مشروع عابر
وحصد البنك المركزي السعودي هذه الجائزة نظير مشروع “عابر” للعملة الرقمية في مبادرة استباقية تم إطلاقها بالتعاون مع مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، ويهدف المشروع إلى بحث جدوى إصدار عملة رقمية مشتركة بين المملكة والإمارات من خلال تقنيات سلاسل الكتل والسجلات الموزعة؛ حيث يتم استخدامها ضمن نطاق المشروع كأداة للتسويات المالية محليًا وعبر الحدود بين البلدين.
وحول ذلك بيّن البنك المركزي السعودي أن مشروع “عابر” قد نجح في تحقيق أهدافه الرئيسة، التي من أهمها: فهم تقنية دفاتر الحسابات الموزعة، وتجربتها، وتحليل مدى نضجها، واستكشاف حلول للدفع عبر الحدود باستخدام تقنية دفاتر الحسابات الموزعة.
كما أنّ المشروع قد سلط الضوء على أهم الدروس المستقاة التي ستضيف للبنوك المركزية المهتمة في هذا المجال، حيث حدّد المشروع عدة مجالات، يمكن التوسع فيها مستقبلًا، والنظر فيها خصوصًا أنّ هذا المشروع قد أحدث تأثيرًا جوهريًا عبر تكوين كمّ معرفي يتعلق بدراسة الأساليب التي يمكن اتباعها لتطبيق تقنية دفاتر الحسابات الموزّعة الناشئة حديثًا في مجال المدفوعات المحلية وعبر الحدود.
من جهتها أشادت لجنة التحكيم للجائزة بالعمق الذي يتسم به مشروع “عابر” ومستوى التعاون بين البنك المركزي السعودي ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي في هذا المشروع، وأنه يفوق كونه مجرد جهد منصب في المجال التقني، بل إنه يعد مشروعًا ابتكاريًا للقطاع المالي العالمي وللبنوك المركزية حول العالم.
تجدر الإشارة إلى أن لجنة البنوك المركزية إحدى الجهات التي تسلط الضوء على أخبار وأعمال البنوك المركزية لأكثر من 140 دولة، وتضم في عضويتها مختصين من مستشاري ومحافظي البنوك المركزية السابقين، إضافة إلى اقتصاديين حائزين على جائزة نوبل؛ وذلك لإبراز وتقييم المبادرات والأعمال المتميزة للبنوك المركزية التي تركز على تطبيق أفضل الممارسات الدولية، كما تم منح جائزة التأثير العالمية من قبل لعدد من البنوك المركزية والمنظمات الإشرافية الرائدة على مستوى العالم كبنك ليتوانيا (2020)، وسلطة النقد في هونج كونج (2019)، وسلطة النقد السنغافورية (2018) .