“الثقافي الساحوري” ينظم محاضرة عن دور الوكالة اليهوديّة في تهجير اليهود إلى فلسطين

 استضاف الديوان الثقافي الساحوري في دار دكرت في بيت ساحور الدكتور عبد الله أبوعيد خبير القانون الدولي والعلاقات الدولية الذي قدم محاضرة هامّة عن دور الوكالة اليهوديّة في تهجير اليهود إلى فلسطين ، حيث أدارت الندوة حنان بنّورة التي رحبت بالحضور وقدمت لمحة موجزة عن سيرة الدكتور ابو عيد .

تطرق المحاضر د. ابو عيد الى انشاء الوكالة اليهودية في اوائل القرن العشرين كاحدى فروع المنظمة الصهيونية العالمية ودورها في مجال جمع المهاجرين اليهود ونقلهم الى فلسطين وجمع المساعدات اللازمة من اثرياء اليهود في الدول الاوروبية والولايات المتحدة للاتفاق على عمليات الهجرة المنظمة وعلى شراء الارض في فلسطين وجلب الآف العمال الزراعيين خاصة من دول شرق اوروبا لزراعة الارض وانشاء الكيبوتسات.

كما عرج المحاضر الى المراحل التي مرت بها الوكالة اليهودية خاصة بعد فرض نظام الانتداب على فلسطين حيث نصت من صك الانتداب على ما دعته الوكالة اليهودية في فلسطين وعلى صلاحياتها وبذلك اعتبرت الوكالة جزءا قانونيا من نظام الانتداب بهدف شرعنة اعمالها وتسهيل مهماتها للتسريع في عمليات الهجرة والسيطرة على اكبر قدر من الاراضي الصالحة للزراعة خاصة وان صك الانتداب نفسه حث سلطات الانتداب على منح الوكالات بعض الاراضي البور واراضي الدولة لزراعتها وتطويرها.

وبذلك اعتبرت الوكالة خلال فترة الانتداب وكأنها دولة داخل الدولة نظرا لصلاحياتها وامكانياتها المالية وقد نص نظامها الداخلي على علاقاتها مع فروع الوكالة في الخارج في عملية تنسيق وتكامل بينها وبين فروع المنظمة اليهودية العالمية .

وذكر المحاضر بان الهجرات في زمن الانتداب ركزت على عجرات يهود اوروبا وخاصة دول اوروبا الشرقية حيث تم تهجير الآل العمال الزراعيين من دول اوروبا الشرقية لكونهم اكثر قابلية للهجرة بسبب البطالة والفقر في تلك الدول كما كان بين هؤلاء المهاجرين عدد من ذوي الكفاءات والخبرات العسكرية والتقنية التي كانت الحركة الصهيونية بحاجة ماسة لها.

اما بعد انشاء الدولة فقد تم التركيز على تهجير الآف اليهود م الدول العربية خاصة تلك الدول ذات الاعداد الكبيرة من اليهود والتي تحكمها حكومات موالية لامريكا والغرب واهما العراق والجزائر والمغرب واليمن .
في العراق شاركت الوكالة بعملية واسعة بالتعاون مه اجهزة امنية ومساعدات امريكية في تخويف المواطنين اليهود لحملهم على الهجرة الى الدولة.

وبذلك تم تهجير اكثر من 150 الف يهودي عراقي في رحلات جوية مباشرة من بغداد وتل ابيب كما نشرت الصحف الاسرائيلية وكما نشر في كتيب اصدره صحافيين امريكيين من اصل يهودي في تسعينات القرن الماضي حضر الندوة عددٌ من المهتمّين والمثقّفين الّذين شاركوا بمداخلاتهم وأسئلتهم التي أغنت الندوة .