المعرض المفتوح
تُعد جداريات الجرافيتي في حي الهميلة معرضًا مفتوحًا لهذا النوع من الفن، وفي لقاءات مع الرسامين المنفذين لها التقت الوطن برسام الجرافيتي خالد حسن خبراني الذي ذكر أن فكرة الرسم على حيطان الحارة في الحي بدأت قبل أكثر من تسعة أعوام عندما أراد هو وصديقه الرسام وليد أحمد حكمي أن يخصصوا مكانًا في الحي للجلوس والإفطار خلال شهر رمضان المبارك، فاختاروا مكانًا بارزًا فيه، ثم خصصا جدارية مساحتها أربعة أمتار في مترين ورسما عليها فانوس رمضان، والشخصية الكرتونية الشهيرة بوباي (Popeye)، وكتبًا عبارة «رمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير»، وأضافا الأعلى «ابتسم فأنت في حي الهميلة» مصحوبة برسم «إيموجي» مبتسم. وبعد أن وجدا استحسانًا للمبادرة من قبل سكان الحي وزائريه توسعوا في العام الذي يليه لتشمل الرسوم حوائط أخرى بعد أخذ الاذن من الساكنين في هذه المساكن من العمالة الوافدة، مستخدمين الرسوم وعبارات كتبوها بخط الرقعة، والنسخ، والديواني تمثل عبارات ترحيبية، وتوعوية، وساخرة، إضافة إلى عبارات لها علاقة بشهر رمضان المبارك، ودعاء للوالدين، وفي هذا العام تم التوسع في الجداريات، وفي الفعاليات المصاحبة بعد الموافقة على إدراج مبادرة حي الهميلة ضمن مبادرة أجاويد2 بخميس مشيط لتكون تحت مظلة رسمة.
أصول الفن
عن بداياتهما مع الرسم ذكر الخبراني والحكمي بأن موهبتهما بدأت معهما منذ المرحلة الابتدائية التي كان لمعلم التربية الفنية سعيد زهيان دور بارز في تطوير موهبتهما وتنميتها، واستمر الاهتمام والتشجيع في المرحلة المتوسطة عن طريق معلم التربية الفنية الأستاذ علي القحطاني. وأضاف الحكمي أن سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية أسهم في تعلم أصول هذا الفن من خلال الممارسة الفعلية مع مجموعة من رسامي الجرافيتي هناك؛ الأمر الذي أكسبه المهارة والخبرة اللازمة من خلال الاحتكاك برسامين لهم باع طويل في ممارسة الجرافيتي.
أسوار المدارس
وعن العوائق ذكرًا أن هناك عوائق كثير؛ منها النقد اللاذع من قبل الجمهور، وتعرض بعض اللوحات للتلف إما بسبب عوامل التعرية والأمطار أو بسبب تخريب متعمد من بعض الأفراد، مطالبين بأن تخصص لهم حيطان لممارسة هذا النوع من الفن الذي يعد متنفسًا لهم ويبرز هواياتهم.
الجرافيتي في السعودية: استخدم الجرافيتي في السعودية على حيطان الحارات، والأزقة القديمة التي يصعب الوصول إليها، وحيطان المقاهي الداخلية والخارجية، إضافة إلى بعض الحيطان الخارجية للمؤسسات الخاصة، وأسوار المدارس الخارجية؛ بهدف إيصال رسائل توعوية للمجتمع، أو للتنفيس عن انفعالاتهم وإظهار مواهبهم من خلال رسوم معبرة، بعض منها مصحوبًا بعبارات خطية مكتوبة بالخط القاعدي أو الحُر، وللدور الكبير لهذا الفن فقد أقامت له هيئة الفنون البصرية مهرجان سنوي تحت مسمى «شفت22» شارك في نسخته الأولى (30) رسام ورسامة محليًا وعالميًا.
توصيات
الاهتمام بفن الجرافيتي، والتعريف به وبرساميه والعمل على تشجيعهم وتحفيزهم.
تخصيص أماكن لممارسة هذا النوع من الفن للقضاء على الممارسات العشوائية وغير المسؤولة.
إقامة الدورات والورش والمسابقات لفن الجرافيتي.
تعاون البلديات، والجهات الأمنية والمجتمعية، والثقافية، والمعنية بالفنون بالاهتمام بالجرافيتي الذي أصبح فنًا يمارس في كل بقاع العالم.