حذر المتحدث العسكري باسم جماعة “أنصار الله” اليمنية (الحوثيون)، يحيى سريع، الولايات المتحدة من مغبة التصعيد ضد بلاده، كما حذر الدول التي تسعى واشنطن “لتوريطها في حماية سفن العدو الصهيوني”، مؤكدا على أن “القوات المسلحة اليمنية” لن تتردد في اتخاذ كل ما يلزم في سبيل الدفاع والتصدي لأي عدوان ضمن واجباتها ومسؤولياتها الدينية والوطنية.
جاء ذلك في بيان له نشره على حسابه الرسمي في منصة “إكس” وسط تقارير عن انتشار بوارج بحرية تابعة للقوة متعددة الجنسيات التي شكلتها الولايات المتحدة للتصدي لهجمات الجماعة ضد السفن.
وسبق أن أكدت “أنصار الله” استهداف جميع السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى إسرائيل، وذلك تضامنا منها مع قطاع غزة الذي يتعرض منذ 85 يوما لحرب إسرائيلية مدمرة.
وقال سريع في بيانه: “تحذر القوات المسلحة اليمنية العدو الأمريكي من مغبة الإقدام على أي تصعيد ضد بلدنا وشعبنا وتحذر كذلك كافة الدول التي يسعى الأمريكي إلى الزج بها أو توريطها معه في حماية سفن العدو الصهيوني”.
وأكد أن “القوات المسلحة اليمنية لن تتردد في اتخاذ كل ما يلزم في سبيل الدفاع والتصدي لأي عدوان ضمن واجباتها ومسؤولياتها الدينية والوطنية”.
وجدد سريع التأكيد على أن “موقف اليمن تجاه القضية الفلسطينية وتجاه مظلومية الشعب الفلسطيني ثابت ومبدئي ولن يتغير أو يتبدل مهما كانت التطورات ومهما بلغت التحديات”.
ومضى بقوله: “القوات المسلحة اليمنية على أتم الاستعداد والجاهزية العسكرية لتنفيذ توجيهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في أي لحظة لمواجهة أي عدوان على بلدنا وشعبنا”.
وطالب المتحدث باسم “أنصار الله” ما سماه “العدو الأمريكي بأن يأخذ تحذيرات السيد القائد الواردة في خطابه الأخير بعين الاعتبار فهو رجل الفعل والقول ويعتمد على الله القوي العزيز ويسنده شعب مجاهد حر عزيز وهو ما يتجسد بشكل دائم ومستمر في التظاهرات الشعبية الحاشدة في كل الساحات والميادين وكان آخرها تظاهرات اليوم”.
وفي نهاية بيانه حث سريع “كافة شعوب أمتنا بالخروج نصرة لفلسطين ورفضاً للعدوان الأمريكي الإسرائيلي على غزة وعلى كافة الشعوب والبلدان التي تقف إلى جانب مظلومية الشعب الفلسطيني”.
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، قال وزير الدفاع الدنماركي، ترويلز لوند بولسن، إن بلاده سترسل فرقاطة للمشاركة في عملية البحر الأحمر التي تقودها الولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني 2024.
وتقول الولايات المتحدة إن “حارس الازدهار” هو تحالف دفاعي يضم أكثر من 20 دولة لضمان تدفق تجارة بمليارات الدولارات بحرية عبر نقطة شحن حيوية في مياه البحر الأحمر قبالة اليمن.
ويحاول الجيش الأمريكي طمأنة شركات الشحن بأن القوة المتعددة الجنسيات تعمل على جعل الإبحار عبر البحر الأحمر وقناة السويس آمنًا، على الرغم من أن هجمات “أنصار الله” المتمركزة في اليمن لا تظهر أي علامة على التوقف.
ونصف أسطول سفن الحاويات الذي يعبر البحر الأحمر وقناة السويس بانتظام يتجنب المسار الآن بسبب التهديد بالهجمات. وتلجأ العديد من الناقلات وسفن الحاويات إلى الطريق الأطول والأكثر تكلفة حول الطرف الجنوبي لأفريقيا (رأس الرجاء الصالح)، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط ومجموعة متنوعة من السلع الاستهلاكية.
وأمس الخميس، قالت وكالة أنباء غربية، إنه بعد أكثر من أسبوع من إعلان الولايات المتحدة عن إنشاء القوة المتعددة الجنسيات لمكافحة إطلاق الصواريخ والطائرات دون طيار من اليمن إلى البحر الأحمر، لم يتوافق معها ما يقرب من نصف الدول العشرين الشريكة، بل إن إسبانيا وإيطاليا حاولتا الابتعاد عن هذه القوة.
وبحسب الوكالة ذاتها، فإن الأسباب الرئيسية لذلك هي خوف القادة في أوروبا من أن يُنظر إليهم على أنهم يدعمون إسرائيل في ظل الحرب في غزة – وإثارة هجمات “أنصار الله” على سفن بلدانهم.
ووفقا للوكالة، فإن التردد الواضح لبعض حلفاء الولايات المتحدة في ربط أنفسهم بالجهود يعكس إلى حد ما التصدعات التي أحدثتها الحرب في غزة في النظام الدبلوماسي الغربي، فبينما يستمر الرئيس الأمريكي جو بايدن في دعم إسرائيل بقوة، تتزايد الانتقادات الدولية في الغرب بشأن نشاط الجيش الإسرائيلي في غزة، والذي قُتل فيه أكثر من 21 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة المحلية في غزة.
“الحكومات الأوروبية تخشى بشدة أن ينقلب بعض ناخبيها ضدها”، يوضح ديفيد هيرنانديز، المحاضر في العلاقات الدولية في جامعة كومبلوتنسي في مدريد، مشيراً إلى أن الرأي العام الأوروبي أصبح ينتقد إسرائيل بشكل متزايد ويخشى من جر أوروبا إلى الصراع في الشرق الأوسط.
وقال مصدر مطلع إن الولايات المتحدة تعتقد أن تصعيد هجمات “الحوثيين” يتطلب رداً دولياً منفصلاً عن الحرب المستمرة في غزة.
ومن بين الدول العشرين التي انضمت إلى القوة المتعددة الجنسيات التي أسستها الولايات المتحدة، لم تتم تسمية سوى 12 دولة حتى الآن، وأعلنت المؤسسة العسكرية الأمريكية في الأسبوع الماضي أنها ستسمح للدول الأخرى بأن تقرر بنفسها ما إذا كانت ستتحدث عن مساهماتها في القوة ومتى. وأعلنت بريطانيا واليونان وعدة دول أخرى رسميا مشاركتها في التحالف، لكن عدة دول أخرى ورد ذكرها في الإعلانات الأمريكية حول إنشاء القوة سارعت إلى التأكيد على عدم مشاركتها المباشرة فيها.
وقال وزير الدفاع الإيطالي، على سبيل المثال، إن بلاده سترسل سفينة إلى البحر الأحمر بناء على طلب من أصحاب السفن الإيطالية، وليس كجزء من العملية التي يقودها الأمريكيون، وقالت فرنسا إنها تدعم الجهود الرامية إلى ضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، لكنها أضافت أن سفنها ستبقى تحت القيادة الفرنسية. وأعلنت إسبانيا أنها لن تنضم إلى القوة المتعددة الجنسيات.