قصة متضررة
تحكي، في هذا الصدد، «س. م.» قصتها التي انتهت بطلاقها من زوجها الثاني، حيث إنها كانت مثل أي زوجة تثق في زوجها. ولعلمه جميع كلمات المرور الخاصة بها، وأرقامها السرية، حول مبالغ مالية، تصل إلى أكثر من ربع مليون ريال من حسابها إلى حساباته دون علمها، ومن ثم تفاجأت بعد ذلك بسحب هذه المبالغ، وعندما واجهته أنكر في بداية الأمر، وعندما هددته بتصعيد الأمر، أقر وأرجع لها المبلغ.
الزواج بالثانية
على العكس، فقد كانت صدمة «ع. خ.» كبيرة، فبعد سنوات زواج، امتدت لأكثر من 15 سنة، ساعدت فيها زوجها في بناء عمارتهما الخاصة، وبعد السكن فيها طلب منها أن يؤثث الشقة التي أمامهما أيضا، ليكبر من مساحة بيتهما، ويترك باقي الأدوار للمستأجرين، فاقتنعت بالفكرة. وقال لها إنه لا يملك مبلغ التأثيث حاليا، فقالت له: «الجيب واحد»، وأعطته ما يقارب الـ80 ألف ريال للتأثيث، وبعد أن انتهى من تأثيث الشقة تفاجأت أنه تزوج عليها، وجاء بالزوجة الثانية، لتسكن في الشقة الواقعة أمام شقتها. وعندما قالت له: رد لي أموالي، قال لها ببساطة: «محد ضربك على يدك يوم أعطيتيني».
منزل الأحلام
كذلك انتهى زواج «م. ن.»، بعد أن أقنعها زوجها خلال سنوات زواجهما بوضع جزء من راتبها في حسابه، كي يجمعه مع راتبه ويبنيان سويا منزل الأحلام. وبعد مرور 15 سنة، اشترى منزلا، وكتبه باسمه دون علمها، وأنكر من الأصل أنه من أموالها، وخيرها بين الرضا بهذا الأمر أو الطلاق، فاختارت الطلاق، لأنها فقدت الأمان معه.
حفظ الحق
أكد المحامي والمستشار القانوني الدكتور خالد العمري أن الأصل في المعاملات المالية هو «التوثيق»، سواء كانت بين الأزواج أو بين الأب وأبنائه أو بين الإخوة، حيث ينبغي على كل من له حق مالي أن يوثقه، وذلك لأن التعاملات المالية المدنية «بين الأشخاص» يكون العُرف فيها هو الكتابة، بعكس العُرف بين التجار مثلا، فبعضهم يكتفي بالكلمة بينهم دون توثيق ونحوه، موضحا أن «التوثيق» يكون إما في كتابة العدل أو لدى موثّق معتمد من قِبل وزارة العدل.
خصوصية العلاقة
أشار «العمري» إلى أن الإشكالية التي تحدث بين الزوجين أو بين الفتاة الموظفة وأهلها، سواء أبا أو زوجا أو أخا، هو وجود نوع من الخصوصية في العلاقة، فتجد المرأة بعض الحياء من المطالبة بالكتابة والتوثيق للمبلغ المالي الذي قدمته لأحد أقاربها، وهذا يعد من الأخطاء الشائعة في المجتمع، حيث إن توثيق المعاملات المالية غير مرتبط بمدى قوة أواصر العلاقة بين الطرفين، وإنما هو لضمان الحقوق بينهما، خاصة في حال ما إذا كان للمرأة أبناء، فمن واجبها أيضا أن تضمن حقهم.
الزواج الناجح
أوضح المستشار الأسري محمد الحربي أن «الزواج الناجح» هو الذي يعرف فيه الطرفان حقوقهما، وما لهما وما عليهما، ومن هذه الأمور المهمة هي كتابة وتوثيق المبالغ المالية الكبيرة في الجهات المختصة دون شعور بالخجل أو تغليب الجانب العاطفي، لأن الدنيا متقلبة، ولا يعلم الشخص ماذا يحدث في المستقبل، وهل تستمر الحياة بينهما أم لا؟.