الجيش الإسرائيلي يدعم “عصابات” تنهب المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة.. وهذه هي الدلائل الـ 6 التي فضحته

تُظهر 6 دلائل دامغة أن الجيش الإسرائيلي يدعم، بشكل غير مباشر لكن متعمد، عصابات مسلحة تنهب شاحنات المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل قطاع غزة، حسب إفادات نقلتها صحيفة عبرية يسارية الاثنين.
وبالأساس، تمنع إسرائيل إدخال معظم المساعدات، ضمن ضغوطها على الفلسطينيين، لاسيما في محافظة شمال غزة، لتهجيرها جنوبا تحت وطأة الجوع والقصف الدموي.
ونقلا عن مصادر في منظمات إغاثية دولية عاملة بغزة لم تسمها، قالت صحيفة “هآرتس” إن الجيش الإسرائيلي يسمح لمسلحين بنهب شاحنات المساعدات بغزة وابتزاز أموال حماية من سائقيها.
وأضافت المصادر أن “المسلحين (…) منعوا قسما كبيرا من شحنات المساعدات التي تدخل غزة عبر معبر كرم أبو سالم”.

وأكدت أن “عمليات النهب ممنهجة ويغض الجيش الطرف عنها، وبما أن منظمات إغاثية ترفض دفع أموال حماية، فغالبا ما تنتهي المساعدات في مستودعات تابعة للجيش”.
وقالت الصحيفة إن “المساعدات تحتوي على مواد غذائية ومعدات يحتاجها سكان غزة بشدة”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ونقلت الصحيفة عن المصادر إنه “في حالات عدة، حاولت آخر بقايا قوات الشرطة المحلية اتخاذ إجراءات ضد اللصوص، لكن الجيش الإسرائيلي هاجم تلك القوات، إذ يعتبرها جزءًا من حركة حماس”.
وتابعت: “تقول جماعات الإغاثة إنه لا يوجد حل يسمح بوصول المساعدات إلى السكان من دون وجود قوة شرطة متمركزة في غزة، سواء فلسطينية أو دولية”.
واستدركت: “لكن الحكومة الإسرائيلية تريد أن يتولى الجيش مسؤولية توزيع المساعدات، بينما يعارض الجيش هذه الفكرة أيضا”.
وكثيرا ما قتل الجيش الإسرائيلي نشطاء فلسطينيين بينما كانوا يتولون عملية توزيع المساعدات الشحيحة للغاية، التي تدخل قطاع غزة، حيث تحاصر تل أبيب نحو 2.3 مليون فلسطيني للعام الـ18.
وملمحةً إلى كون الأمر متعمدا من تل أبيب، أفادت الصحيفة (يسارية) بأن “مشكلة العصابات المسلحة تفاقمت منذ أن سيطر الجيش الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر في مايو/أيار (الماضي)، وأغلقت مصر المعبر ردا على ذلك”.
وأردفت: “حتى ذلك الحين، كان معبر رفح هو الممر الرئيسي لإدخال البضائع إلى غزة. ومنذ إغلاقه، دخلت معظم المساعدات (الشحيحة) عبر معبر كرم أبو سالم، ولكن العصابات تسيطر على المنطقة من جانب غزة”.
واستطردت: “في الأسابيع الأخيرة، تزايدت السرقات إلى حد جعل الخرائط التي وزعتها الأمم المتحدة تصنف هذا المقطع من الطريق باعتباره “عالي الخطورة”.
ووفق الصحيفة، “تمر الشاحنات الداخلة من معبر كرم أبو سالم عبر المنطقة الواقعة على طول الحدود المصرية، والتي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، ثم تتجه شمالا نحو رفح، حيث تهاجمها العصابات”.
الصحيفة نقلت عن مصادر مطلعة على عملية توزيع المساعدات لم تسمها إن “العصابات توقف الشاحنات عبر حواجز مرتجلة أو بإطلاق النار على الإطارات، ثم تطلب “رسوم عبور” 15 ألف شيكل (4000 دولار). وأي سائق يرفض ذلك يخاطر بالتعرض للاختطاف أو سرقة محتويات شاحنته”.
وفي دليل آخر على مساعدة إسرائيل غير المباشرة لهذه العصابات، قالت مصادر تعمل في غزة إن “الهجمات المسلحة تتم على بعد مئات الأمتار فقط من القوات الإسرائيلية”.
وأضافت الصحيفة: “تقول منظمات إغاثية إن سائقي شاحنات تعرضوا لهجمات طلبوا المساعدة من الجيش لكنه الجيش رفض التدخل. كما منع سائقين آخرين من سلوك طرق بديلة ربما تكون آمنة نسبيا”.
ونقلت عن مسؤول كبير من إحدى المنظمات العاملة بغزة لم تسمه: “رأيت دبابة إسرائيلية ومسلحا ببندقية كلاشينكوف على بعد مائة متر فقط منها.. ضرب المسلحون السائقين وأخذوا كل الطعام”.
وحسب الصحيفة “أفادت مصادر بأن ضباطا ينسقون أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والوحدة العسكرية المسؤولة عن المساعدات المقدمة إلى غزة أوصوا السائقين بدفع رسوم الحماية للعصابات عبر شركة وسيطة”.
وعن عدم تحرك الجيش لمنع نهب المساعدات، قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون للصحيفة إن “الجيش يفضل عدم المخاطرة بمهاجمة أي شخص في محيط الشاحنات”.
ويتناقض هذا ما فعله الجيش في السابق، إذ كثيرا ما قصف عمليات توزيع مساعدات ينفذها ناشطون متطوعون، ما أودى بحياة مئات الفلسطينيين.
وأفادت الصحيفة بأنه “على بعد كيلومتر واحد من معبر كرم أبو سالم، وقبل الأحياء الشرقية من رفح بقليل، توجد منطقة يطلق عليها الجيش اسم “منطقة النهب”.
وتابعت: “وهذه هي المنطقة التي تجري فيها أغلب عمليات نهب شاحنات المساعدات، وهي تخضع بالكامل لسيطرة للجيش، ويتمركز جنوده على بعد مئات الأمتار فقط، وأحيانا أقل، من الحواجز التي تقيمها العصابات على الطريق”.
كما “تراقب القوات الجوية الإسرائيلية المنطقة باستخدام طائرات بدون طيار، في حين يراقب الجيش ما يحدث من على الأرض. ويقول الجنود العاملون في غزة إنهم على دراية تامة بعمليات النهب، التي يقولون إنها أصبحت روتينية”، وفق الصحيفة.
وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، وأجبرت حرب الإبادة الجماعية نحو مليونين من مواطنيه، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.