«التصلب المتعدد».. المرض الصامت

أوضح متخصصان في مرض التصلب المتعدد، الذي يطلق عليه «التصلب اللويحي»، لـ«»، أن المرض يظهر على نوعين؛ الأول تظهر عليهم الإعاقة، وهؤلاء نسبتهم 30% من بين المصابين، والنوع الآخر لا تظهر عليهم الإصابة وهؤلاء نسبتهم 70%، ومن أعراض إصابتهم تقلب المزاج، وضعف الرؤية، ومشكلات جسدية وفي المسالك البولية، والتوازن، وهي جميعها إعاقات غير ظاهرية.

وبينَا أن المرض يُصيب فئة الشباب من سن الـ14 حتى سن الـ45، لافتين إلى أن عدد مصابي التصلب اللويحي على مستوى العالم يبلغ حاليا 2.8 مليون مصاب، وهو في تزايد ملحوظ. وأشارا إلى أن إحصاءات الإصابة في السعودية بهذا المرض بلغت 100 مصاب لكل 100 ألف نسمة، بعدد 34 ألف مصاب سعودي على مستوى المملكة، و13 ألف مصاب من المقيمين.

كشفت رئيس مجلس إدارة جمعية أرفى للتصلب المتعدد بالمنطقة الشرقية الدكتورة فاطمة الزهراني لـ«»،

أن عدد مصابي التصلب اللويحي على مستوى العالم يبلغ حالي 2 مليون و800 ألف مصاب، وهو في تزايد ملحوظ، وبينت أن إحصاءات الإصابة في السعودية بهذا المرض بلغت 100 مصاب لكل 100 ألف نسمة بعدد 34 ألف مصاب سعودي على مستوى المملكة و١٣ ألف مصاب غير سعودي من المقيمين.

وذكرت الزهراني، أن الخدمات التي تقدم لهؤلاء المصابين في المستشفيات، والجمعيات المتخصصة هي خدمات متنوعة منها التوعوية، كذلك خدمات صحية، وخدمات طبية وخدمات استشارية وخدمات مساندة، وفيما يخص الخدمات التوعوية تتمثل في توعية المريض أولاً، والأهل ثانياً والمجتمع بشكلٍ كليا ثالثاً، أما الخدمات الطبية فيتم تسهيل فتح ملفات للمرضى في المستشفيات، وكذلك حل إشكاليات المرضى مع المستشفيات فيما يخص توفير الأدوية التي تقدم من المستشفيات الحكومية.

وأضافت: «كل المرضى يقدم لهم خدمات استشارية سواء طبية أو قانونية، كما يتم تقديم استشارات أسرية وبرامج وورش عمل العلاج الطبيعي والتغذية العلاجية والعلاج بالفن، ويوجد توسع على المستوى المملكة فيما يخص افتتاح جمعيات متخصصة لتقديم كافة الخدمات لهولاء المرضى، وهنالك تعاون مستمر ومثمر لهذه الجمعيات خصوصا الجمعيات الرعوية، وذلك بحل إشكالية الإيجار والفواتير للكهرباء والمياه لبعض الأسر المصابة».

وبينت الزهراني وجود تحديات كبيرة تواجه مرضى التصلب المتعدد، ولعل أهمها بأن الوعي لدى البعض ما زال قاصرا بخصوص الاهتمام بهولاء المرضى؛ فالمصابون بهذا المرض على مستوى العالم يصنفون من ذوي الإعاقة وهم بحاجة لخدمات كبيرة جدا، فالطلاب المصابون بحاجة لدعم إرشادي وأكاديمي، والموظفون المصابون بحاجة لساعات عمل محددة لأن من أعداء هذا المرض الجهد المتواصل وارتفاع درجات الحرارة والتوتر والضغط النفسي.

وأشارت الزهراني إلى أهمية وجود حملات توعوية من وزارة الصحة وغيرها لكيفية التعامل مع هذا المرض وكيفية الاهتمام بالمريض وتوفير الرعاية المستمرة له، وكذلك تحديث المعلومات في هذا الخصوص، إضافة لتحفيز المستشفيات والمراكز الصحية لتفعيل اليوم العالمي للتصلب المتعدد وتوعية الممارسين الصحيين سواء في قسم الطوارئ أو العيادات الأخرى غير عيادة الأعصاب.

