التقارب المصري التركي.. خطوتان للوراء

أثار الإفراج التركي عن إعلاميي جماعة «الإخوان» الإرهابية حالة من الجدل خصوصاً في الأوساط المصرية، ما دفع مراقبين إلى وصف ما حدث بأنه «تخبط وارتباك»، فيما رأى آخرون أن أنقرة لم تحسم بعد موقفها بشأن العلاقات مع القاهرة، إلا أن المراقبين أجمعوا على أن الفشل سيكون مصير الجماعة وأذرعها الإعلامية المحرضة ضد مصر.

وكانت أنقرة احتجزت إعلاميين من أبواق التنظيم الإرهابي بعد أن وضعتهم قيد التحقيق نظراً لتورطهم في دعوات إلى الفوضى ونشر الفتنة وبث الشائعات والتحريض على السلطات المصرية.

وفي خطوة غير مفهومة، بحسب مراقبين، أفرجت أنقرة عن الإخواني حسام الغمري بعد توقيفه (الجمعة) لتورطه في الدعوة للمظاهرات في مصر يوم 11 نوفمبر الجاري.

وأكد المراقبون أن دعوات الجماعة الإرهابية إلى التظاهر مصيرها الفشل، ليس فقط ليقظة رجال الأمن، ولكن لوجود رفض شعبي واسع لعودة الجماعة إلى المشهد المصري، مؤكدين أن ذيول الجماعة «الهاربة» لم يعد أمامها من خيارات سوى بث سمومها.

وثمة من فسر الخطوة التركية بأنها تراجع عن مواقف سابقة ومعلنة تمثلت في ترحيل عدد من أبواق التنظيم الإرهابي على خلفية ما جرى أخيراً بين القاهرة وأنقرة من خطوات للتنسيق ومحاولة إعادة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها، إلا أن اللافت أن هذه الخطوات توقفت منذ عام عند حدود اللقاءات بين مسؤولين دبلوماسيين.

وفي هذا السياق، أكد المنسق العام للجبهة الوسطية لمكافحة التطرف والتشدد الديني، والخبير فى شؤون الجماعات المتطرفة الدكتور صبره القاسمي، أن مخطط الإخوان بالنزول يوم 11 نوفمبر ليس وليد اليوم، ولكنه مدبر منذ يناير الماضي، عبر جماعة وصفت بـ«الخلية المسلحة»، وهى خلية إخوانية موجودة فى تركيا هدفها استعادة روح الثورات، والترويج للعنف، ونشر الشائعات لتحقيق أجندة معادية للأنظمة الحاكمة خصوصاً في مصر وتونس.

وأفاد القاسمي لـ «»، أن تلك المخططات تقف خلفها أجهزة استخبارات تعادي الدولة المصرية والأنظمة العربية بوجه عام، مؤكداً أن «الإخوان» يسعون إلى العودة للمشهد السياسي وتحويل حالة الاستقرار التي تعيشها البلاد إلى الفوضى مجدداً، لافتاً إلى أنه بعد مرور نحو عقد على الإطاحة بالجماعة من حكم مصر، فإنها لاتزال ترى الشعوب العربية عدوها اللدود.

وقال: من يعتقد أن سيناريو 25 يناير 2011 سيتكرر يوم 11 نوفمبر 2022 «واهم»، مؤكداً أن الشعب المصرى فهم جيداً مخططات الإخوان، ومن ثم فإن مصيرها الفشل مثل المخططات السابقة، وشدد على أن عودتهم إلى الساحة المصرية باتت من المستحيلات بعد أن لفظهم الشارع العربي نهائياً.

وحول قيام السلطات التركية بالأفراج عن عدد من القيادات الإخوانية، قال القاسمي: إن هذا الأمر يؤكد عدم الجدية والرغبة فى عودة العلاقات مع القاهرة خصوصاً ما يتعلق باستمرار القنوات الإخوانية ومنصاتها الإعلامية فى نشر الأكاذيب والدعوات إلى التظاهر، وهو ما لا ينسجم مع مواقف سابقة.