هددت جماعة «أنصار الله»(الحوثيون)، أمس الجمعة، بحرب مفتوحة وتوسيع نطاق المواجهة مع أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في حال قررت توسيع «عدوانها» على اليمن، على حد تعبير عضو المكتب السياسي للجماعة، على القحوم، وذلك غداة استهدافهم سفينة أمريكية هي الثالثة منذ بدء ضربات التحالف الثنائي ضد مناطقهم.
وقال القحوم، في تدوينة على منصة إكس، الجمعة: «إذا وسعت أمريكا وبريطانيا واسرائيل عدوانهم على اليمن ستتوسع العمليات اليمنية مقابل ذلك، وستكون مصالحهم معرضه للاستهداف المباشر واليد الطولى لليمن قادرة على ذلك، وهي حرب مفتوحة ومواجهتها قائمة بتأهب واستعدادات واستنفار عام».
وأضاف: «والقرار للأمريكان وعليهم أن يختاروا اماً وقف عدوانهم في غزة فلسطين واليمن أو تحمل الضربات المؤلمة وتوسع نطاق المواجهة وهم من ابتدأ الحرب ولا مناص من ذلك وعلى الباغي تدور الدوائر».
في السياق، أعلنت الجماعة، في وقت مبكر من فجر الجمعة، تبني استهداف سفينة أمريكية ثالثة خلال أسبوع منذ بدء الضربات الصاروخية الأمريكية والبريطانية على مواقع لهم في اليمن.
السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا يعني توالي الهجمات التي تقوم بها قوات الجماعة ضد السفن الامريكية منذ بدء الهجمات العدائية الامريكية البريطانية ضدهم؟ إذ استهدفت الجماعة ثلاث سفن، وأكدت إصابتها، علاوة على استهداف مدمرة الأحد، قال الامريكيون إنه أسقطوا الصاروخ الذي أطلقته الجماعة باتجاهها.
وسبق وأعلن الحوثيون عقب ما يعتبروه العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن منذ 12 يناير/ كانون الثاني أن السفن والمصالح الأمريكية «صارت أهدافًا مشروعة»، وبناء عليه تأتي عمليات استهداف السفن الأمريكية في سياق الرد على الضربات الصاروخية الأمريكية البريطانية على مناطقهم.
كما أن واشنطن أصدرت، الأربعاء، قرارًا بإعادة تصنيف الجماعة منظمة إرهابية أجنبية، وهو قرار زاد من تعقيد الوضع في هذه المنطقة الملتهبة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، بل إن التصعيد فيها مرتبط بما يحدث في غزة؛ وهو ما سبق وأكده الحوثيون بأن عملياتهم مستمرة، «حتى يتم إيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة ورفع الحصار عنها».
وأعلن الناطق العسكري باسم قوات الجماعة، العميد يحيى سريع، بعد منتصف ليل أمس (بتوقيت صنعاء) أن القوات المسلحة اليمنية (التابعة للجماعة) نفذت عملية استهداف لسفينة «كيم رينجر» الأمريكية في خليج عدن.
وأوضح «أن القوات البحرية نفذت عملية الاستهداف للسفينة الأمريكية بصواريخ بحرية مناسبة، وكانت الإصابة مباشرة «.
وأكد البيان «أن الرد على الاعتداءات الأمريكية والبريطانية قادم لا محالة، وأن أي اعتداء جديد لن يبقى دونَ ردٍ وعقاب». كما أكد» استمرار حركة الملاحة في البحرين العربي والأحمر إلى كافة الوجهات حول العالم عدا موانئ فلسطين المحتلة».
وقال: «إن منع الملاحة الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة مستمر حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».
ويعد هذا الهجوم السابع عشر الذي تتبناه الجماعة من أصل 35 عملية منذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وكانت القيادة المركزية الامريكية (سنتكوم)، أعلنت، الجمعة، أن الحوثيين أطلقوا (في الساعة التاسعة بتوقيت صنعاء مساء الخميس) صاروخين بالسيتين مضادين للسفن على سفينة «إم/في كيم راينجر»، وهي سفينة ناقلة نفط مملوكة للولايات المتحدة تديرها اليونان، وترفع علم جزيرة مارشال. لكنهم قالوا إن الصواريخ ارتطمت بالمياه بالقرب من السفينة، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار للسفينة التي استمرت في التحرك.
