وسيكون الاستيلاء عليها خطوة مهمة لروسيا لتعطيل خطوط الإمداد الأوكرانية. وإن استطاعت أوكرانيا تأمين فوهليدار فإن ذلك سيمنحها منصة انطلاق محتملة لهجمات مضادة مستقبلية جنوبًا.
3 ألوية
وتتمركز ثلاثة ألوية أوكرانية في فوهليدار وضواحي المدينة. بينما يتمركز 155 من قوات مشاة البحرية الروسية على بعد أربعة كيلومترات (ميلين) في ضواحيها. وبالنسبة لكلا الجانبين، فإن المدينة مهمة من الناحية التكتيكية. وقال ماكسيم، نائب قائد كتيبة مشاة البحرية الأوكرانية: «إنها إحدى النقاط اللوجستية الرئيسية في منطقة دونباس، وهي أيضًا واحدة من نقاط الارتفاع الرئيسية». «من خلال الاستيلاء على فوهليدار، يمكن للروس بسهولة احتلال منطقة دونيتسك بأكملها».
وقال جريسيل من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن الاستيلاء على فوهليدار سيمكن روسيا من المضي قدمًا وتهديد خطوط الإمداد الأوكرانية التي تغذي خط مارينكا الأمامي العنيف إلى الشمال. وبالنسبة لأوكرانيا ستكون فوهليدار منصة انطلاق للهجمات المضادة المستقبلية تجاه ماريوبول وبيرديانسك.
ومن موقعها في المدينة يمكن للقوات الأوكرانية أن ترى الخطوط الروسية وتمكنت حتى الآن من صد المحاولات الروسية لتطويق فوهليدار.
تضاريس مرتفعة
ويتم الآن خوض معركة من أجل التفوق الإستراتيجي في ساحة معركة مشبعة بالرمزية مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي.
ظهرت بلدة فوهليدار – التي تعني «هدية الفحم» – وتعد واحدة من مناطق التضاريس القليلة في المنطقة، والتي تتميز بالثقل الرمزي: فقربها من الحدود الإدارية لمقاطعة دونيتسك، والفوز بها سيلعب في هدف روسيا الأكبر المتمثل في السيطرة على المنطقة ككل.
لذا قال جوستاف جريسيل، زميل السياسة البارز في مكتب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في برلين: «يقع مركز ثقل الجهد العسكري الروسي في دونيتسك، وفوهليدار هو في الأساس الجناح الجنوبي لذلك».
ولقد كلف القتال الطاحن للفوز بالمنطقة قوة بشرية وأسلحة لروسيا، حيث يواصل الأوكرانيون صراعهم الدفاعي.
وترسل روسيا مجموعات استكشافية بحجم كتيبة لاستكشاف الخطوط الأوكرانية وإطلاق نيران المدفعية باتجاه مواقعها مع التركيز على التقدم شمالًا نحو الطريق السريع N15، وهو طريق إمداد رئيسي.
إفادة استخباراتية
وفي تصريحات هذا الأسبوع، قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو إن القوات الروسية تتقدم «بنجاح» في فوهليدار.
في غضون ذلك قالت إفادة استخبارية دفاعية بريطانية إن هدف روسيا هو الاستيلاء على مناطق غير مأهولة في دونيتسك التي تسيطر عليها أوكرانيا، لكن من غير المرجح حشد القوات اللازمة لتغيير نتيجة الحرب.
ويضاءل عدد سكان فوهليدار البالغ 14000 نسمة قبل الحرب إلى حوالي 300. ويعمل غالبية سكان البلدة في منجم الفحم والمصانع المجاورة قبل الحرب. وقال السكان إن القوات الروسية كثفت هجماتها ابتداء من 24 يناير. وتظهر طوابير من الدبابات الروسية والمدرعات التي تنقل جنود المشاة تهاجم باستمرار وتحاول كسر الدفاعات الأوكرانية. وبين ماكسيم أن «الوضع متوتر، لكن خاضع للسيطرة». تطورات أخرى:
على غرار الخطوط الأمامية الأخرى على طول الشرق يخسر الروس العشرات من جنود المشاة في محاولة لإرهاق الخطوط الدفاعية الأوكرانية وإضعافها.
وقال سيرهي، قائد وحدة استخبارات أوكرانية، إنه رأى جنودًا روس يُرسلون مباشرة عبر حقول ألغامها الأوكرانيون عقب استيلاء روسيا على قرية بافليفكا، جنوب فوهليدار، في نوفمبر.
فيما ذكر قادة أوكرانيون إن بعض وحداتهم تعاني من نقص حاد في الذخيرة.
وقد تم إجلاء جميع أطفال المدينة باستثناء طفل واحد. قالت إن والد طفل يبلغ من العمر 15 عامًا، آخر قاصر متبقٍ في البلدة، يرفض ترك ابنه أو مغادرة المنطقة.
من خلال الاستيلاء على فوهليدار:
روسيا:
يمكن للروس بسهولة احتلال منطقة دونيتسك بأكملها
سيمكنها من المضي قدمًا وتهديد خطوط الإمداد الأوكرانية التي تغذي خط مارينكا الأمامي العنيف إلى الشمال
أوكرانيا:
استيلاؤها على فوهليدار يمنحها منصة انطلاق للهجمات المضادة المستقبلية تجاه ماريوبول وبيرديانسك. ومن موقعها في المدينة يمكن للقوات الأوكرانية أن ترى الخطوط الروسية.