الخلافات الأميركية – الإسرائيلية حول إيران تنعكس في “حوار المنامة”

انعكست الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول إيران، اليوم الأحد، بصورة علنية خلال مؤتمر حوار المنامة للأمن الإقليمي المنعقد في العاصمة البحرينية، المنامة. وجاء ذلك بعدما قال بريت ماكغورك، مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن، إن حملة الضغوط التي مارسها الرئيس الاميركي السابق، دونالد ترامب، ضد إيران قد فشلت، وأن الإدارة الحالية “لا تعيش في وهم” بأن المزيد من الضغوط سيغير السلوك الإيراني.

من جانبه، اعتبر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أيال حولتا، ردا على المستشار الأميركي، أن “إيران لن توافق على تنازلات إذا طلبنا منها ذلك بصورة لطيفة فقط”.

وتابع حولتا أن من “يدعي أن الضغوط لا تنجح، عليه أن ينظر غلى جولات الضغوط السابقة على إيران من جانب إدارتين أميركيتين. وهذه الضغوط هي التي جعلت إيران تغيّر سياستها. ونحن نعتقد أن إيران لن تغير سياستها إلا إذا أرغمناها. وقالت إسرائيل عدة مرات إنها ستدافع عن نفسها إذا دعت الحاجة إلى ذلك. وسنقوم بالاستعدادات من أجل القيام بذلك” في إشارة إلى هجوم عسكري في إيران.

وأشار ماكغورك إلى “أننا نقترب من استئناف المحادثات مع إيران في فيينا. ونأمل أن تنجح الدبلوماسية، وإذا فشلت فسنستخدم وسائل أخرى. ولن نسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي. والقوة العسكرية لن تغير الأداء الإيراني، لكن بإمكانها لجم برنامجها النووي”.

وقبل ذلك، اعتبر حولتا أن “هذا هو الوقت الملائم لتمرير رسالة موحدة إلى إيران، بأنه لن نسمح لإيران أبدا بحيازة سلاح نووي”. وأضاف أنه “ينبغي الاعتراف بأن إيران تماطل وتحاول تحقيق مزيد من التنازلات في الموضوع النووي، إلا إذا وقفنا أمامها بشكل حازم. وإذا حصلت إيران على سلاح نووي فإن المنطقة لن تبقى بعد ذلك مثلما نعرفها اليوم. وسيجري سباق تسلح نووي”.

وقال ماكغورك إنه إذا وضعت إيران الولايات المتحدة أمام امتحان، فإن الأخيرة ستدافع عن نفسها بالقوة العسكرية. وأضاف “لكن لن نُستدرج إلى تبادل ضربات مع إيران وأذرعها. وإذا كنا سنرد، فإننا سنفعل ذلك بقوة ساحقة”.

وأضاف أن إدارة بايدن قلقة جدا من تقدم البرنامج النووي الإيراني منذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي، “ونحن نريد حلا دبلوماسيا، لكن سنكون مستعدين لاختبار خيارات أخرى إذا لم تنجح الدبلوماسية”.

وحول عدم رد الجيش الأميركي على هجوم، تقول إسرائيل إن إيران نفذته، بطائرات مسيرة مفخخة على قاعدة التنف في سورية التي تأوي قوات أميركية، قال ماكغورك إنه “لا نتحدث عن كل ما نفعله. ولن تكون جميع ردود الفعل من خلال CNN أو من خلال تفجير أحد ما في مكان ما. لكن هذا ليس دقيقا القول إننا لا نفعل شيئا”.

وأضاف أنه “ينبغي أن نتذكر ايضا أنه عندما قتلت الإدارة السابقة قاسم سليماني، أدى ذلك إلى قتلى أميركيين والهجمات ضدنا في العراق مستمرة. والرسالة التي نقلناها الآن إلى الإيرانيين بصورة واضحة هي أننا مستعدون للرد بصورة ساحقة”، حسبما نقل عنه موقع “واللا” الإلكتروني.

وفي سياق الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، ادعى حولتا أنه “جرى الاعتقاد أنه طالما لا يوجد حل للقضية الفلسطينية لن يكون هناك استقرار في المنطقة. وأعتقد أننا أظهرنا من خلال اتفاقيات السلام مع دول عربية أنه بالإمكان تنفيذ هذه الأمور بشكل متواز. وسيستخدم خصومنا دائما الموضوع الفلسطيني في الدعاية ضدنا. وهل كان إطلاق الإيرانيين طائرات مسيرة ضد شركة النفط السعودية بسبب إسرائيل والفلسطينيين؟”.

وزعم حولتا أن “حكومة إسرائيل ملتزمة بالاستقرار وتحسين حياة الفلسطينيين. ونعمل مع السلطة الفلسطينية وسنستمر في القيام بذلك ونأمل أن يحدث في المستقبل تقدم سياسي مع الفلسطينيين. لكن ينبغي أن نتذكر أننا انسحبنا من غزة وهذا لم يحسن الوضع الأمني”.