• بصفتكم المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، كيف تنظر لنتائج قمة الشرق الأوسط الأخضر ومبادرات السعودية في مجال البيئة والمناخ؟ •• نشيد بدور السعودية لمكافحة التغير المناخي، كما نرحب بقرار وضع خارطة طريق لتقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من 10% وزراعة 50 مليار شجرة. إن مشاركة المملكة في الجهود العالمية أمر أساسي وجوهري، إذ يُعتبر تغير المناخ في الخليج حقيقة واقعة مع درجات حرارة متكررة تزيد على 50 درجة، يرافق هذا التغير نضوب موارد المياه العذبة. وهناك أسباب كثيرة لتشجيع التعاون في مجال البحوث والتدابير العملية للتخفيف والتكيف لمعالجة المشاكل ذات الصلة، وعلى الرغم من أن دول الخليج لا تزال تعتمد على صادرات النفط والغاز، إلا أنها أدركت أنها ستحتاج أيضاً إلى الانتقال إلى إنتاج الطاقة المتجددة في نهاية المطاف، لديهم الشمس والرياح والمياه في وفرة، والتمويل المطلوب. إن الطاقة المتجددة تحتاج إلى سوق، ومن الواضح أن الاتحاد الأوروبي سيحتاج إلى استيراد كميات كبيرة من الكهرباء، وفي الوقت المناسب أيضا الهيدروجين الأخضر خاصة إذا نظرنا إلى الزيادات الحالية في أسعار الكهرباء.
الخليج وأوروبا
• كيف ترى مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج؟•• الاتحاد الأوروبي أقام علاقات ثنائية مع دول مجلس التعاون الخليجي من خلال اتفاقية التعاون لعام 1988 لتعزيز الاستقرار في منطقة ذات أهمية إستراتيجية وتسهيل العلاقات السياسية والاقتصادية وتوسيع التعاون الاقتصادي والفني وتوسيع التعاون في مجالات الطاقة والصناعة والتجارة والخدمات والزراعة ومصائد الأسماك والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا والبيئة. وهناك إجماع حول ضرورة تعزيز علاقتنا مع الخليج على الصعيد الإقليمي وأيضا على الصعيد الثنائي، والاتحاد الأوروبي حاضر دبلوماسيًا في المنطقة عبر 3 بعثات معتمدة لدى دول مجلس التعاون الخليجي، وتعد دول مجلس التعاون الخليجي سادس أكبر سوق تصدير للاتحاد الأوروبي والذي يعد ثاني أكبر شريك تجاري للمجموعة، ويمكننا الاستفادة من التبادل التجاري لتعظيم قدراتنا الحالية.
والمطلوب الآن هو المضي قدما في تقوية علاقتنا مع دول منطقة الخليج حتى تصبح على مستوى تطلعات مواطنينا، بما في ذلك في مجال التجارة والاستثمار، وتعزيز الاستقرار والأمن المشترك.
الملف النووي الإيراني
• يقود الاتحاد الأوروبي حاليا مفاوضات الملف النووي الإيراني.. كيف ترى مستقبلها؟•• نؤكد على ضرورة استئناف المفاوضات في فيينا بشأن الاتفاق النووي في أسرع وقت، ومن الضروري استئناف المباحثات من حيث انتهت في آخر جولة لها لمواصلة العمل الدبلوماسي. ونرى أنه لا يوجد خيار آخر للوصول إلى تسوية ترضي الجميع سوى عبر المفاوضات، فالشراكة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أمر مهم وأساسي للمضي قدما في المفاوضات والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل يعمل كمنسق لخطة العمل الشاملة المشتركة. ومن هذا المنطلق، سيواصل جهوده من أجل استكمال هذه المفاوضات.
• هل ترى تقدما في سبيل منع انتشار الأسلحة النووية بالعالم؟
•• الاتفاق النووي الإيراني، الذي أقره مجلس الأمن الدولي بالإجماع، عنصر أساسي في البنية العالمية لعدم انتشار الأسلحة النووية. ولا يزال الاتحاد الأوروبي ملتزما بتنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة من حيث احترام الاتفاقيات الدولية وأمننا الدولي المشترك، ونأمل في تعاون فعال بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهناك الكثير من النقاط التي يتعين على الأطراف معالجتها.
السلام لا يزال ممكنا
• هل لك أن تسلط الضوء على لقاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بمنسق الاتحاد الأوروبي بشأن المحادثات النووية مع إيران؟•• رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مفاوضات فيينا تحدث مع الجانب السعودي عن آخر المستجدات المرتبطة بهذا الملف، وخاصة بعد زيارته الأخيرة إلى طهران. نرى أهمية لإشراك السعودية في هذا الجهد المشترك وتعزيز مشاوراتنا معها.
