من جانبهم، تعهد الصينيون بإقامة علاقة قوية مع أفغانستان في حالة تقلدها السلطة، ولَعِب دور كبير في عملية الإعمار، وضخّ المليارات للاستثمار وتعزيز الاقتِصاد الأفغاني، بمعنى آخر أن الصينيين قالوا إن الأمريكيين تركوا أفغانستان خرابة ونحن سنعمرها. لقد دعمت الصين الغزو الأمريكي في أفغانستان عام 2001، بالتزامن مع مساندة الولايات المتحدة ملف انضمام بكين لمنظمة التجارة العالمية وحملة مكافحة الإرهاب، وطوال العقدين الماضيين، ظلَّت الصين تطلب تأكيدات من واشنطن بأن بقاء القوات الأمريكية على حدودها أمر مؤقت.
وتُظهِر هذه السياسة الصينية دعمها لتحوُّل طالبان إلى شريك قوي في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي، في مقابل تعهُّد طالبان بضمان أمن الحدود مع شينجيانغ، وهو أولوية بالنسبة للقادة الصينيين ولا شك أن أفغانستان تُعتَبر «سُرَّة آسيا» بسبب موقعها الاستراتيجي، إذ لها حُدود بريّة مع سِت دول (باكستان والصين وطاجيكستان وأوزبكستان وتركمنستان وإيران)، وتُشَكِّل قبيلة البشتون التي تنتمي إليها طالبان ما يَقرُب من 45% من مجموع سُكّانها.ومن هنا فإن بكين هي القوة المؤثرة في «افغانستان طالبان».. كونها ستعيد تموضع مبادرة «الحزام والطريق».. وتربط أفغانستان بايران وباكستان ودول آسيا الوسطى وروسيا بالمبادرة وتسيطر على ممرات المياه والطرق الرئيسية وتصبح قائدة للطاقة في المنطقة.