الحوار اللبناني.. تأجيل أم إعلان وفاة؟

لا يدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري مدخلاً إلا ويعرف كيفية الخروج منه. فكيف دخل في «نفق» دعوته الأخيرة للحوار دون أن يدرك أنه لن يخرج منه إلى «نقطة الالتقاء»؟

لا شك أن بري لا يجهل أبداً طبيعة التأزم السياسي القائم في لبنان والذي يستحيل معه الوصول إلى أرضية مشتركة في هذه الفترة الراهنة، والتي لن تؤدي إلى حل التعقيدات التي تغرق فيها البلاد ومنها انتخاب رئيس للجمهورية.

فهل تأجل الحوار أم أعلنت وفاته؟ وهل كانت محاولة من التيار العوني تحديداً في استهداف بري شخصياً؟ وهل يدعو رئيس البرلمان مجدداً للحوار، خصوصا أنه معروف عنه رفضه الاستسلام؟

عضو كتلة الرئيس بري البرلمانية النائب قاسم هاشم قال لـ«»: إن دعوة بري للحوار نابعة من إدراكه للواقع السياسي المتأزم، خصوصا أن موازين القوى في المجلس النيابي بعد التجارب لا يمكن أن تقصّر من أمد الشغور الرئاسي الذي يعتبر البداية في مسار الإنقاذ، لافتا إلى أن بري وجد أن لا حل إلا من خلال الحوار بين الكتل النيابية لأن هناك قناعة متجسدة لديه بأن الحوار يجب أن يكون منطقاً مستمراً في واقعنا السياسي بسبب التركيبة اللبنانية المتنوعة.

وحول سبب إسقاط الحوار من قبل الأقطاب المسيحيين، قال: لكلٍ حساباته وقراءاته وخلفياته من وراء رفضه للحوار، واضعاً ما حصل في إطار المزايدات ومحاولة الكسب الشعبوي في الساحة الداخلية، خصوصا أن هناك حسابات سياسية مصلحية وهذا ما يدفع بعض الأفرقاء إلى اتخاذ بعض المواقف والمقاربات التي يمكن أن نضعها في إطار تفتيش البعض عن المصالح الحزبية والطائفية والمناطقية على حساب المصلحة الجامعة التي يجب أن تكون الأساس لمقاربة الملفات الشائكة والمعقدة كما هو حاصل اليوم.

وأضاف أن هذا الحوار كان يعول عليه لبنان الدولة والشعب للخروج من أزمة الاستحقاق الرئاسي وليكون هناك أمل للانطلاق نحو الخطوات الإنقاذية بعد انتظام عمل المؤسسات، لكن للأسف حصل ما حصل.

وعن تغريدة وليد جنبلاط التي جاء فيها: «نرضى بالحوار عبر القارّات ومن خلال كرة القدم وقد نصل إلى الصين إذا وافقت أمريكا بعد مباركة فرنسا وموافقة السعودية ونرفضه في لبنان في انتظار الهيئة الناظمة»، قال هاشم: «جنبلاط كان واضحاً، فالبعض يرفض الحوار الداخلي ويرضى بما قد يفرض خارجياً، أو ينتظر تفاهماً خارجياً يتم إسقاطه علينا لتأمين بعض المصالح هنا أو هناك»، لافتا إلى أن رفض الحوار الداخلي يعني أن هناك أمراً ما ومقاربة ما لهذا الفريق أو ذاك، وهو ما دفعه للرفض.

وأكد أن بري لم يستسلم يوما، وهو دائما يبحث عن المصلحة الوطنية والمصلحة الجامعة، وهناك قناعة لديه أنه لا بد من استنباط الحلول أينما كانت، ونحن مسؤولون أولا وأخيراً عن كيفية الوصول الى حلول.

وأضاف: قد ينتظر بري ما تفرضه الظروف والمعطيات، خصوصا أنه لدينا بعض الوقت بعد جلسة اليوم (الخميس) التي ستكون الأخيرة لهذا العام، ومع بداية السنة الجديدة سيُبنى على الشيء مقتضاه، فقد تتبدل بعض المعطيات والمواقف عند البعض فيتنازلون عن عليائهم للوصول إلى شيء مشترك من خلال حوار على طاولة وطنية.