وأضافت الزهراني قائلة: إن التحديات التي تواجه مريض التصلب هي عدم توفير الأدوية في المستشفيات الطرفية وفي بعض الأحيان عدم توفرها في المستشفيات الكبرى، موضحة أن تكاليف دواء المريض شهريا قد تصل إلى 10.000 ريال، وهذا يرهق المريض خصوصا أن مرضه مزمن ولا يوجد له علاج جذري إلا الأدوية المسكنة.

الزهراني دقت ناقوس الخطر مطالبة إيجاد مراكز متخصصة خاصة وأن مرضى التصلب المتعدد يحتاجون إلى التأهيل من العلاج الطبيعي والتغذية والعلاج النفسي، فالمختصون يرون أن 20% فقط هي علاج بالأدوية.

وفي نفس السياق، ذكرت الاستشارية والأستاذ المساعد لطب الأعصاب ورئيسة وحدة التصلب المتعدد في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتورة فوزية الشمراني لـ«»، أن الصحة العالمية حددت يوم 30 من مايو يوما للتصلب المتعدد تجتمع فيه الجهات المختصة وتتشارك القصص وتنشر التوعية لمناصرة مرض التصلب المتعدد بهدف دعمهم، وتقام في يونيو الأنشطة الخاصة بهذا المرض وتوفر الحملات التوعوية لتحقيق أهداف اليوم العالمي للتصلب المتعدد الذي اتخذ له اللون البرتقالي الدال على الحيوية والنشاط بهدف إخراج مرضى التصلب من الإرهاق والكسل الذي يصيبهم ويعانون منه على الدوام.

وأشارت الشمراني، إلى أن الإحصاءات في المملكة لمرضى التصلب المتعدد أظهرت زيادة في الحالات وصفه المختصون بأنه المرض الثاني بعد الحوادث المرورية في التسبب للإنسان بالإعاقة، موضحة بأن نسبة الحالات الجديدة؛ وفقا لآخر الإحصاءات هي 61 حالة لكل 1000 نسمة.

ملمحه إلى أن مرضى التصلب المتعدد لا يحتاج فقط إلى متابعة المختصين في الأعصاب بل يحتاج لطبيب أعصاب وعيون ومسالك بولية وعلاج سلوكي وعلاج طبيعي وعلاج وظيفي.

تعريفه

هو مرض عصبي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤثر على الدماغ والحبل الشوكي، الشمراني أَضافت، أن المرض يتسبب في تلف الغشاء المحيط بالخلايا العصبية والذي يدعى المايلين؛ ما يؤدي إلى تصلب في الخلايا وبالتالي إلى بطء أو توقف سير السيالات العصبية المتنقلة بين الدماغ و أعضاء الجسم.

أعراضه

قالت: تظهر بشكل مفاجئ للمريض ومن حوله وتختلف الأعراض في حدتها حسب درجة الإصابة ومكانها؟ وأعراض التصلب اللويحي غالبا تتمحور في التالي: الشعور بوخز أو تنميل في الأطراف، خلل في التوازن، ضعف أو تشنج في العضلات، تشوش بالنظر أو الرؤية أو ازدواجية أو عدم تمييز الألوان، ضعف وإجهاد سريع، صعوبة في الكلام، تأثر الذاكرة والقدرة على اتخاذ القرار، كما توجد مضاعفات للتصلب اللويحي؛ مثل تصلب وتشنج العضلات، شلل في عضلات القدمين، مشكلات في المثانة والأمعاء، النسيان وفقدان القدرة على التركيز، اكتئاب وصرع.

منوهة، إلى أنه تظهر أحياناً أعراض التصلب أو هجمات المرض بعد التعرض للحرارة، على سبيل المثال: (حرارة الشمس، أو عند الاستحمام بالماء الساخن، أو التعرض للهواء الساخن)؛ لذا ينصح المريض دائماً بتجنب الحرارة قدر الإمكان، وتناول أغذية متوازنة صحية تساعد في الحفاظ على وزن صحي وتقوّي المناعة وتحافظ على عظام صحية، وتجنب الضغوطات.

تشخيصه

أوضحت أن التشخيص يكون عن طريق الأعراض، وربطها بوقت حدوثها و كيفيتها، تقييم حالة المريض، ومراجعة تاريخه المرضي، مع فحوصات سريرية، وبعض التحاليل مثل تحليل الدم، وسحب عينة من السائل الشوكي وتحليلها؛ للكشف عن أي تغيرات غير طبيعية، أشعة الرنين المغناطيسي للدماغ، اختبار قياس السيالات العصبية.

علاجه قالت:

إن العلاج الموجود حتى الان هو علاج علاج لوقف تطور المرض فقط.