الحوثي يتاجر بالقتل.. و«مسام» طوق نجاة

تعددت الأسلحة الحوثية الفتاكة ضد اليمنيين وتنوعت بين القتل والتفجير والقنص وزراعة الألغام، وأخيراً سلاح أكثر فتكاً يهدد الكل بمختلف المناطق، وهو مبيد (برميد الميثيل) الإسرائيلي المحرم دولياً؛ الذي تهربه المليشيا لفرضه على المزارعين.

وأثار تعدد الأسلحة الحوثية الفتاكة غضب ناشطين يمنيين على شبكات التواصل الاجتماعي، فقالوا من لم يمت بالقنص والقتل والألغام، مات بالمبيدات المحرمة دولياً التي تتاجر بها القيادات الحوثية منذ انقلابها، مؤكدين أن الألغام لا تزال تحصد يومياً عشرات الأرواح رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها دول التحالف العربي بقيادة السعودية وعبر عدد من المشاريع الإنسانية خصوصاً مشروع (مسام) التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية الذي تمكن من تطهير نحو 56.636.614 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية كانت مفخخة بالألغام والذخائر والعبوات الناسفة بحسب ما أعلنه مدير عام المشروع أسامة القصيبي، الذي قال: إن الفرق الميدانية نزعت منذ انطلاقة المشروع وحتى 24 مايو الجاري حوالى 443.452 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، و284.515 ذخيرة غير منفجرة، و8046 عبوة ناسفة، و144.371 لغماً مضاداً للدبابات، و6520 لغماً مضاداً للأفراد».

تقليل مخاطر الألغام

من جهته، نوه المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام فارس الحميري عبر «»، بالجهود التي يقوم بها مشروع (مسام) في تقليل مخاطر الألغام، مؤكداً أنه يمثل طوق نجاة وضماناً لمستقبل أكثر أماناً لليمن، إذ إنه ساهم في تأمين حياة الملايين وحال دون وقوع آلاف الحوادث المأساوية.

ولفت إلى أن (مسام) حقق إنجازات نوعية منذ بدء نشاطه، وتمكن من تطهير آلاف الكيلومترات من الأراضي اليمنية، وتدريب وتأهيل مئات المختصين في مجال نزع الألغام.

وكشف الحميري عن سقوط ضحايا يومياً من المدنيين جراء الألغام والعبوات والشراك التي يزرعها الحوثيون، مبيناً أن فريق المرصد اليمني للألغام تمكن من تسجيل وتوثيق سقوط 153 ضحية في صفوف المدنيين (50 قتيلاً و103 جرحى) معظمهم من الأطفال والنساء، منذ مطلع العام الحالي.

وأضاف: رغم انخفاض حدة العمليات العسكرية لكن التحدي الكبير الذي يواجه اليمنيين حالياً هو خطر الألغام التي زرعها الحوثيون بكثافة وعشوائية والعبوات الناسفة والشراك الخداعية التي نشرها مسلحو الجماعة في مناطق مأهولة وواسعة، لافتاً إلى أنه إلى جانب الألغام الفردية المحرمة دولياً والألغام المضادة للعربات، نشر الحوثيون ألغاماً محلية الصنع، صنعت بتقنيات متطورة وبقدرة تدميرية كبيرة، وزرعت بمهارة خبيثة على امتداد مناطق يقصدها السكان في الطرقات والمزارع ومصادر جلب المياه ومناطق رعي الماشية.

وأعلنت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات تسجيلها 3607 حالات تضرر بشري بسبب الألغام الحوثية خلال الفترة من يناير 2018م وحتى فبراير 2024م، بينهما 1219 جريمة قتل بسبب الألغام الحوثية. ووثقت نحو 127260 جريمة حوثية خلال الفترة من 21 ديسمبر 2014م وحتى 30 يونيو2022م، بينها 14557 عملية قتل بحق المدنيين، وتسببت في إصابة 33438 مدنياً.