• كيف ترى الجهود السعودية في سبيل السلام في اليمن رغم محاولات المليشيات الحوثية المدعومة تقويضها؟•• رحب الاتحاد الأوروبي بإعلان المملكة العربية السعودية بشأن سبل إنهاء الأزمة اليمنية والتوصل إلى حل سياسي شامل، ونرى الإعلان خطوة إيجابية في اتجاه السلام.
ويؤكد الاتحاد الأوروبي أن الاتفاق السياسي الشامل يظل الحل الوحيد لإنهاء الحرب في اليمن. ولا شك أن النزاع يعصف باليمن منذ 7 سنوات، ما تسبب في أزمة إنسانية فظيعة. كما تعرضت منشآت النفط السعودية لهجمات بالصواريخ مرارا وتكرارا في السنوات الماضية، ويمكن للحرب في اليمن أن تنتهي ويمكن إعادة بناء اليمن ليسوده السلام والازدهار، فقط في حالة وجود إرادة سياسية لدى الأطراف المعنية الكثيرة التي تنظر اليوم إلى مصالحها بدلا عن مصلحة جميع اليمنيين. ويؤمن الاتحاد الأوروبي بأن السلام لا يزال ممكنا في اليمن وأن اليمنيين قد انتظروا بما فيه الكفاية. سنواصل تشجيع الأطراف السياسية والعسكرية في تبني السلم، وفي الأثناء سندعم اليمنيين الذين يرغبون في رؤية قادتهم يقدمون السلام والازدهار لشعبهم. وإمكانية السلام في اليمن ليست خيالاً بعيد المنال. إنها فرصة في الواقع.. فرصة قائمة في ظل الجهود التي يرعاها المبعوث الخاص للأمم المتحدة.
الحوثيون وتجنيد الأطفال
• وماذا عن تجنيد الحوثيين للأطفال؟
•• لا يجوز قانونا تجنيد أو استخدام الأطفال فــي الأعمــال الحربيــة، علــى مليشيا الحوثــي التوقــف الفــوري عــن تجنيــد الأطفــال واســتغلالهم، لمــا فــي ذلــك مــن خطــر كبيــر علــى حياتهــم ومســتقبلهم، وانتهــاك جســيم لحقوقهــم المكفولــة فــي المواثيــق والأعــراف المحليــة والدوليــة ذات الصلة.استغلال اللاجئين
• تعاني أوروبا من اللاجئين، فكيف ترى مستقبلها وما هي الحلول التي تراها لتجاوز تلك الأزمة؟
•• لقد رأينا أخيرا مواطنين عراقيين يسافرون جوا إلى مينسك ثم ينقلهم نظام بيلاروسيا إلى الحدود الليتوانية. هناك نقاش بين الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء حول كيفية تحسين حماية الحدود الأوروبية، وتعزيز هذه التدابير. ونحن واثقون بأن ميثاق الهجرة واللجوء الذي قدمته المفوضية الأوروبية العام الماضي هو الإطار المناسب لمعالجة هذه التحديات ونرغب في أن يكون هناك اتفاق عليه في أسرع وقت ممكن.
نحن وأفغاستان
• تولت «طالبان» السلطة في أفغانستان، هل سيعترف الاتحاد الأوروبي بحكومتها؟
•• مستقبل أفغانستان يظل قضية رئيسية بالنسبة لنا، إنه يؤثر علينا ويؤثر على المنطقة وعلى الاستقرار الدولي وله تأثير مباشر على الأمن الأوروبي. في الوقت نفسه أصر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على أننا سنظل ملتزمين بدعم الشعب الأفغاني .
سيتعين علينا التعامل مع الحكومة الجديدة في أفغانستان، وهذا لا يعني الاعتراف، إنها مشاركة عملية. وستزداد هذه المشاركة العملياتية اعتمادا على سلوك هذه الحكومة . وهذه هي المعايير التي ناقشناها كأساس لمشاركة الاتحاد الأوروبي مع أصحاب السلطة الأفغان. وبعد وصول طالبان إلى السلطة سنحكم على السلوك ونشارك وفقا لالتزام الحكومة الأفغانية الجديدة بألا تكون البلاد قاعدة لتصدير الإرهاب إلى دول أخرى واحترام حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق المرأة وسيادة القانون وحرية الإعلام وتشكيل حكومة شاملة وتمثيلية من خلال المفاوضات بين القوى السياسية وحرية الوصول للمساعدات الإنسانية واحترام إجراءاتنا وشروطنا الخاصة بإيصالها.