وكما هي العادة تكتمت المليشيا عن حجم الأضرار، إذ تخصص إيران بعيدا عن الجهات السورية في المنطقة مستشفيات خاصة ومواقع سرية لعلاج الإصابات، بسبب تراجع الثقة بين المليشيا والجيش السوري.
هذه ليست المرة الأولى في هذا العام التي تستهدف فيها طائرات مجهولة مقرات إيرانية في البوكمال، وتعتبر الضربة الأكبر ضدها منذ بداية 2021 حيث كان هدف الطيران قاعدة الإمام علي، الأمر الذي دفع طهران إلى إلغاء هذه القاعدة تحسبا لضربات أخرى، ومع ذلك لم تتوقف الطائرات عن استهداف المقار الإيرانية.
الواقع أن البوكمال تعتبر الحبل السري للمليشيات الإيرانية بين سورية والعراق، وهي صلة الربط التجاري والأمني والعسكرية بين الحشد الشعبي في العراق والمليشيات الأخرى، وهي عادة ما تكون الملاذ الآمن للكثير من القيادات الإيرانية والعراقية التي يبحث عنها التحالف الدولي، زد على ذلك أهمية هذه المنطقة لجهة تهريب السلاح من العراق إلى سورية باتجاه لبنان، إذ كشفت مصادر إعلامية في الشهرين الماضيين شحنات سلاح ضخمة محملة بعربات تمويه تحمل الخضار من العراق إلى سورية،، ما جعل البوكمال مستهدفة من الطيران الأمريكي أو الإسرائيلي كي لا تتحول إلى قاعدة سلاح خطيرة ضد الوجود الأمريكي في دير الزور، أو إلى متنفس للسلاح الإيراني باتجاه الأراضي السورية.
ومن هنا، فإن التمسك الإيراني بهذه المنطقة سيستمر إلى أمد طويل، في المقابل لن تتوقف الضربات الأمريكية ضد مليشيات إيران.