الحرائق.. تهدد الغابات وتلتهم المباني التاريخية

حولت موجة الحر، التي طال أمدها الغابات، إلى لهب مستعر، وهددت النيران المناطق المأهولة ومنشآت الكهرباء والمواقع التاريخية، ومنها حرائق الغابات التي اندلعت خارج نطاق السيطرة في اليونان وتركيا اليوم، والتي تسببت في فرار الآلاف، بما في ذلك حريق كبير بشمال العاصمة اليونانية (أثينا).

من جهة أخرى، أذابت أكبر حرائق غابات حالية في ولاية كاليفورنيا أعمدة الإنارة، في مجتمع سلسلة «سييرا نيفادا» الذي يبلغ عدد سكانه نحو 1000 شخص، وحول جزءا كبيرا من وسط بلدة «جرينفيل» الجبلية، التي تضم مباني خشبية يبلغ عمرها أكثر من قرن، إلى رماد بعد ساعات من إصدار أوامر للسكان بإخلاء المنطقة.

عمليات الإنقاذ

قال رئيس الحماية المدنية، نيكوس هاردالياس، إن رجال الإطفاء في جميع أنحاء اليونان يكافحون 56 حريقًا نشطًا.

قد صدرت أوامر إخلاء متعددة للمناطق المأهولة بالسكان في البر الرئيسي للبلاد وجزيرة إيفيا القريبة، بينما أدى الحريق بالقرب من أثينا إلى حرق الغابات والمنازل، وفي طريقها نحو بحيرة ماراثون، وخزان المياه الرئيسي في العاصمة.

وفي إيفيا، شن خفر السواحل عملية كبيرة لإجلاء مئات الأشخاص عن طريق البحر باستخدام سفن الدورية وقوارب الصيد والسياحة والسفن الخاصة في إنقاذ السكان والمصطافين طيلة الليل وحتى اليوم. وتم إفراغ العشرات من القرى والأحياء الأخرى في منطقة «بيلوبونيز» الجنوبية وشمال العاصمة اليونانية مباشرة مع اندلاع الحرائق عبر غابات الصنوبر.

ولم يقم المسؤولون في «جرينفيل» بعد بتقييم عدد المباني المدمرة، لكن قائد شرطة مقاطعة «بلوماس»، تود جونز، قدر أن «أكثر من 100 منزل قد احترق في المدينة وبالقرب منها».

وقال مسؤولو الإطفاء إن الحريق ضرب «جرينفيل» من زاويتين، وكان رجال الإطفاء موجودين بالفعل في المدينة يحاولون إنقاذها، لكنهم اضطروا أولا إلى المخاطرة بحياتهم، لإنقاذ الأشخاص الذين رفضوا الإخلاء عن طريق حمل الناس في سيارات، لإخراجهم.

ثالث أكبر حريق

من جهة أخرى، قال المسؤولون إن نحو 100 منزل ومباني أخرى احترقت بالقرب من «كولفاكس»، وهي بلدة يبلغ عدد سكانها نحو 2000 نسمة. وأوضح مسؤولو الإطفاء في الولاية أنه لم يكن هناك احتواء، وصدر أمر بإجلاء نحو 6000 شخص في مقاطعتي «بلاسر» و«نيفادا».

كان حريق «ديكسي»، البالغ من العمر ثلاثة أسابيع، واحدًا من 100 حريق كبير نشط مشتعل في 14 ولاية، معظمها في الغرب، حيث تسبب الجفاف التاريخي في جعل الأراضي جافة وجاهزة للاشتعال.

استهلك الحريق نحو 432813 فدانًا، وفقًا لتقدير صدر اليوم، تبلغ مساحتها 676 ميلًا مربعًا (1751 كيلو مترًا مربعًا)، مما أدى إلى نقل الحريق من سادس أكبر حريق هائل في الولاية إلى ثالث أكبر حريق بين عشية وضحاها.

ولا يزال سبب الحريق قيد التحقيق، لكن شركة «باسيفيك جاس آند إلكتريك» قالت إنه ربما يكون قد اندلع عندما سقطت شجرة على أحد خطوط الكهرباء بالمرفق. واندلع الحريق، الأربعاء والخميس، من خلال الأخشاب والعشب والأغصان الجافة.

ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى، لكن الحريق استمر في تهديد أكثر من 10 آلاف منزل.