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية قد أعلنت في وقت متأخر من مساء الخميس أنها تلقت تقريرًا عن تحليق 4 أنظمة جوية مجهولة الهوية بالقرب من سفينة تجارية على مسافة 85 ميلاً بحريًا جنوب شرق الشحر في حضرموت اليمن. وأفادت السفينة أن طائرة واحدة بدون طيار اصطدمت بالمياه على بعد حوالي 800 متر من السفينة. وقالت إن السفينة وطاقمها آمنون.
ويتضح أن ثمة اختلاف فيما أوردته هيئة المراقبة البحرية البريطانية والبيان الأمريكي وبيان الحوثيين، فالبيانان الأمريكي والحوثي تحدثوا عن صواريخ مضادة للسفن واختلافا في أن البيان الحوثي أعلن وقوع الإصابة بينما البيان الأمريكي تحدث عن سقوط الصواريخ في المياه، بينما تحدث بيان هيئة المراقبة البحرية عن طائرات مسيرة سقطت إحداهن في المياه.
كما أن ثمة اختلاف في تحديد الموقع، ففيما حددت هيئة المراقبة البحرية البريطانية موقع الاستهداف في البحر العربي ذكر الحوثيون أنه في خليج عدن. وفي تعليق لقيادة حوثي بهذا الشأن ذكر أن المنطقة تقع بين نهاية خليج عدن وابتداء البحر العربي.
في السياق فتح القيادي الحوثي ،علي القحوم، النار على واشنطن وتحديدا فيما اعتبره استمرار ربط الجماعة بإيران، قائلا: «لازالت أمريكا تمارس التضليل والنفاق والكذب فخلال تسع سنوات من العدوان على اليمن وبإشرافهم كانت ترفع يافطة إيران والفوبيا المفتعلة والأسطوانة المشروخة التي كانوا يرددونها خلال العدوان والحصار، وبعد هذه السنوات لم يجدوا إيران، وقد فتشوا عنها، ولم يجدوها، وما تواجد في اليمن وبشكل معلن وواضح وما زال هو الأمريكي والبريطاني من خلال القواعد العسكرية الأجنبية والتدفق العسكري في البحر الأحمر».
وأضاف: «والآن ومع إعلان اليمن كدولة وقيادة وشعب وإجماع وطني لنصرة فلسطين والقيام بعمليات استراتيجية وكبرى في ضرب اسرائيل واستهداف سفنها في البحر الأحمر وفشل الحماية الأمريكية قامت أمريكا وبريطانيا بإعلان العدوان المباشر على اليمن خدمة وحماية لإسرائيل، والذريعة لازالت لدى الأمريكي هي هي لم تتغير فوبيا ايران، وفي المقابل الردود اليمنية على عدوانهم كانت حاضرة ولم تتأخر واليوم سماحة السيد القائد يحفظه الله يوسع المعادلة في البحر الأحمر لتشمل إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، وهي معادلة ثابته حتى إيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها وستكون السفن والتواجد العسكري في البحر الأحمر في مرمى الاستهداف».
إلى ذلك، قال محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين لرويترز أن الضربات الأمريكية «مبالغ فيها ولا مبرر لها»، ووصف الموقف الأمريكي بأنه «حراسة لإسرائيل وليس للعالم».
وقال: «الضربات على اليمن من وجهة نظرنا انتهاك سافر لسيادة اليمن وعدوان خطير على الشعب اليمني، وما قام به الشعب اليمني في البداية هو استهداف السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى إسرائيل دون أن يكون هناك أي خسائر بشرية أو حتى مادية كبيرة، فقط منع السفن من المرور كحق طبيعي لليمن أمام المياه الإقليمية الدولية».
وقال المتحدث الحوثي إن الحركة تستفيد من الخبرة الإيرانية في التصنيع العسكري لكنه نفى أن تكون إيران هي المتحكمة فيما تتخذه الجماعة من قرارات.