماضي من مغادرة المقر العسكري. وزار منشآت عسكرية في مدينة أم درمان الشقيقة للخرطوم وأماكن أخرى في البلاد. وسافر البرهان إلى مصر قادما من مدينة بورتسودان الساحلية على البحر الأحمر.
وعلى الرغم من أشهر القتال، لم يتمكن أي من الطرفين من السيطرة على الخرطوم أو غيرها من المناطق الرئيسية في البلاد. وفي الأسبوع الماضي، شوهدت انفجارات كبيرة وأعمدة من الدخان الأسود فوق المناطق الرئيسية في العاصمة، بما في ذلك بالقرب من مطارها.
علاقات عريقة
وتتمتع مصر بعلاقات طويلة الأمد مع الجيش السوداني وكبار جنرالاته. وفي يوليو، استضاف السيسي اجتماعًا لجيران السودان وأعلن عن خطة لوقف إطلاق النار. وقد فشلت سلسلة من اتفاقيات الهدنة الهشة، التي توسطت فيها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، في الصمود.
ويعيش العديد من سكان الخرطوم بدون ماء وكهرباء، وقد انهار نظام الرعاية الصحية في البلاد تقريبًا.
وشهدت منطقة دارفور المترامية الأطراف بعضًا من أسوأ أعمال العنف في الصراع، وتحول القتال هناك إلى اشتباكات عرقية، حيث استهدفت قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة المجتمعات العرقية الإفريقية.
وتصاعدت الاشتباكات في وقت سابق من الشهر الجاري في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، حيث استخدم الجانبان الأسلحة الثقيلة في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، بحسب نشطاء ووسائل إعلام محلية.
وقال الناشط آدم موسى إن القصف وقع على حي السكة الحديد في نيالا يوم 22 أغسطس، مما أسفر عن مقتل 39 مدنيا على الأقل، بينهم نساء وأطفال.
وطالب موسى، وهو مسؤول إعلامي بهيئة محامي دارفور، المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في الهجوم ومحاسبة مرتكبيه.
كما وردت أنباء عن اشتباكات في ولايتي جنوب كردفان وغرب كردفان، بحسب الأمم المتحدة.
تقديرات القتال:
– أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 4000 شخص، وفقًا لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة
– نزح أكثر من 4.6 ملايين شخص، بحسب وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.
– أكثر من 3.6 ملايين فروا إلى مناطق أكثر أمانًا داخل السودان، وأكثر من مليون عبروا إلى البلدان المجاورة.