الحوثي «دمية» طهران.. نائحة مستأجرة.. وقرار مسلوب

«لا جديد يذكر ولا قديم يعاد».. هذا هو باختصار ملخص خطاب زعيم المليشيا الإرهابية في اليمن عبدالملك الحوثي الذي أطل من كهفه عبر شاشة تلفزيونية ليقرأ ورقة معدة مسبقا متخليا عن طريقته المعتادة في الارتجال المطول، الأمر الذي فضح مخاوفه من تبني موقف لا يرضي أسياده في طهران الذين يستخدمونه كبيدق يتم تحريكه كيفما شاءوا خدمة لأغراضهم ومصالحهم.

ولا ينافس عبدالملك الحوثي في تقمص دور «النائحة المستأجرة» إقليما ودوليا سوى زعيم «حزب الشيطان» في ضاحية بيروت الجنوبية حسن نصرالله المعروف بـ«حسن زميرة»، فخطاب الحوثي الذي كان منتظرا، خصوصا بعد تمترس مليشياته وإصرارها على إجهاض جهود تمديد الهدنة التي انهارت في الثاني من أكتوبر الجاري تنفيذا لتعليمات إيرانية لتحويل الانتباه عن الانتفاضة المزلزلة، لم يقدم أي مواقف جديدة يمكن البناء عليها في مسعى لحل أزمة شعب يرزح منذ نحو 8 سنوات تحت هيمنة احتلال طائفي بغيض، فضلا عن أنه كشف من جديد عن اختطاف نظام الملالي لقراره.

مواقف المليشيا منذ انقلابها وحتى الآن تأتي متناغمة دائما وأبدا مع مواقف إيران، وليس آخرها الموقف المتشدد من الهدنة الذي أتى بتوجيه من قم بهدف التصعيد ونشر الفوضى في المنطقة لمحاولة تخفيف صدمة الانتفاضة الشعبية التي تزلزل عشرات المدن الإيرانية منذ 4 أسابيع.

واستغلالا لمناسبة دينية، خرج زعيم المليشيا المدرج على قوائم الإرهاب العالمية في خطاب استمر نحو ساعة ونصف الساعة ليلوك حديثا مكررا ومعادا عشرات المرات، كل كلمة فيه تفضح عمالته وخيانته لليمن وشعبه. وكعادته تضمن حديثه رسالتين الأولى عبارة عن دعوة لتحالف دعم الشرعية بدا فيها متسولا بدعوته لإنهاء الحرب التي فجرها انقلاب مرتزقته على الشرعية، وتحدث عن أسطوانته المشروخة والمكررة منذ نحو 7 سنوات وما أسماه بـ«الحصار وملفات الحرب فيما يتعلق بالأسرى والأضرار».

فيما وجه «دمية الملالي» الرسالة الثانية لمليشياته، مطالبا إياها بمواصلة الحرب، زاعما أنها تخوض «جهادا مقدسا»، فيما القاصي والداني يعلم يقينا أنها تخوض حربا بالوكالة، وأنها لا تعدو كونها مجموعة من المرتزقة وتجار الحروب.

وبحسب مراقبين، فإن المليشيا المنقلبة على السلطة الشرعية، لم تدرك بعد 8 سنوات أنه لا أحد يعترف بها سوى أولئك الذين يستخدمونها في طهران كـ«ورقة» سيرمى بها في النفايات إن آجلا أو عاجلا.

وفي تأكيد جديد يفضح تناقضات الحوثي ويؤكد أنه معزول في كهفه لا يعلم ما يدور حوله، اعترف بوجود فوضى وانفلات أمني في مناطق سيطرة مليشياته، بيد أنه لم يحملها المسؤولية عن هذا الوضع المتردي والبائس وعن انتشار الجرائم والسطو وعمليات النهب والقتل، وهرب إلى الأمام جريا على عادته متهما من وصفهم بـ«الأعداء».

وحذر مراقبون من أن زعيم مليشيا الإرهاب يحاول إيجاد الذرائع لمليشياته لاستمراء القمع والتنكيل والتصدي لانتفاضة الشارع اليمني الذي يغلي رفضا للانقلاب وزبانيته الذين أكثروا بشكل فاحش من المتاجرة بكل شيء في اليمن.

وبحسب المراقبين، فإن حديث الحوثي المطول لم يكشف عن أي موقف سياسي جديد، وهو ما يؤكد ارتهانه لطهران وقراراتها التي أحبطت «الصفقة النووية»، وسارعت لإجهاض تمديد الهدنة لإلهاء الرأي العام والمجتمع الدولي عن الزلزال الداخلي والانتفاضة التي تقض مضاجع «ولاية الفقيه».