أكد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، الثلاثاء، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل لليوم الـ18 إبادة وتهجير المواطنين من محافظة شمال غزة، عبر مجازر متواصلة، في ظل عزلة عن العالم الخارجي جراء انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت.
وقال المسعف في الجهاز معتز أيوب للأناضول: “لليوم 18 يواصل الجيش غاراته الجوية وقصفه المدفعي على بلدة جباليا وأنحاء متفرقة من محافظة الشمال”.
يأتي ذلك مع استمرار انقطاع شبكة الإنترنت والاتصالات منذ الجمعة، وفق أيوب، ما يجعل المحافظة في عزلة عن العالم الخارجي.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة في محافظة شمال القطاع.
وأعلن في اليوم التالي بدء اجتياح لهذه المناطق، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، بينما يقول الفلسطينيون إن قوات الاحتلال ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها عبر التجويع والقصف تحت الحصار.
مجازر وصعوبة انتشال
أيوب أضاف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين الذين ما زالوا في المحافظة.
وأضاف بأن “الجيش استهدف عددا من النازحين عند (منطقة) دوان أبو الجديان في مشروع بيت لاهيا، ما أسفر عن استشهاد 12 فلسطينيا وإصابة عدد آخر (لم يتم تحديده)”.
وأكد أن طواقم الدفاع المدني والفلسطينيين في الشمال يجدون صعوبة في الوصول للضحايا لانتشالهم، بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لهم.
واستكمل: “ما زالت جثامين الشهداء في الشوارع والطرقات”.
وبسبب صعوبة الوصول للمقابر، قال أيوب إن بعض الأهالي لجأوا لدفن ذويهم في “الأسواق الشعبية في مشروع بيت لاهيا”.
أما “الشهداء” الذين يصلون إلى المستشفى، فيتم “دفنهم بملابسهم دون تكفينهم لنفاد الأكفان في مستشفى كمال عدوان”، كما أردف.
نزوح تحت النيران
وقال أيوب إن الآليات العسكرية الإسرائيلية توغلت صباح الثلاثاء بشكل محدود في منطقة حبوب بمشروع بيت لاهيا، إلا أنها تراجعت بعد ساعات إلى محيط المستشفى الإندونيسي.
وأوضح أنه خلال هذه الساعات أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين في مراكز الإيواء على النزوح تحت وطأة النيران.
وزاد: “أجبر الجيش نازحين على التوجه نحو دوار الشيخ زايد، ومن ثم اعتقل عددا منهم، وأعاد توجيههم للخروج من شمال القطاع”.
وبدعم أمريكي، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب هذه الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.