شحنة مسرطنة وحملة اختطافات

وأثار تهريب المليشيا شحنة مبيدات إسرائيلية مسرطنة ومحرمة دولياً من مخازن مصلحة الجمارك وتتبع القيادي الحوثي عبدالعظيم دغسان، من قبل قيادات حوثية حالة من الغضب في الأوساط اليمنية؛ التي انتفضت في وسائل التواصل الاجتماعي لفضح القيادات الحوثية، ما أدى إلى حملة اختطافات لمسؤولين في مصلحة الجمارك وناشطين وإعلاميين في مناطق سيطرة الحوثي منهم محمد النابهي الصحفي الذي يرأس المؤسسة الإعلامية للشفافية ومكافحة الفساد، على الرغم من إصدار (الجمارك) بياناً تبرأت فيه مما حدث وألقت باللائمة على رئيس المجلس السياسي الانقلابي مهدي المشاط.

واعترف وزير الزراعة في حكومة الانقلاب عبدالملك الثور في حديث لبرلمانيين بأنه رفض مراراً التصريح بمثل هذه المبيدات، لكنه وحكومته مهمشون ولا قيمة لهم، لافتاً إلى وجود (لوبي حوثي) داخل وزارته بقيادة وكيل الوزارة المعين من الحوثيين ضيف الله شملان الذي يصدر التصاريح للقيادات الحوثية بتهريب مثل هذه المبيدات المحرمة دولياً. واستنجد بالبرلمان الحوثي لمساعدته في الضغط لإقالة شملان وإعادة مبلغ مليار ريال يمني إلى خزينة الوزارة كانت قد سحبت لإنشاء مؤسسة تتبع لقيادات حوثية هدفها تهريب وتصنيع المبيدات الممنوعة دولياً ويطلق عليها (مؤسسة رواد الوطن). وكشفت مصادر موثوقة في صنعاء لـ«» أن الشركة التي أنشأتها المليشيا لتدوير وصناعة المبيدات والإشراف على تهريبها من الخارج تعود ملكيتها لرئيس اللجنة الثورية الانقلابية محمد الحوثي (نجل عم زعيم المليشيا) وتديرها عائلة دغسان (دغسان أحمد دغسان وعبدالعظيم دغسان)، وحددت منطقة الكمة بمديرية بني مطر غربي العاصمة مقراً لها.

وعلى وقع الحملة الشعبية والفضائح التي خرجت للعلن تدين الميليشيا الحوثية بالوقوف وراء انتشار السرطانات في اليمن، خرج رئيس المجلس السياسي الانقلابي مهدي المشاط مدافعاً عن قراره ببيع المبيدات الإسرائيلية المسرطنة قائلاً: «(بروميد الميثيل) الذي كان عنوان الإثارة كان يتبع شركة عالمية تستخدمه لعقود من الزمن، وقررت التخلص من هذا المبيد لأن دول أوروبا رأت أنه يؤثر على طبقة الأوزون، لكن هذه الطبقة لا توجد عندي ولا يوجد احتباس حراري عندي»، وهو ما زاد من الغضب والحملة الشعبية التي تفضح جرائم المليشيا.

تزايد في أعداد مرضى السرطان

كشف مستشار مكتب الصحة في تعز الدكتور نشوان الحسامي لـ«» عن تزايد كبير في أعداد مرضى السرطان وبشكل مخيف منذ سيطرة الحوثي على اليمن، موضحاً أن الإحصاءات تشير إلى أن هناك نحو 80 ألف مصاب بالسرطان في الأشهر الأخيرة.

وقال الحسامي: إن المبيدات الإسرائيلية المسرطنة التي تستوردها قيادات الحوثي أكثرها خطير على المجتمع اليمني بمختلف فئاته سواء مخاطر صحية متمثلة في انتشار السرطان أو بيئية تظهر في تلويث المياه والتربة. وأكد أن المبيدات المسرطنة أمثال (الجليفوسيت) خطيرة جداً وتصيب الجهازين التنفسي والهضمي، وأكثر المتضررين منها النساء الحوامل والتي تؤدي إلى تشوهات في الأجنة والعقم.

وحذر من أن تُلوث المبيدات للتربة والمياه خطير جداً ليس على الإنسان فحسب بل على الحيوانات، ويُخل بالتوازن البيئي.